قد قالَها السيد يوماً،ونحن من بعدِه نعيدُ الكرّة،ونستعيدُ الذّكرى:”٢٥ أيار ٢٠٠٠” كانت بمثابة انتصار تاريخي،فبخروج العدو الإسرائيلي من أرضنا الطاهرة بطريقة ذليلة مستصغِرة لمقامِه المزيّف،هو إنجاز يُسجَّل للبنان بمقاومته التي كانت تقاتل بإسم الرب والمجد والوطن…
وكما قال الشاعر:” من مات محبّاً فَلهُ أجر الشهادة”،وهنا الشاعر يتحدث عن الحب كقيمة إنسانية من شأنها أن تجعل من يموت في سبيله شهيداً مضرّعاً بأرجوان الخلود،فما بالك عندما يكون الحب للوطن والأرض والعرض،فإنّ الشهادة حتماً ستكون حتمية،وأن الموت فداءً سينقذ أي قضية..
تحية لشهداء أيار ولكل شهيد سقط في سبيل رفع راية السلام النفسي والأمني لإخوته في الوطن،ولكلّ من سطّر مفهوم القوة للحق،وبالحق زُهِق قانون الضعف الإسرائيلي الجبان،فمن حق المعتدَى عليه الدفاع والردع ،ونحن لسنا دعاة اضطهاد وظلم،ولم نكن يوما كذلك..
الأرض أرضنا والشعب منا ولنا،فالواجب كان هو أن نتصدى بكل ما أوتِيَت سواعدنا من قوة ،لأنً التخاذل في الموقف هو انجرار في ضياع المصير.
على أعتاب مزارع شبعا،نقول أنّ السيادة هي معادلة قوامها المقاومة مُتّحدة مع الشعب والجيش،وأنّ وجهة النصر تتجه نحو فلسطين المناضلة،والتي عانت واشتركت مع اللبنانيين بأشواط عديدة من العذاب والسيطرة الصهيونية.
فليكن اليوم يوما للفرح والتمجيد،فالفرح بالنصر من تعظيم شعائر الحروب،ونحن كسبنا الحرب لا محالة،ولم ندخلها بمنطق الطبلة والربابة إنّما دخلناها بالجهد الممتلِئ بالرّصاص وبقضبان سجون احتضنت أحلام مقاومين،سطّروا على جدران القيود مفاهيم الحرية.
فيا له من مشهد !! مشهد تحرير الأسرى من السجون،مشهد يدمي القلب قبل العين !!
في يومٍ كان أبناء لبنان يداً واحدة،في يومٍ كان اللبنانيُّ لبنانيا فقط بلا هوية مذهبية..
‘٢٥ أيار’ لم تكن ذكرى الخروج الإسرائيلي فقط،بل كانت بلّورة لبنانية تُشعل القلوب فرحاً لشدة تماسك وتعاضد أبنائها.
تماسك يؤكّد للغرب ولإسرائيل أنّ القادم من الأعوام “مع لبنان بينحسبله حساب”..
فليتمجّد اسمك يا لبنان أيار …
فلتحيا مقاومتك التي تعبت وسهرت وناضلت..
فلتحيا يا لبنان..
فلتحيا يا لبنان…
كل عام وأنتم النصر والقوة والإتحاد…
حسين الحاج خاص ميدان برس