الأزمات قابلة للتمدّد… لبنان خارج دائرة الضوء 

لم يعد اي موسم في لبنان يبشّر بالخير، والمشهد يزداد سوءا وضبابية، ومع قرار الامن العام اللبناني تعليق تلقي طلبات جوازات السفر الى حين تأمين الاعتمادات اللازمة، تحوّل لبنان الى جزيرة معزولة، فاللبنانيون الذين لا يملكون جوازات سفر صالحة لا يستطيعون مغادرة البلاد، كما ان لبنانيي الخارج بدورهم ألغوا رحلات سفرهم الى لبنان بسبب عدم قدرتهم على تجديد جوازات سفرهم التي قاربت على الانتهاء.

 

وتشير التقديرات الى ان اكثر من نصف الشعب اللبناني المشتت في بقاع الارض، يشكل الدعامة الاساسية التي يستند عليها من لم يتمكن من المغادرة والافلات من العقاب والابادة التي يتعرض لها سكان هذه البقعة الجغرافية.

 

ومع تقطيع اوصال لبنان والإمعان في ضرب ما تبقى من مؤسساته العامة وانهيار القطاعات الحيوية وتلاشي الخدمات وصعوبة تأمين الاستشفاء والطبابة والتعليم والاتصالات وانقطاع ادنى مقومات سبل العيش، والمراوحة في مربع الازمة تبرز تساؤلات حول جدية المجتمع الدولي في انقاذ لبنان، حيث تؤكد مصادر مطلعة لـ “ليبانون فايلز” ان الاخير فقد حماسه اتجاه الملف اللبناني، خاصة ان ورقة الانتخابات التي كان يراهن عليها كمدخل للتغيير اثبتت عدم جدواها مع تشتيت قوى التغيير وانضواء العديد منها ضمن لوائح السلطة، وعليه فإن برودة الخارج اتجاه لبنان بشق منها مبررة، في حين ان العودة الخليجية مشروطة هي الاخرى، وتقتصر على تقديم الدعم الانساني للشعب اللبناني وتقديم المساعدات الغذائية وتوفير الامن الغذائي والطبي والتعليمي، بعيدا عن أزلام الحكم حيث لا ثقة بمسؤوليه، وهو ما تمثّل بالتوقيع على اتفاقية صندوق الائتمان الفرنسي – السعودي.

 

وبحسب المصادر عينها، فإن لبنان وان كان خارج دائرة الضوء إلّا انه ليس غائباً عن السمع الاقليمي والدولي بشكل كامل، وحاليا لا مصلحة للادارة الاميركية التي تنسّق مع الاليزيه، بتحريك اي ملف في المنطقة بما فيها الساحة اللبنانية والحفاظ على ستاتيكو الاحداث الى حين جلاء مشهد الحرب الروسية – الاوكرانية، وخير دليل على ذلك هو تعثّر المفاوضات النووية مع طهران.

 

وعليه، يدخل لبنان غرفة العناية الفائقة خلال الوقت المستقطع والمتبقي لاكتمال الصورة وما ستؤول اليه التفاهمات في المنطقة والى حينه، يستمر التخبط السياسي والانهيار الاقتصادي مع تمدد الازمات من دون اي مؤشرات للتعافي او الانقاذ، او اي تطور في المفاوضات مع صندوق النقد.