لا تزال مواقف الأفرقاء المعنيين بالملف الرئاسي على حالها، بل انّ بعضها بدأ يتطور سلباً في محاولة لقطع الطريق على المسعى الفرنسي في جولته الثانية التي ستكون الدعوة الى الحوار فيه سبيلاً للخروج من الانسداد السياسي.
ويقول مصدر سياسي “إن هناك توجها سياسيا خارجيا من أجل جمع المكونات السياسية إلى طاولة حوار خارج لبنان”، ويشير “إلى أن المعطيات بشأن هذا الامر لا تزال أولية، خصوصا وأن هناك أكثر من رأي في هذا الشأن، فبينما يعتبر بعض المعنيين من الدول المؤثرة في لبنان أن الحوار يجب أن يكون على مستوى الصف الاول، يرى فريق آخر معني بالمساعي الجارية لحل الازمة في لبنان، أن الحوار يجب أن يكون على مستوى الصف الثاني، أو اشبه بالحوار الذي كانت سويسرا ستدعو اليه، من أجل تهيئة الظروف ومواكبة نتائج الحراك الفرنسي وغيره من حراك يبذل من بعض العواصم من أجل الوصول الى تسوية ترضي جميع الأطراف، خصوصا وأن الخارج اسوة بقوى الداخل يبدي قناعة أن لا أحد من القوى السياسية في المجلس النيابي يمتلك الأكثرية ويستطيع أن يفرض ما يريده على الآخرين.
وعليه، فإن الأمور تحتاج أكثر إلى متابعة وتفاوض بين القوى السياسية لا سيما وأن فرنسا، بحسب مصادر فرنسية، تعتبر أن الوزير السابق سليمان فرنجية هو الأوفر حظا ويتفوق على الأسماء الأخرى المطروحة من قبل “التيار الوطني الحر” والمعارضة، في حين ان وجهة نظر غربية تعتبر في المقابل أن الموقف الفرنسي بات يتسم بالليونة أكثر، والانفتاح على خيارات أخرى.
وعليه فإن الترقب لما ستكون عليه اتصالات فرنسا مع “اللجنة الخماسية” التي تضم كلا من أميركا وفرنسا وقطر ومصر والسعودية، وسط ترجيحات أن يزور المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان هذه الدول لوضعها في تفاصيل زيارته لبنان ليبنى على الشيء مقتضاه، علما أن مصادر فرنسية تعتبر أن لودريان لمس موقفا موحدا عند “الثنائي الشيعي” وحلفائه من ترشيح فرنجية، في حين أنه وجد انعداما لأي تفاهم عند القوى الأخرى على مرشح جدي. وهذا الامر سيأخده بعين الاعتبار عند كتابة سطور تقريره.