على مدى عقود خلت عجزت الحكومات المتعاقبة في لبنان عن إيجاد حلول لأزمة الكهرباء برغم إنفاقها مليارات الدولارات على هذا القطاع من دون أن يشهد الإصلاح المطلوب بل على العكس فإن أوضاعه تفاقمت أكثر فأكثر حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم.. فلماذا استعصت حلول الكهرباء
وما المطلوب لإنقاذ هذا القطاع؟، سألنا الخبير المالي والإقتصادي محمود جباعي، موضحا ان الحلول على مدى 30 عاما لم تكن واقعية بل ترقيعية تهدف فقط الى تمكين المستوردين لاستيراد المواد الاساسية المرتبطة بقطاع الكهرباء من فيول ومازوت، لافتا الى وجود اهمال عن قصد لهذا القطاع ليستفيد المحتكرون ومن هم تابعون لقوى سياسية، مشيرا الى ان الدولة اللبنانية لا تمتلك الامكانيات الواضحة لمعالجة هذا القطاع .
ولفت جباعي الى ان الحل الاساسي لمشكلة الكهرباء هو بإنشاء معامل الكهرومائية، اصلاح المصافي والقبول بالعروض الخارجية .
وفيما يمنع الحصار الأميركي في الوقت الراهن لبنان من الحصول على الكهرباء من الأردن نجد في المقابل كيف تترك واشنطن لحلفائها في المنطقة خيارات تأمين الطاقة من الصين وروسيا وغيرها.. فلماذا هذا ممنوع على لبنان؟؟ يشرح جباعي، موضحا ان الدولة اللبنانية تلجأ فقط الى بعض الحلول الخفيفة والتي لا يمكن تسميتها بالحلول العملية كإستجرار الطاقة والغاز من مصر والاردن كما وعدتهم السفيرة الاميركية والذي لم يحصل لان الاميركي يحاصر لبنان في الامور الاقتصادية والاستراتيجية.
واسف جباعي ان الحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تستمع للعروض المقدمة من الخارج خوفا من العقاب الاميركي ولطالما كان البعض يتماهى مع السياسة الاميركية التي لا تريد ما قد يساهم في تصحيح الحياة الاقتصادية والمعيشية في لبنان بل فقط تحقيق مكاسب اقتصادية وسياسية تتعلق بترسيم الحدود البحرية ومكاسب سياسية اخرى في المنطقة .
الحلول الجذرية هي المطلوبة لمعالجة أزمة الكهرباء في لبنان إذاً معطوفة على قرار سيادي برفض الإنصياع للخارج والبحث عن المصلحة الوطنية أينما وجدت.
“اذاعة النور”