بعد الزلزال: تحذير من خطر تسونامي.. وخبير لبناني يوضح

أثار البيان الصادر عن “منظمة التغيير المناخي” بأنّ “موجات تسونامي سوف تحدث بسبب التغيير المناخي وانهيارات في الجبال الجليدية، في القطب الجنوبي”، القلق لدى كثيرين، على الرغم من التطمينات التي تطرق اليها البيان المقتضب، مؤكداً انّ “لبنان بعيد من موجات التسونامي إذا حدثت”. وتوجه البيان الى اللبنانيين بالقول “لذا استمتعوا بالصيف والسباحة”.
ايا كانت الجهة التي أصدرت البيان أو حتى المضمون المطمئن، الا انّه تم التداول به على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أبدى كثيرون تخوفا من التغييرات التي حصلت على قشرة الأرض منذ ما بعد زلزال 6 شباط المدمر، والخطر الذي لا يزال يرافقنا لغاية اليوم من الارتدادات والهزات ونشاط الفوالق الزلزالية، التي تجعل من العالم أجمع رهينة لهذه التغييرات ومنها خطر حصول التسونامي. يُضاف الى ذلك الخطورة الأكبر على مستوى التغيرات المناخية والتي تنذر بكوارث بيئية وطبيعية وخصوصا بسبب التلوث وارتفاع درجات حرارة الأرض ما يؤدي الى الحرائق والفيضانات وارتفاع منسوب البحار، وهو ما يهدد حياة الملايين حول العالم. وتُقام لأجل ذلك المؤتمرات العالمية في محاولة من الدول لكسب الرهان حول مواجهة التغيرات المناخية، على الرغم من صعوبة الوصول الى ذلك.

التغير المناخي
وبالعودة الى ما يتعلق بالتسونامي وخطورة هذا التحول البيئي والطبيعي على المحيطات والبحار، وبالتالي على الأرض، وهل للبنان أي حصة من تلك الخطورة، يوضح الخبير البيئي ورئيس حزب البيئة العالمي الدكتور ضومط كامل وجهة النظر العلمية في حديث مع “لبنان 24”. ويقول كامل: “حتما التغير المناخي له تداعيات خطيرة على الكرة الأرضية وسكانها، وليس فقط في القطبين الشمالي والجنوبي بل في كل أصقاع الأرض. وأحد عوامل الخطورة هو الذوبان الجليدي في القطبين، والذي يؤدي الى حدوث انهيارات ضخمة في الجبال، ما يؤدي الى حدوث التسونامي في المساحات الشاسعة من المحيطات، بحيث تدفع الأمواج بقوة جبّارة الى اليابسة”.

لا تسونامي
ويتابع كامل: “يحدث التسونامي ضمن المحيطات وفي البحار ضمن المناطق المواجهة جغرافيا أكثر للأماكن الجليدية، نتيجة الخلل الذي يحدث في التوازن المائي على سطح الأرض. ونؤكد انّ التسونامي لا يصل الى البحر المتوسط، لانّ البحر ببساطة يبعد كثيرا عن المناطق الجليدية، لذلك لا تخوف من إمكانية حدوث تسونامي في كل البحر المتوسط”.

وبحسب كامل: “تكمن الخطورة في لبنان في التهويل في الاخبار، وتداول المعلومات بدون التأكد من كل الفرضيات العلمية التي يمكن أن تشكل قاعدة يجب الاستناد اليها لمعرفة الصح من الخطأ. ونقول انّ التسونامي لا يحدث كل يوم، ولا داعي للخوف ابدا، ولا لربط الموضوع بمرحلة ما بعد زلزال 6 شباط، بل انّ خطورة حدوث تسونامي تحصل أولا وأخيرا بسبب التغير المناخي، وهو ما نحذر منه دائما، وندعو الجميع الى تضافر الجهود في لبنان من اجل حماية البيئة والوطن”.

آثار التغيرات المناخية في البيئة
يُذكر انّه وبحسب التقارير العالمية المرتبطة بآثار التغيرات المناخية في البيئة، فإنّه يمكن رصد أبرز هذه التغيرات ومنها:
1) الاحتباس الحراري: هو ارتفاع درجة حرارة غلاف الكرة الأرضية نتيجة انبعاث الغازات الدفيئة (ثاني أكسيد الكربون وأكسيد النيتروجـين وغيرهما)، مما يؤدي إلى حدوث الكوارث الطبيعية (حرائق، فيضانات، أعاصير، جفاف).
2) ذوبان الجليد (ومنها خطر حدوث تسونامي)
3) ارتفاع مستوى المحيطات والبحار
4) اتساع ثقب الأوزون
5) الأمطار الحمضية (ولها تأثيرات خطيرة على التربة والبحار والغابات والانسان). وتتكون الأمطار الحمضية من تفاعل الغازات المحتوية على الكبريت، وأهمها ثاني أكسيد الكبريت مع الأكسجين بوجود الأشعة فوق البنفسجية الصادرة عن الشمس، وينتج ثالث اكسيد الكبريت الذي يتحد بعد ذلك مع بخار الماء الموجود في الجو، ليعطي حمض الكبريت.