في هذا الوقت من كل عام، تعترينا رغبة الإستزادة من مفاهيم الحرية التي لم نتعلّم جوهرها الحقيقي إلّا بعد أن اجتاحت خيوطها اجتياحا إيجابياً مقاومتُنا المتحلّلة دائماً من فكرة الحزبية ،فمقاومتنا الجليلة لم تفكّر إلا بلبنان أرضا وشعبا،ولم تتفرّد يوما بصنع قرار النصر ،بل اشتركت مع الشعب والجيش في منظومة ثلاثية تعبر عن استراتيجية لها مساحات وأبعاد واسعة النطاق ..
لسنا في عصر السلاطين،بل نحن في زمن صُنع الإحساس بالموت والشهادة،فعام ٢٠٠٠ قد سطّر ألوان النصر الزاهية ماسحا بقعة رمادية من مآسي لبنان..
٢٥ أيار …تاريخ حُصِّن بأذكار الإسلام،وتعمّد بقداسة الفجر الجديد..
فمن بعدك يا أيار …صغنا ديواننا الأول ..ديواننا الأول من قصائد بُنيت على أشلاء الهزيمة ،وتركّبت حروفها على تمزّق الجوع والعنف واليأس المرير..
هزيمة العدو الأول للبنان والإنسانية ،ولنفحات الجوع المريرة..جوع للخلاص والمصير ولطعم الحرية القابض على جمر الصبر..
فمن أهم محطّات التوثيق للأحداث اللبنانية هو توثيق ٢٥ أيار كمحطة هامة في تاريخ لبنان الجديد..
فلا بدَّ أن نظلَّ أوفياء لكل جهود المقاومة التي لم تتوقف حتى تاريخ اليوم،فهي العين الساهرة على أمن الحدود حرصاً لا خوفا،للمواجهة والتصدي لا للصمت والتخاذل.
“النصر آتٍ” عبارة وعد بها يوماً سيد المقاومة “السيد حسن نصرالله”،وعد ووفى،أعطى وضحّى،وإنّ النصر لولا حكمته ما كان.َ .
لَ كنّا بكينا الحلم،وبيروت،ولبنان..
فهنيئاً لنا به..
وليتبارك نصرك يا لبنان برجل تاريخي صانَ ووصّى وصيّة الأحياء…
حسين الحاج خاص ميدان برس