مولوي: نتبنى أي مبادرة تقوم بها جمعيات متخصّصة

أطلق تجمع “أم النور” وجمعية “المنهج” الخيرية، برعاية رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ممثلا بوزير الداخلية بسام مولوي، مشروعهما المشترك في طرابلس، مركز “فرصة” للوقاية وإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات، في قاعة المؤتمرات في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس، في حضور وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور حجار، نقولا خوري ممثلا وزير التربية عباس الحلبي، السفير البابوي المونسنيور جوزف سبيتري ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق جان رفول.
كما حضر الشيخ محمد غنام ممثلا شيخ العقل سامي ابو المنى، النائبان علي درويش وعثمان علم الدين، وجيه علم الدين ممثلا رئيس النائب جبران باسيل، معتز هوشر ممثلا النائب سامي فتفت، النائبان السابقان أحمد فتفت وأسعد هرموش ومفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام، العميد فراس ترشيشي ممثلا قائد الجيش، الامين العام للهيئة العليا الإغاثة اللواء محمد خير، امين عام الجماعة الإسلامية الشيخ عزام مولوي، نقيبة المحامين في الشمال ماري تيريز القوال، المطرانان يوسف سويف وادوار ضاهر، رئيس بلدية طرابلس رياض يمق، ومنسق تيار “المستقبل” في طرابلس النقيب بسام حجازي،  منسق “القوات اللبنانية” جان دميان، رئيسة قطاع المرأة في “تيار العزم” جنان مبيض ورئيس دائرة اوقاف طرابلس الشيخ بسام بستاني وحشد.
 
بداية النشيد الوطني، ثم ترحيب من محمد حمدوش، فكلمة للشيخ محمود الأحمد لفت فيها الى “وضع إمكانات تجمع ام النور في خدمة طرابلس والشمال”.

ثم ألقى رئيس جمعية بشائر الخير الكويتية مبارك الهيفي كلمة أعرب فيها عن سعادته لوجوده في طرابلس، وقال: “لقد اتينا لنرى هذا المكون من جميع شرائح لبنان الغالي الذي نتمنى أن نجتمع معه في العمل، ونحن مسرورون للمشاركة في مشروع فرصة”. ووجه “تحية للبنان وشعبه” متمنيا “السلام والسلم للبنان”.
 
والقى المطران غي بولس نجيم كلمة تجمع “ام النور”، وقال: “هذا النهار لهو نهار مبارك لنا نحن عائلة تجمع أم النور، لأن فيه نسجل انطلاقة جديدة وعلانية لحلم راودنا منذ بدايتنا كجمعية مسيحية الوحي، مناضلة في خدمة أناس متألمين. حاولنا منذ تأسيسنا تحقيق هذا الحلم، باستقبال مصابين بداء الإدمان على المخدرات وإدخال موظفين في فريق عملنا دون أي تمييز، كما أننا سهرنا ألا تكون لجنتنا المسؤولة عن مرافقة مسارنا الروحي من لون واحد، بل أن تكون مؤلفة من مسيحيين ومسلمين. وقد أردنا ذلك عن قصد وتصميم، ليكون تجمعنا صورة صغيرة لحلم أعظم بلا قياس، للبنان الأخوة والموالفة بين أبناء وبنات هذا الوطن، خصوصا بين المسيحيين والمسلمين، حاملي التراثات الإنسانية والروحية العريقة في غناها وتعددها”.
 
تابع: “نهارنا اليوم مبارك حقا. إنه “الفرصة”. الفرصة المنشودة لتجسيد حلمنا على أرض الواقع: عيش روحية ميثاق وطننا العزيز التي بموجبها يسهر كل منا، إلى أي ملة انتمى، على خير الآخرين سهره على نفسه، ويعمل معهم بإلفة أبناء وبنات العائلة الواحدة. فلما بادرنا السيد محمود الأحمد، بمشروع إقامة شراكة في مواجهة معضلة الإدمان على المخدرات، بين “جمعية المنهج الخيرية” التي يرأسها وجمعيتنا، وجدنا آذنا وعقولا وضمائر تواقة إلى مثل هذا العرض. وما زادنا تأكيدا من حسن المشروع وجديته، أن راعي جمعية “المنهج”، والمشرف عليها هو سماحة الشيخ محمد إمام، مفتي طرابلس والشمال، والمعروف بنفسيته السمحة وبعطفه الواقعي على الفقراء”.
 
