لعلَّ أبرز ما أتَت به الفلسفة اليونانيّة هو بناء المجتمعات الإنسانية على قاعدة الخير المطلق،الخير بهدف الخير..
فهل تُعتَبَر الفلسفة النابعة من الفكر الآدمي قادمة من عوالم رصّ الكلام لمجرّد الكلام،أم أنً لكلامها رسالة واضحة المعالم تريد تطبيقها على أرض الواقع؟!!
لا شكّ أنّ التساؤل الثاني هو ما تسعى الفلسفة إلى تحقيقه،إلّا أنَّ نمطيّة التّفكير السّائدة تعتبر أنَّ لغة الشّر يجب أن تأخذ مجدَها في عملية تخليص الحقوق،لا بل بتنا نرى أنّ الكون بأكمله يسير ضمن منظومة الشر المتصارع مع نزعة الخير المتأصلة بهدف القضاء عليها..
اسودّت القلوب،وتنافرَ الودّ،المجتمع باتَ بلا إجتماعيات..
مجتمعنا يسودُه القتل وسياسات الترهيب بكافّة أشكالها،وكأنَّ الخير باتَ عملة نادرة الوجود.
إنّ الشر من وجهة نظر البعض غير متأصّل في الإنسان،بينما يرى البعض الآخر أنّ الشر من النزعات التي تواجدت بفطرة البشر.
ويمكن لنا أن نحكم أنَّ الظروف المحيطة هي لا شك مساعِدة على استفحال ما خُلِقَ ضمن البنية السايكولوجية والفكرية للروح الإنسانية،فالشرُّ متأصلٌ للحفاظ على البقاء وإن كان على حساب وجود الآخر.
نحن في عوالم الفلسفة نعيش المدينة الفاضلة بكل تفاصيلها وقوانيها..مدينة قائمة على السعي نحو هدف واحد…ألا وهو الخير…الخير فقط..
واقع مأساوي يدفع بأرواحنا إلى السير في سرداب القمح الفارغ…
فالحلم بواقع يوازي فلسفة الأخلاق يوازي ببعده اشتياق النمو للماء..
رشا حسين ميدان برس