ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، رتبة سجدة الصليب على مذبح كنيسة الباحة الخارجية للصرح البطريركي في بكركي “كابيلا القيامة”.
وأضاف، “أنا معكم أريد أن أتذكر الكلمات الأخيرة التي قالها من على صليبه وأن أجمعها كي تكون لنا دستور الحياة. سبع كلمات والثامنة هي كلمة صامتة كانت الأنطق بين جميع الكلمات، الكلمة الأولى دعوته لنا كي نعرف أن الغفران هو ذروة المحبة، أمام الظالمين وشرهم، رفع صلاته قائلا يا أبت إغفر لهم، لأنهم لا يعلمون ما يفعلون. لا يوجد أكبر من هذه العظمة في الحب على وجه الارض. الكلمة الثانية علمنا أنه من الألم هناك ولادة جديدة، كل آلامنا تحمل ولادة جديدة”.
بعد قراءة الأناجيل، ألقى الراعي عظة بعنوان “نسجد لك أيها المسيح ونباركك، لأنك بصليبك المقدس خلصت العالم”، قال فيها: “بسماع الأناجيل الأربعة والقراءات التي سبقت، نحن أمام أعظم جريمة ارتكبت في التاريخ بحق الله، جريمة ذل وحقد وبغض ورفض للمحبة والحقيقة، ولكن الرب يسوع حول هذه الجريمة الى ذبيحة لذاته فداء لكل انسان يولد لإمرأة في هذا العالم، والصليب الذي استعمل كآلة لتعذيبنا حوله الى ينبوع خلاص لكل شخص يرفع نظره وقلبه إليه، وهكذا علمنا ثقافة جديدة في العالم، وهي كيف نواجه الشر وبأي طريقة نقف كي نحول وجه العالم، نحن نلتمس هذه النعمة اليوم ونحن نتأمل في سر آلامه وننحني أمام سر صليبه”.
وأشار إلى أن “الظرف الذي نعيشه في لبنان يجب أن يخرج منه ولادة جديدة، شهداؤنا الذين أراقوا دماءهم كانوا ولادة جديدة للوطن، أقله حفظ هذا الوطن. هذه الكلمة تظهر لنا عندما وجه كلامه لمريم وأعطاها الأمومة الروحية الشاملة للبشرية بشخص يوحنا، حين قال يا امرأة، أي يا أم الحياة، هذا ابنك، أي كل واحد منا في شخص يوحنا، وليوحنا قال، هذه هي أمك. دعونا لا نخاف من التضحية ومن الوجع، فبعدهما حياة جديدة. الكلمة الثالثة، هي التوبة والغفران، فجمال التوبة مني أنا كإنسان، وعظمة الغفران من الله الذي علمنا أن نعيشه مع بعضنا”.
وختم الراعي، بالقول: “أتمنى لكم عيدا مباركا وقيامة مباركة تجعلنا نقول أنه مع المسيح لم ينته كل شيء يوم الجمعة، بل انتهى يوم الأحد، لذلك يمكننا أن نقول عربون قيامتنا في الوطن وفي العالم، المسيح قام، حقا قام!”