وختم: “سنوقع، في نهاية هذا الاحتفال، جمعية “المنهج” الخيرية وجمعية تجمع “أم النور”، إتفاقية غير محدودة الأمد، نتعهد فيها بالعمل سويا، مجدين من أجل من وقعوا ضحية الإدمان على المخدر. سننشط كجماعة واحدة، لتغطية برامجنا السبعة التي هي: 
-التوعية والوقاية، للكبار والصغار
– إستقبال المدمنين لتشخيص وضعهم 
– تأهيل بعضهم في مركز داخلي 
– تأهيل بعض آخر في مركز خارجي 
– مرافقة أهالي الذين يتعالجون في مراكزنا 
– متابعة الذين أنهوا تأهيلهم لدينا، لسنتين متتاليتين على الأقل 
– الإهتمام بالسجناء الذين لا يجوز أن يهملوا في مصابهم. 
ولا تصح شراكة إلا إذا ما تمت على أساس روحية ومبادئ مشتركة. والحمد لله عز وجل، اختبرنا سريعا أننا وجمعية المنهج الخيرية نتحرك على نفس الموجة:  بمحبة الأشخاص وتقديرهم، كل شخص، دونما تمييز. باحترام إيمانهم وعقائدهم طالما لا تسيء إلى أحد. بالمحافظة على السرية المهنية. بالشفافية على جميع الصعد. بالمجانية التامة، روحيا وماديا. بالإستعانة بالعلم في كل ما تطاله خدمتنا في الإنسان من أبعاد نفسية وجسدية واجتماعية وعائلية وروحية. إننا لا نبغي سوى أن يحرر المدمن أو المدمنة من براثن المخدر ويصمد أمام تحديات الحياة ويبني علاقة صحيحة وسليمة مع نفسه ومع الآخرين ومع الطبيعة ومع الله”.
 

ثم ألقى قائمقام مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد طارق إمام كلمة قال فيها: “إن محور اهتمامنا جميعا هنا هو الإنسان، ذلك البنيان الإلهي البديع الخلق، هذا الكائن الأساس الذي هو كل منا وكل فرد في مجتمعنا، هو غايتنا لإسعاده، هو هدفنا الوحيد ليكون بخير وراحة وكرامة. هذا البعد الإنساني للحدث الذي اجتمعنا من أجله اليوم، هو حجر الزاوية في كل توجهاتنا وسلوكياتنا وقناعاتنا، نريد لإنساننا أن يعود إلى كينونيته وأن يسترد حضوره ويتبوأ مكانته المجتمعية بدوره.. على أن الإنسان الذي ينأى عن جوهره ويتنكب لفطرته قد جعل الله تعالى له أمناء من رسله ليردوه إليها، وبعد الرسل جعل الله الناس بعضهم على بعض أمنة ومساعدين يأخذون بيده إلى الطريق المستقيم إلى النور والطمأنينة”.
 
أضاف: “إن الصلاح والإصلاح نمط واحد لا يتجزأ، فالطيب طيب في كل شيء، وإن هذه الآفة الخطيرة المخدرات، لا تنطوي فقط على مخاطر التعاطي والإدمان وما ينتج عن ذلك من تدمير الإنسان والأسرة والمجتمع والحلم والمستقبل، إنها برمتها تعاكس خط الصلاح على هذه الأرض، فالأراضي التي خلقها الله خيرة للاستثمار في القوت والغذاء والدواء تشكل زراعتها بالمخدرات وأنواعها إفسادا للأرض والبيئة وانحرافا عن المسار الإصلاحي، الذي أراده الله من أرضه. ويستثنى من ذلك طبعا الزراعات المحدودة والمدروسة والنوعية لأغراض طبية وعلاجية محددة الحاجة والمطلوب والكمي”.
 
وتابع: “إننا في دار الفتوى في طرابلس والشمال يسعدنا مع أصحاب السيادة المطارنة الكرام أن نرعى حدث اليوم، والذي يكتسب أهميته في تلك الخطوة العملية التي صارت قيد التنفيذ بفضل جمعيتين كريمتين، فتجمع أم النور التي هي إحدى إنجازات سيادة المطران العالي الاحترام غي نجيم ، تلك الجمعية العريقة المتجذرة في هذا الميدان، والمتراكمة الخبرات والوسائل، والمتبلورة الرؤية والخطط، والتي حققت مسيرتها أفضل النتائج وبلوغ الأهداف بشكل كبير، إنه التجمع الروحي الذي نفخر به لما يتمتع به من عطاء بلا كلل، وسعة وتنوع بلا خطوط حمراء أو أي اعتبارات، فشكرا لكم من القلب عائلة تجمع النور. أما جمعية المنهج وعلى رأسها الأستاذ العزيز محمود الأحمد، فهي إحدى أنشط الجمعيات في طرابلس وأهمها على صعيد العمل الصحي والطبي والدوائي والعلاجي والإغاثي والاجتماعي عموما، قد نمت متواضعة في المناطق الشعبية ثم بارك الله في مسيرتها وامتدت نشاطاتها وأعالها وتنوعت وكبرت برعاية الله وتوفيقه، لها في كل ناحية خدمات بغزارة وعطاء لافتين، تعمل بدراسة وتخطيط وإتقان، ندعو لها بالتوفيق ونشكر اندفاعها وعملانيتها. إن هذا المشروع الواعد هو حاجة لطرابلس والشمال، في التصدي للإدمان المقيت والوقاية منه والوعي على مخاطره، وكذلك هو حاجة في توفير فرص عمل جديدة للمنطقة وأبنائها بلا تمييز أو استنساب. أتمنى أن يعمم هذا النموذج الفريد من العمل الذي هو صورة لبنان الحقيقية”.
 
