“ليبانون ديبايت”
تدور نقاشات عميقة بين المجموعات المُكونة لحراك صيدا حول التحالفات الإنتخابية وحول إمكانيّة الفوْز بمقعد إنتخابي في هذه الدائرة الإنتخابية التي تُعد فيها نسبة الحاصل الإنتخابي من الأعلى في لبنان حيث بلغ في عام 2018 حوالي 19%. مع إحتساب أصوات المُغتربين الذين تسجّلوا بكثافة في الخارج لإنتخابات 2022، سيبلغ الحاصل الإنتخابي في دائرة صيدا-جزين حوالي 14000 صوت. فَمن لديه حاصل في هذه الدائرة الإنتخابية من القوى السياسية؟
يظهر أكثر من إستطلاع للرأي جرى في صيدا-جزين بأن لا أحد من القوى السياسيّة يملك حاصل إنتخابي حتى الآن وبأنّ كل هذه القوى ومن ضمنها “تيار المستقبل” بحاجة لتحالفات كي تؤمّن الحاصل، خاصّة أن القسم الأكبر من الناخبين لم يُحدد بعد موقفه السياسي ويعيش حالة إحباط سياسي. أما المُلفت فهو بأنّ قوى التغيير تتقدّم كل القوى الأخرى وتمتلك التأييد الأكبر لدى القوى السياسية وهي بحاجة لـ 2000 صوت تقريباً لتأمين الحاصل الإنتخابي. لكن هناك أكثر من عامل سيُحدّد إذا كانت قوى التغيير سوف تفوز بالمقعد أو لا:
أولاً، تشكيل لائحة تضمّ العدد الأكبر من المجموعات الناشطة في الدائرة.
ثانياً، حُسن إختيار المرشحين والتحالفات في صيدا: حيث تظهر المعطيات الإحصائية بأنّ الجمهور الذي سوف يُصوّت لقوى التغيير هو بجزء كبير جداً من ناخبي تيار المستقبل سابقاً في صيدا، وأنّ هؤلاء الناخبين يُشكّلون أكثر من نصف الحاصل المطلوب. وهذا الجمهور خاب أمله من تيار المستقبل ويَسعى نحو قوى التغيير من أجل تحقيق إنجازات والنهوض بالبلد لذا يعبّر هذا الجمهور ايضاً عن رغبته بعدم التصويت لأي من الأحزاب السياسية التقليدية في صيدا، كما أن هذا الجمهور واضح جداً بخطابه السياسي السيادي ولن يكون بالإمكان إقناعه بمرشحين أو بتحالفات لا خطاب سياسي واضح لها تجاه سلاح حزب الله. لكلّ هذه الأسباب فإنّ تحالف قوى التغيير مع النائب أسامة سعد قد تُشكل “دعسة ناقصة” لقوى التغيير لجهة قدرتها على إستقطاب الجمهور المُستقبلي المُحبط والذي لا يرى في أسامة سعد خياره السياسي البديل.
ثالثًا، حُسن إختيار المرشحين والتحالفات في جزين: إن التأييد في جزين لقوى التغيير لا يَقل أهمية عن صيدا حيث تحظى أيضاً القوى التغييرية بتأييد كبير يُسابق الأحزاب التقليدية في المنطقة. والجمهور المُؤيد للثورة في جزين هو جمهور يهمه الوضوح في مسألة سلاح حزب الله كما تظهر الإستطلاعات. وبالتالي فإنّ التحالف مع النائب أسامة سعد لن يرضي الناخب التغييري وقد يدفعه إلى التصويت للقوّات اللبنانية إن تمكنت من تشكيل لائحة في صيدا.
بالخلاصة، هناك إمكانيّة كبيرة لقوى التغيير بأنْ تفوز بمقعد واحد على الأقلّ في صيدا-جزين لكن عليها أن تحسن إختيار مرشحيها وتحالفاتها وتَفهم واقع الأرض التي تتحرّك به. ومن يَدري فإنّ عزوف بعض القوى السياسية عن الترشح بسبب خوفها من عدم الوصول إلى الحاصل قد يؤدّي إلى تعزيز القاعدة الإنتخابية لقوى التغيير. فَهل ستتمكن القوى التغييرية من الخرق في الدائرة الإنتخابية ذات الحاصل الإنتخابي الأعلى في لبنان؟