الخطأ لا يَصِح…لا يَصِحّ إلّا الصحيح لو بعد حين!!

سياسات خارجية مُنظَّمة عبثت على مدى سنوات عديدة في الواقع العربي،فأُهدِرت دماء،وتشرّدت أوطان،بَكَت القلوب على شعوب جوعى،أما القلب العربي فكان ظمآن…ظمآن
ظمآن للحرية وللحلول السياسية القائمة على طرح استرتيجيات عميقة الفكر لا عميقة النزاع ،بمعنى آخر راغبة في طرح آلية الحوار السياسي والإنساني إذا صحّ التعبير،ويمكننا القول أنّ هذه الرغبة قد تمثّلت بعودة سوريا إلى الحضن العربي بعد مشاركتها في القمة العربية التي أقيمت في جدة مؤخراً.
فالعودة هذه لها أبعاد ما هي بقصيرة المدى،فالخطوة الأولى المُحققة من هذه الأبعاد هي الإنتصار الديبلوماسي الّذي حققه الأسد بعودة بلاده إلى الملتقى العربي..
لطالما كان الأسد بصفته القيادية العربية السورية منفتحا على جميع الفرقاء،إلّا أنّ الأيادي الخارجية التي عبثت بالداخل السوري وأثقلت كاهل أمانه وأمنه،دفعت سوريا قيادة وشعبا للتصدي لها بكل الوسائل،حتّى وإن كلّف هذا الأمر الكثير…
الكثير من الدم…
وبما أنّنا على مشارف نهاية أيار ، هذا الشهر الذي حقق من خلاله لبنان انتصارا تاريخيا يُدرَّس ويُحفظ في مكتبات المستقبل،لا بدَّ من ذكر تضحيات سوريا والجيش العربي السوري الّذي ساندَ المقاومة اللبنانية والجيش اللبناني في معركتهما ضد العدو الأكبر إسرائيل…
ما هو بمقال مديح للقيادة السورية،إنما هو للتذكير بأنّ سوريا صاحبة فضل كبير على الواقع العربي الذي وللأسف ابتعد عنها طوال هذه المدة التي كانت تحاول فيها أن تحمل البندقية طاردةً شبح الغرب وكل يد عابثة بأمن الوطن..
عودة سوريا ما هو إلا إعلان صريح وواضح أن “لا يصح إلا الصحيح”
إنّ العودة السورية من شأنها أن تحل أزمة اللاجئين إن تم تسويتها مع الدول العربية،بالإضافة إلى إمكانية دراسة بعض الملفات الشائكة والخطيرة مثل ملف المخدرات والتهريب والإمتداد الواسع للإرهابيين،وإيجاد حلول لها.
من جهة أخرى، إنّ إعادة الإعمار في سوريا تتطلب تعاونا عربيا،وبما أن الرئيس الأسد لم يغلق باب سوريا بوجه أحد،لأنّ اليد كانت ممدودة دائما للتعاون ولم تكن يوما مغلولة باتجاه التفرد والحيادية, سيعكس هذا الأمر جوّا إيجابيا على صعيد إعادة الإعمار.
عسى أن تمنّ العودة هذه بالأمن والأمان على العالم العربي عموما والشعب السوري خصوصا،فالأرض أُنهِكت سنابلها،اشتاقت أن تشمخ في قبضة واحدة..فاليد التي تؤلم الشخص ستدب الهم في باقي جسده،ولأنّ العرب من حيث مفهوم القيادة يمثلون رابطة الجسد الواحد الذي لا يقهره عدو ولا تستطيع أي سياسة أن تفكك اتحاده،كان هذا اللقاء..
حسين الحاج ميدان برس