رعد: نقف في وجه أيّ قرار يمسّ سيادتنا
أكد رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد “أننا نطمح لأمة قوية متماسكة عصية على الابتزاز والارتهان لشروط الأجنبي مستعمرا كان أو صاحب سلطة انتداب”، مضيفًا “نطمح الى تحرير وطننا كل وطننا والى إزالة العدوان عن فلسطيننا من قبل الكيان المؤقت الصهيوني الذي لا يهدد وجودنا فحسب، بل يهدد موقعنا ودورنا ويهدد أمننا واستقرارنا على امتداد مناطق وجودنا”.
وفي كلمة له خلال احتفال نظمه “الحزب السوري القومي الاجتماعي” في النبطية، قال رعد “إننا نتشارك مع رفقائنا في “الحزب” (الحزب السوري القومي الاجتماعي) في كثير من المساحات الرؤيوية والكثير من مواقع النضال والأداء والسلوك، وقد تشاركنا معهم في القيام بعبء المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني للبنان”.
وتابع رعد: “في ذكرى ارتحال زعيم كأنطون سعادة نستحضر وثوقه الكبير الأمثولة وهو يعتلي منصة الإعدام، هو واثق أنه ذاهب الى الموت وواثق أن حزبه باق، يلتزم الرؤية القومية التي تناهض ضد كل رؤية تجزيئية وتنأى بالوطن والأمة عن الفيدراليات ونزعة التقسيم التي تستهوي البعض في بلدنا ومنطقتنا خدمة وانسياقًا مع مشروع العدو الصهيوني واسياده الاستعماريين، الذين يرون في تجزئة المنطقة اضعافا وتهيئة للهزيمة، لهزيمة شعوب هذه المنطقة ولهزيمة دولها”.
واعتبر أن “بقاء سوريا قوية ممانعة تأخذ دورها في مواجهة الرؤية التجزيئية للمنطقة، والتي يمهد لها تطبيع هنا وعلاقات ديبلوماسية هناك، هذا الأمر يصب في خدمة تقوية روح المقاومة ومشروعها للحفاظ على مناعة أمتنا وهويتها وعقيدتها”، مضيفًا أن “الحياة بنظر أنطون سعادة ليست مجرد عيش، والحياة بنظره تعني العزة والكرامة والإحساس بالوجود الإنساني المتحرر من كل مطامع المستعمرين والمستعبدين، الذين يريدون سوءا وشرا بأمتنا وبمنطقتنا”.
رعد: نقف في وجه أيّ قرار يمسّ سيادتنا
وأشار إلى “أننا على هذا الأساس، نفخر بشراكتنا مع أمثال “الحزب السوري القومي الاجتماعي” الذي يحمل رؤية أنطون سعادة ومصداقيته وسلوكه ويتبنى ويلتزم شجاعته”.
رعد قال: “نتشارك مع “الحزب” في كل محاور المواجهة لأعدائنا الذين، أمام صمودنا، بدؤوا يتداعون ويتساقطون، فالعدو الصهيوني الغاصب لفلسطين هو اليوم ليس كما كان منذ 40 عاما، مع تنامي وجود المقاومة”، موضحًا أن “هذا العدو بدأ يعترف أنه كيان مؤقت وانه يتدرج في معارج النزول والسقوط والإنهيار والزوال ان شاء الله”.
ورأى أن “كل من يرغبون بالسيطرة على المنطقة من حولنا، بدأوا يغيرون استراتيجياتهم وينكفؤن على الأقل عسكريا وينقلون قواعدهم العسكرية الى مناطق أخرى، لأن هذه المنطقة قد سرت في شعوبها روح المقاومة وباتت رؤيتها واضحة للعدو الذي يريد شرًا بها، وملتزمة بالتحالف والتشاور مع أصدقاء يريدون مساعدتها ومساندتها”.
كما تابع رعد: “نحن وإياكم في لبنان، نكابد بعض المشكلات لكن نفسنا طويل في الصبر على شركائنا في الوطن ليصلوا إلى القناعة نفسها التي نحملها تجاه رئيس نريده أن يكون أمينا على إنجازات شعبنا المقاوم ولا يطعن ظهر هذا الشعب، لا بإخلال سيادي ولا بتواطؤ أو تقصير منهجي يفضي الى هدر التضحيات التي حققت تلك الإنجازات”، وقال: “لدينا أدلتنا وحججنا القاطعة التي تجعل أي لقاء حواري قادر على إقناع الآخرين بما نرتضيه ونطرحه من خيارات، لكن لا نعلم إذا كان الإلهام سيسمح لشركائنا بأن يرتضوا بسلوك الطريق الذي يفضي إلى استقرار البلد والوصول لحل بأسرع وقت لمسألة الاستحقاق الرئاسي”.
