ديناصورات مرّت في لبنان… “لا مين سأل ولا مين دِري”!

كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:

بينما ننظرُ إلى المستقبلِ بأملٍ ممزوجٍ بشتى أنواع الخوفِ والخيبات… أتانا خبرُ الديناصورات في لبنان، ليحوّلَ نكات اللبنانيين إلى واقع. فالنيازك والكوارث والديناصورات التي توقّعناها بما أننا عالقون على أرضِ المصائب، باتَ بعضها حقيقة، وإن باختلافٍ زمنيّ كبير، “فالديناصورات عنجدّ وصلت” ولكن قبل 125 مليون سنة.

فقد عُثر على آثارِ أقدامِ ديناصوراتٍ في غوسطا تعودُ إلى حوالى 125 مليون سنة، وفق ما وردَ في كتابٍ رسميٍ وجّهته المديرية العامة للآثار في وزارة الثقافة إلى محافظ جبل لبنان محمد مكاوي، أعلن فيه عن اكتشافِ معلمٍ جيولوجيّ لمسارِ ديناصوراتٍ في عقارات في منطقة غوسطا، تمتدّ على طولِ حائطٍ ممتدّ على أكثر من 500 متر، تعودُ تحديدًا إلى العصرِ الجزيني، أي ما يقاربُ الـ125 مليون سنة.

فورَ علمهِ بهذا الإكتشاف، أجرى محافظُ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي اتصالاتٍ بالبلديات وقوى الأمن، وطلب من القائمقام التنسيق من أجل حفظِ الموقع المُكتشف وعدم حصولِ أي تجاوزاتٍ في المكان، بانتظارِ الإطلاع بشكلٍ أكبرَ على كل التفاصيل والوقائعِ التاريخية المرتبطة بالحدث، مشيرا في حديث إلى موقع mtv إلى أنه سيتوجّه في هذين اليومين إلى الموقع لمعاينته عن قرب.

أما رئيس بلدية غوسطا زياد شلفون فأوضحَ أن الآثار التي أُعلن عنها موجودةٌ في العقار رقم 7 الذي طُلب منهم حمايتهُ ومنع إعطاء التراخيص للعملِ داخله، مشيرا إلى أنه عقارٌ كبير وفيه منحدرٌ كبير، كما أن البلدية هي نفسها ممنوعةٌ حاليا من الدخول إليه.
غير أنه لفت، في حديث لموقعنا، إلى أن لا معلومات إضافيّة لديه عمّا يتضمّنهُ هذا الإكتشاف، وقال: “لم يأتِ أحدٌ من مديريةِ الآثار، ولم يتواصل معنا أحدٌ، ولا زلنا بانتظار أي متابعة من قِبَل المعنيّين حتى نُدرك حقيقةّ الآثار المُكتشفة”.

ما قاله رئيس البلدية حملناهُ إلى مديرِ عام الآثار سركيس خوري الذي رفضَ بدايةً التحدّث باعتبار أنه لا يحقُ له التصريح من دون إذنٍ من وزارة الثقافة، مقلّلا من أهمية الموضوع، حيث اعتبر أن هذا الاكتشاف ليس حديثا، بل قديم، “وجُل ما حصل اليوم هو طلبُ حمايةِ الموقع من قبل القوى الأمنية للمحافظة عليه”، وفق قوله.

إذا كان المعنيّونَ مباشرةً بالموضوع والمؤتمنون على هكذا مسؤوليات لا يدركونَ أهمية وتفاصيل الاكتشاف، فبالتأكيد لن نفعل نحن….

ولكن، في بلدان العالم، ومهما كان حجمُ الاكتشاف، يحاطُ بأهميةٍ كبيرة، ويُصار سريعا إلى البحثِ عن كيفيةِ استثمارهِ خصوصا على صعيدِ السياحة، أما في لبنان، البلد الذي يعجّ بالأزمات والباحث عن كوّة تأتيهِ من أيّ مكانٍ ما، أوليس حريّا بالأمناء عليه وعلى آثاره أن يتحرّكوا فور علمهم بكنزٍ جيولوجي، بدلَ تضييعِ الوقت وتقاذفِ المسؤوليات؟

كلمةُ حقّ تُقال، حتى الديناصورات لم تسلَم… حفرَتْ بأقدامها ذكرى… “وهجّت”!.