ما أهمية العرض الإيراني لبناء معامل لتوليد الكهرباء وكيف يجب على الدولة أن تتعاطى مع العروض المقدّمة من مختلف الدول؟

مرة جديدة تجدد الجمهورية الإسلامية الإيرانية عرضها للبنان المساعدة في معالجة أزمة الكهرباء، العرض الأخير تمثّل ببناء معملين بقدرة إنتاج ألف ميغاواط لكل منهما،

عرضٌ يبدو منقذاً للبنانيين في ظل الواقع المذري في البلاد نتيجة الانقطاع المستمر للكهرباء، فيما معظم السياسيين فيه يصرون على البقاء أسرى التبعية الأميركية، فقيمة هذا العرض كبيرةٌ جداً بحسب توصيف رئيس تحرير مجلة الإعمار والاقتصاد حسن مقلد بعدما تحوّلت الكهرباء إلى حياة، لافتا الى ان هذا العرض قيمته تكمن في تأثيراته المباشرة الفعلية الاجتماعية والاقتصادية والمالية وانعكاسه على لبنان بشكل اكبر من البرنامج المطلوب من صندوق النقد الدولي وهو قائم حاليا وموجود ولن يحتاج سمسرات ووساطات .

 

وأسف مقلد لعدم قبول المسؤولين بهذا العرض سابقا، واضاف “على الرغم من تكرير العرض من قبل وزير الخارجية الايراني الوزير حسين امير عبداللهيان الا ان المسؤولين نراهم صم بكم”، مؤكدا ان المشكلة في لبنان هي بالتبعية والتركيبة السياسية القائمة وتركيبة الدولة الغير آبهة لكل ما يعانيه المواطن والمهم عدم ازعاج الاميركيين .

 

عروض كثيرة تقدمت للبنان ومن دول عدة ولم تلق القبول حتى الساعة، هذا إذا لك تكن قد رُفضت، والتعامل مع أي عرض يجب أن يجري بمسؤولية وفق تأكيد مقلد، موضحا ” جميع التقييمات اجمعت على ان العرض الايراني فيه جدوى اقتصادية استثنائية وكذلك العروض الصينية والروسية على مختلف الاصعدة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية”، مضيفا ” على الجميع التصرف بمسؤولية وعدم التحجج بما هو واهي وسخيف لان البدائل موجودة ومطروحة”.

 

العرض الإيراني بالتأكيد هو عرض جدي، والمطلوب من وجهة نظر مقلد أن تعمد القوى السياسية المقتنعة به إلى طرحه على الطاولة بغية تحويله إلى حقيقة واقعية.