وحول قرار البرلمان الأوروبي بإبقاء النازحين السوريين في لبنان، قال رعد: “نتشارك مع كل القوى الوطنية التي دأبت على إدانة العدوان على سوريا وأدركت مسبقًا الاستهدافات والتداعيات التي يمكن ان تنشأ عن ذلك العدوان، ومنها مسألة النازحين”، مضيفًا أن “البعض في لبنان من التقسيميين أو المراهنين على الأجنبي لمساعدتهم في الوصول الى السلطة اللبنانية وتسلم مقاليد القرار، روجوا للنازحين وخططوا ليكونوا لاجئين وقبلوا أن يعتدى على سوري من قبل الأجانب وسوقوا وابتزوا في هذا الشأن لاخضاع سورية والنهضويين في المنطقة، هؤلاء يستشعرون قبل غيرهم عبء ما فرطت أيديهم في هذا الموضوع، لذلك أول الصراخ يصدر عنهم”،
وختم رعد قائلًا: “لا يسعنا إلا أن نقف في وجه أي قرار يمس سيادتنا، ويعتبر تدخلا في شؤوننا الداخلية والسيادية”.
قبيسي
وتحدث خلال الاحتفال نفسه عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب هاني قبيسي، الذي قال: “نتعجب اليوم من قرار اتخذه الاتحاد الاوروبي، الذي يدعو من خلاله إلى تثبيت النازحين في لبنان وفي بعض الدول الاخرى، متذرعا بأمواله وهو صاحب المؤامرة التي دمرت سوريا وفككتها وزرعت الحرب والفتن فيها”.
وأضاف قبيسي: “اجتمعوا من 168 دولة من عشر سنوات ودعموا الإرهاب في سوريا وسرقوا أموالها وقتلوا شعبها وشردوا أهلها، كي خدمة للكيان الصهيوني والداعمين له، ونراهم اليوم يتغنون بموقف جديد.. لا يحاولون مساعدة لبنان على الرغم من أزمته وواقعه الاقتصادي، بل يسيرون بلغة جديدة تكرس النازحين المشردين”.
رعد: نقف في وجه أيّ قرار يمسّ سيادتنا
وتابع أن “من سعى لتدمير سوريا وضرب استقرارها وتقسيم مناطقها وتشريد أهلها هو المسؤول الأول والأخير عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وهو المسؤول عن إعادة الاستقرار الى سوريا وإيقاف المؤامرات والدعم للارهاب، لتستقر سوريا الداعمة للمقاومة والمواجهة للعدو الصهيوني وتتعافى من مؤامرة شكلت مفصلًا تاريخيًا في بلد قدم لأجله الشهداء”.
وختم قبيسي قائلا: “علينا كلبنانيين أن نكون موحدين لنتجاوز المشكلات ونواجه المؤامرات،، ولن نرضى بأن يفرض علينا قرارات من الخارج لا من اتحاد اوروبي ولا من اي اتحاد اخر”، مشددًا على أن “لبنان دولة حرة مستقلة سيدة على أرضها على الرغم من كل المؤامرات والمعاناة، وسيبقى لبنان دولة صاحبة قرار ولن نرضى بأن يفرض أحد علينا قرارات تكرس مصيرنا ومستقبلنا وتشتت وطننا”.
بنات
بدوره، رأى رئيس “الحزب السوري القومي الاجتماعي” ربيع بنات في كلمة له أن “المقاومة لم تعد قوة دفاعية مهمتها حماية الأراضي المحررة فحسب، بل أصبحت قوة هجومية تردع العدو وتسعى لتحرير الأراضي المحتلة”، مشددًا على أن “احتلال بلدة الغجر لن يمر كما يعتقد العدو، وأن سيادة أبناء شعبنا على كافة الأراضي المحتلة هي أمر طبيعي لن تفرط به المقاومة”.
واعتبر بنات أن “وحدة الساحات من فلسطين الى الجولان ولبنان، هي عملية ستسرع الوصول الى النتيجة الحتمية التي لا نرى سواها، وهي عملية إخراج الاحتلال من بلادنا”، وقال: “من الجنوب، نؤكد أن تراكم القوة والخبرات لدى المقاومة هو الرادع الوحيد للعدو، الذي يمنعه من مجرد التفكير بارتكاب أي عدوان على شعبنا أو شن أي حرب ضده”.
وأشار إلى أن “قوة المقاومة هذه محت صورة “الجيش الذي لا يقهر”، وثبتت صورة جديدة مكانها تتلخص بالقول “وجعلنا منه جيشًا مقهورًا”، وقال: لن نكون في موقع التحدي لبعض أبناء شعبنا، لكننا ندعو بصدق إلى طاولة حوار وطنية بعيدة عن الرعايات والتوجيهات الخارجية من أجل تبديد الهواجس والعبور الى مرحلة أخرى عنوانها الاستقرار والخروج من الأزمة الاقتصادية”.