على الرغم من أن نقيب مستوردي المواد الغذائية هاني البحصلي قد أشار في حديث اذاعي الى أن “السلع الأساسية انخفضت بنسبة تتماشى مع انخفاض الدولار ووصل البعض منها إلى 25% نزولاً وهناك سلع أخرى انخفضت بنسبة أقل”، مؤكداً أنه طالما أنّ الدولار مستمرّ بالانخفاض والأجواء إيجابية يمكن تثبيت الأسعار، إلا أن الواقع خلاف ذلك وتبين أن انخفاض الأسعار لم يتجاوز 10% في بعض محال السلع الغذائية.
الأسعار مرتفعة ولم تنخفض مع إنخفاض سعر الدولار
كان متوقعاً ان تنفرج على صعيد أسعار السلع، وان تنخفض اللحوم والخضار والمواد الغذائية، ولكن لم يخفّض أحد من اصحاب الدكاكين ومحال الخضار وحتى المتاجر الكبيرة أسعاره، بذريعة “إشترينا عالغالي”، كذلك التفاوت الكبير في أسعار السلع بين محل وآخر، والتجار يحاولون الإستفادة قدر المستطاع من الأزمة لتحقيق الارباح، فيضع كل واحد منهم تسعيرة تناسب أرباحه، ضاربين بعرض الحائط انخفاض سعر صرف الدولار. واللافت أن سعر السلعة يزيد 4 و5 آلاف بين دكان وآخر.
أحد أصحاب المحال التجارية يبرر الأمر بـأنه اشترى البضاعة على سعر صرف 33 ألف ليرة فلن يبيعها بسعر أقل في الوقت القريب كي لا يخسر، ويؤكد أن التجار ما زالوا يسلموه البضاعة بسعر مرتفع، حتى أنه يفكر بوضع تسعيرة بالدولار، هكذا يريح نفسه من عبء خفض الدولار وارتفاعه.
الأسعار ارتفعت بالدولار
لاحظ العديد من المواطنين بأن أسعار بعض السلع ارتفعت بدل من انخفاضها، وفي جولة لـ “أحوال” على بعض التجار قال أحدهم: المشكلة تكمن في أن بعض تجار الجملة رفعوا الأسعار بالدولار، مثلاً كنا نشتري السكر بـ 31 دولار عندما كان سعر صرف الدولار 33 ألف ليرة ولكن عندما انخفض سعر الصرف إلى 23 ألف ليرة ارتفع سعر السكر ليصبح 37 دولار وهذا الأمر لا يعني المستهلك بل يعنيه ان السعر مازال مرتفعاً، وهذا الأمر يستدعي تحرك اجهزة الرقابة.
كما أن أحد أصحاب المكتبات قال: كنت أشتري الورق بسعر 8 دولار ولكن بعد انخفاض سعر الصرف صار السعر 12 دولار، لم نعد نعرف على أي قاعدة يمكن نبيع المستهلك الذي يتهمنا برفع الأسعار على الرغم من أن المشكلة سببها تجار الجملة الكبار.
غياب الرقابة أدى إلى التلاعب بالأسعار التي طالعت السلع الأساسية، تارة يتحجج التجار بارتفاع فاتورة اشتراك الكهرباء، وآخر يتحجج بارتفاع كلفة النقل نتيجة ارتفاع أسعار المحروقات، وفي النهاية الخاسر هو المواطن الذي تعب من الغلاء.
في بعض المناطق عادت الناس الى استخدام بابور الكاز للطبخ لمواجهة الازمة الاقتصادية والمعيشية، او الحطب للتدفئة في فصل الشتاء وطرد البرد القارس في مثل هذه الايام، لم تعد تقوى العائلات الفقيرة والمتعففة على فعل شيء سوى تأمين قوت اليوم.