لأنّكِ الهوية والعنوان…كتبتُكِ بلا عنوان…

مصطلحات عديدة أطلقتها الشرائع الإجتماعية في محاولة منها اعتماد مفهوم “التحجيم” للحضور الإجتماعي والعملي للمرأة..
إني لأرى أنّ المرأة لا تكون كذلك _ أي “مُحَجَّمة”_ إلّا بغياب سند خاص بها ولها.
المرأة بدون شهادة جامعية أو مركز وظيفي تظل قصيرة البصيرة متّكِئة على رجل… معتمدة عليه في شتى الأمور…
ما أقوله ما هو بدعوة لإسترجال المرأة بقدر ما هو تسليط بقعة ضوء على الواقع الاجتماعي الراهن الذي يستهين بقدرات النساء،ويعمد إلى استغلالهنّ بأبشع أنواع الاستغلال،وصولاً إلى العنف القائم على النوع الاجتماعي الّذي بات يُسطِّر أعلى معدلاته في السنوات الأخيرة..
عندما تفقد المرأة الأمان في منزلها_ زوجة كانت أم أخت إبنة_ستجتاحها نفحات الكسر من الأطر الخارجية،من خارج الجدران الصمّاء التي تستمع بصمت دون محاولة منها لكسر الجليد..
إنّ سلاح المرأة يكمن في التعلّم وتحصيل الشهادات،من ثمّ خوض غمار البحث والعمل بهدف إثبات الشخصية القوية المتمرّدة على ذلِّ ترفضه الكرامة الانسانية ومفاهيم الرجولة المحقة..
فالذكورة القائمة على الغدر وبناء العضلات ما هي إلا كذبة مليئة بالوهن والضعف ظنّاً أنَّ المرأة تُسحق بالصوت العالي والتهديد وتنفيذ الوعيد بالضرب والتحرش والاعتداء …
إنّ العمل يغذّي كيان المرأة،يجعله متجانسا متصالحا مع نفسه،يجعلها قادرة على مواجهة الخطر والتبعية ومعرفة قول” لا “عندما يستحق الموقف طرحها …
الصمت في بعض المواقف المتعلقة بقضايا الاعتداءات الجنسية لا يمثّل ضعف المرأة بقدر تبيان مدى الجهل الذي يعتري المجتمع العربي،لأن الضحية ستكون في موقع المذنبة بسبب لباس أو بسبب غياب سند رجولي لها…
وكأنّ الحالات المسجلة في هذا الصدد للكثير من حالات الأطفال تحاكي الشكل الجسماني للمرأة بأنوثتها المفرطة…
هراء!!!
هراء يدفع بالجمعيات النسوية إلى رفع الصوت بغية كسر حاجز الخوف والتردد من قبل الفتيات،ولا يمكننا أن نغفل عن التطور الحاصل في آلية النسب،أي نسب التبليغات والبوح عن عمليات العنف بشتى أنواعه والذي يُمارَس يوميّا ويستفحل باستفحال الأزمات…
المرأة ما هي بناقصة ،قاصرة ،تابعة….
هي حضور،قوة،لجوء،هي النصف المكمِّل…نصف مهم للقضية الأهم …
قضية بناء مجتمع فكري قائم على إخراج المرأة من نظرية الخضوع لشتى أنواع الذل والعنف..
رشا حسين ميدان برس