هو قاصر لا يتعدى عمره ستة عشر سنة ومع ذلك فقد دخل الى السجن لغاية تاريخه مرتين: مرة بجنحة سرقة هاتف خليوي، وآخرى سرقة دراجة هوائية، وفي الجنحة الثانية كان يقبع حتى الأمس في نظارة المخفر منذ خمسة أشهر.
ومع اجتياح فيروس الكورونا لدول العالم ومن ضمنها لبنان، ومع بدء سريان آلية الإستجوابات عن بعد التي تهدف الى تخفيف الإكتظاظ في السجون اللبنانية، سعى أهل القاصر الموقوف الى تقديم طلب تخلية سبيله مع الجهات القضائية المختصة، فعملت المحامية حسنى.ع.ر على إتمام المعاملة المطلوبة ونجحت بذلك، لكنها فوجئت أن أهل القاصر معدومي الحال ولا يملكون قيمة الغرامة التي حُددت بمئتي ألف ليرة لبنانية لإخراجه من السجن، فلجأت عندها الى “المركز اللبناني الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان الذي يعنى، من ضمن برامج الخدمات التي يقدمها بطلبات تخلية السبيل والمعونة القضائية وغيرها من الخدمات القانونية.
سدد المركز قيمة الغرامة فحمل القاصر إذن تخلية السبيل وخرج من السجن، لتتفاجأ المحامية بطلب والدة المخلى سبيله بصوت يشبه الهمس الممزوج بكثير من الأسى والذل “نحن لا نملك أجرة سيارة لنعود الى البيت”…من له عينان تقرآن …فليقرأ.
المصدر:ليبانون 24