 
وفي الختام ألقى مولوي كلمة قال فيها: “شرفني دولة رئيس مجلس الوزراء الأستاذ نجيب ميقاتي أن أمثله في حفل اطلاق مركز “فرصة”، هذا المشروع الإنساني الأول في طرابلس والشمال والمشترك بين جمعية المنهج الخيرية وتجمع أم النور في مدينتنا الحبيبة- طرابلس، وذلك لإعادة تأهيل المدمنين على المخدرات. وإني إذ أنقل لكم اعتذار دولة الرئيس نجيب ميقاتي عن الحضور لالتزامات سابقة، لكني أؤكد عزمه على دعم كل خطوة تأتي في إطار تعزيز مناعة وأمن مجتمعنا الطرابلسي. إنها مباردة خيرة ومقدامة، في ظل تفشي هذه الآفة في مجتمعنا بين شاباتنا وشبابنا، وتأتي في سياق العمل الانساني المتقدم الذي ارتكزت عليه جمعية “المنهج” مشكورة مع تجمع “ام النور” العريق في مبادراته الخلاقة، وهما الساعيان الى مد يد العون من دون تفرقة ليعود المدمن الى دورة الحياة الطبيعية بعد اعادة تأهيله على أسس ومبادئ أخلاقية وإنسانية وصحية متميزة. فشكرا لجمعية المنهج وشكرا لأم النور، ونحن ممتنون كمسؤولين ومواطنين لدوركما الرائد في هذا المجال. وشكرا لدار الإفتاء ودائرة الأوقاف في طرابلس على تقديم العقار والشكر موصول لمن ساهم في تشييد الأبنية التي تؤلف المجمع والمشيدة وفق معايير معمارية مميزة”.
 
أضاف: “إن ارتفاع معدلات الإدمان على المخدرات من قبل شريحة واسعة من الشباب اللبناني، جعلنا في حالة تعبئة دائمة، مطلقين ناقوس الخطر، لأن من شأن ذلك التأثير السلبي على واقع المجتمع في نشئه وتطوره ونموه. لقد قمنا بتشديد الإجراءات في أماكن العبور إن على الحدود البرية والمرافيء ومطار رفيق الحريري الدولي، ونعمل للسيطرة الكاملة على المنافذ بالتعاون مع المديرية العامة للجمارك. ورغم الظروف القاسية التي تمر بها الأجهزة الأمنية إن على الصعيد المادي أو المعنوي، فقد نجحت في اعتقال رؤوس كبيرة ومروجين، ومصادرة الأطنان من المخدرات وبمتابعة يومية ودؤوبة مني. إلا أن الواقع يشير الى استمرار المستويات المرتفعة للإدمان في لبنان لأسباب عدة، منها ضعف الوعي والإرشاد وقلة المتابعة البيتية وصعوبة الأوضاع المادية. لقد عملت شعبة المعلومات ومكتب مكافحة المخدرات التابعين للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي على متابعة تنفيذ الخطط الموضوعة بحرفية واتقان، وقد أسفرت المتابعات اليومية ليل نهار عن تحقيق انجازات كبرى في هذا المجال عبر اقتحام اوكار الترويج التي تتموضع في المناطق الفقيرة بمعظمها. ولا يمكن إغفال دور الجيش اللبناني في هذا المجال لا سيما في مداهمات معامل الكبتاغون”.
 
