لكأن شباط أوقفَ عقاربَ الزمن، واتخذَ من ثاني عَشَرِهِ وسادس عَشَرِه محطةً مفصليةً حفرت عميقاً في تاريخ الوطن والأمة.. ففي محضرِ القادةِ الشهداء، تغيبُ الأحداثُ وتتلاشى مجرياتُها خجلاً،
أمام عظمةِ ذكراهم وما تجُّسدُ من معانٍ لا يرقى الى كُنهِها أيُّ شيءٍ في هذه الحياه.
كيف لا، وهمُ الحدثُ المشرقُ الذي شَكّلَ محورَ الصراع بين الخير والشر في عصرِ التحديات، وزمنِ الخنوعِ والخضوع، وهم الصخرةُ التي تكسرت على اعتابِها جبابرةُ الأعداء، وعتوُ آلاتِهم وما ملكت أيديهم وخزائنُهم من أموالٍ وقُدُرات.
في محضر السيد عباس والشيخ راغب تَشخَصُ العيونُ الى ذكراهما الحافلةِ بالجهاد، والتضحية، والنضال والعطاء، يتنقلان بين القرى، يعايشانِ الناسَ همومَ الحياةِ ومتاعبَها..
وفي محضر الحاج عماد، تَشخَصُ القلوبُ والنفوسُ الى تلالِ عاملة وأوديتِها ومغاورِها وسهولِها وزهرِها وسنديانِها، حيث لطالما كان يؤنسُ المجاهدين في الثغور، ويرسمُ لهم معالمَ النصرِ الآتي بإذن الله في الأزمنةِ الآتية.
وستكون هذه الذكرى محورَ كلامِ الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله الذي يتحدثُ عند الثالثة من عصر اليوم متناولاً آخر التطورات السياسية.