منذ تأسيسها في مطلع الخمسينيات من القرن الماضي، والجامعة اللبنانية صرح جامع لكل فئات الشعب اللبناني. هي “أم الفقير” كما يحلو للبعض تسميتها، تمامًا كما أنها “أم التنوع” الطائفي والمذهبي. أما مستواها العلمي فمشهود له، وهي التي يبذل أساتذتها كل ما بوسعهم لتقديم الأفضل للطالب. لكن هذه الجامعة التي يتساوى فيها الفقير والغني – نظرًا لقسطها المتدني مقارنةً مع الجامعات الخاصة – ترزح اليوم على حافة الإغلاق. هذه الخلاصة ليست وليدة تكهنات أو توقعات، بل باتت بمثابة أمر واقع بعدما تغلغل “الحرمان” وحفر عميقًا في مفاصل هذا الصرح التعليمي التاريخي الذي للأسف بات خارج اهتمامات وأولويات المسؤولين.