وتابع: “إن أهم علاج لهذه الآفة هي عملية التثقيف والتوعية في المجتمع لأن القضية مجتمعية وتمس المواطنين بالدرجة الأساس، من هنا ضرورة عقد الورش والندوات، إلى جانب إرسال أشخاص متدربين متخصصين إلى المدارس والجامعات من أجل تحصين الطلبة من الوقوع في فخ تجار المخدرات، وهذا ما تدأب على القيام به المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي. والجدير ذكره أن مركز “فرصة” يقدم مجموعة من البرامج وفق المعايير الصحية والعلاجية المتقدمة تبدأ باستبال المدمن وتمر بالتأهيل الداخلي والخارجي. ولا يكتفي المركز بذلك بل يعمل على المتابعة بعد العلاج. كذلك يقدم مركز “فرصة” ثلاث برامج منفصلة هي برامج السجون والوقاية وبرنامج الأهل، مما يجعل منه مركزا متكاملا سيشكل بإذن الله نقلة نوعية في التعاطي الحرفي مع مكافحة ظاهرة الإدمان. لا يسعني إلا أن أؤكد في هذا الإطار على ضرورة إعادة تفعيل اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات التي يرأسها دولة رئيس الحكومة وتضم في عضويتها كل من وزير الداخلية ووزير الصحة العامة إضافة إلى الأعضاء المتخصصين ومن شأن هذه اللجنة وضع الاستراتيجيات لمكافحة المخدرات في لبنان وعلاج المدمنين”.
 
وأردف: “تستضيفنا طرابلس الحبيبة لافتتاح مركز “فرصة”، كبارقة أمل ورجاء على نية خلاص المدمن من آفته وإعادة اندماجه بعد تأهيله في مجتمعه، إذ أنه من الضروري طمأنة المرضى المدمنين بشأن إمكانية احتوائهم في هذه المراكز لاخراجهم من جحيم الادمان. واننا سنعمل وإياكم على معالجة أسباب الإدمان ومكافحته. نحن في الحكومة اللبنانية، وبإيعاز من دولة الرئيس، نسارع دوما إلى تبني أي مبادرة تقوم بها الجمعيات والمؤسسات المتخصصة في مختلف المناطق اللبنانية لعلاج المدمنين وإعادة دمجهم في المجتمع”.
 
وقال: “طرابلس الفيحاء التي تتصدر هموم دولة الرئيس نجيب ميقاتي وهمومي، طرابلس التي تحجز لنفسها أبدا المساحة الأكبر من تطلعاتنا، سنعمل حتما على إنصافها وإنصاف أهلها بما يستحقون من مشاريع تنموية، ستبقى العاصمة الثانية للبنان وجهة ورش أعمالنا بالتعاون مع مؤسسات المجتمع الدولي. فبعد افتتاحي لغرفة العمليات الحديثة في قيادة منطقة الشمال الإقليمية منذ حوالي الشهر تم تجهيز الخطط النهائية لاستحداث مجمع قوى الأمن الداخلي في قصر العدل القديم الذي سيجمع قطعات إقليمية ونظارة مشتركة وفق المعايير الحديثة لحقوق الإنسان. وبناء لتوجيهات دولة الرئيس، أعمل على تفعيل العمل الأمني سواء الإستباقي أو على صعيد كشف الجرائم وتوقيف المتورطين، كذلك تفعيل دور الشرطة البلدية في اتحاد بلديات الفيحاء وتفعيل دور فوج إطفاء الإتحاد ودعمه لوجستيا بغية جعل طرابلس أكثر أمنا وأمانا وازدهارا. فبازدهار طرابلس وباقي المناطق اللبنانية يزدهر لبنان. هذا الإزدهار لا يمكن أن ينعم به لبنان خارج حضنه العربي وبركة الأشقاء أهل الكرم والنخوة الذين لم يبخلوا يوما بمد البلد بشرايين الدعم وبزخم العطاءات، وتشهد على ذلك كل ربوع لبنان من شماله إلى جنوبه الذي أعادت إعماره أياديهم البيضاء بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم في تموز 2006. هذه الروابط التاريخية، روابط الدم روابط الوفاء تفرض منع الأذى عن إخواننا العرب من لبنان ومحاولة تصويره كمنصة لتصدير السموم إلى أخوانه. هذا المشروع مصيره الفشل، وجهود القوى الأمنية المرابضة خير دليل على ذلك إذ أدت إلى إحباط عمليات تهريب حبوب السم إلى الدول العربية. لن يفلح مشروع الشر الذي يخرج عن قانون الأخلاق والدين”.
 
وختم: “أنقل إليكم جميعا تحيات ومباركات دولة الرئيس نجيب ميقاتي آملا أن تحمل الأيام المقبلة لفيحائنا وبلادنا الرخاء والاستقرار”.

ثم وقعت جمعيتا “منهج” و”أم النور” اتفاق إقامة مركز “فرصة.

المصدر: mtv