التّمديد للتَّجديد.. لِم لا؟

“ليبانون ديبايت” – روني ألفا

جارَة رِضا السّعوديَّة دولَة الإمارات. لَم يَفُت الرئيس الحَريري شكرَها للتبرُّع بِمركَز الشيخ محمَد بِن زايِد الإماراتي اللبناني الإستِشفائي. علَّ الشّكر يصل مسامِع الرّياض. لِم لا؟ الإمارات تقدّم فرصَة العَمَل الشَّريف للحريري على ألا يتعدّى ذلك الإستثمار في ميدان الأعمال. السياسة ما زالت معقودة لِبن سَلمان. لا بدَّ أن يأتي يوم يعود فيه الراعي إلى الخرفان. بالمعنى اللاهوتي لا لطشَة ولا غمز من هذا الباب. ما بناه الرئيس الحريري الأب وبغضّ الطَّرف عَن التُّهَم والإلتباسات يدعو إلى عودة تيار المستقبل إلى مستقبل لبنان. حتى خصومُهُ يقرّون له بهذه الضَّرورَة. البُدلاء زَعامة عياري وفي الإعارة يسكن الشَّيطان.

من دون مصالَحَة وطنيَّة شاملة العودة لن تكون ميمونَة. عَطفًا، إعتذار الحريري عن الحوار الوطني غير معَذور. الوقوف عند رغبة بن سلمان ومديح الإمارات كوسيط نزيه والإعتذار عن الحوار ثلاثيَّة مربِكة أكثر من ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة. للسنَّة دورٌ تأسيسي ولا يصحّ التّفريط به. العودة إلى لبننة الصّراع أفضل بوابة لعودة سعد الحريري إلى المعادلة الداخليَّة. من دون ذلك سيسمَح التَّراخي بنموّ القيادات السنّية البَديلَة. مستقبل هذه القيادات من دون المستقبل لا مستقبل لَها.
عودة المكونات إلى لبنان عنوان المرحلة المقبلة. مع راعٍ لا بأس إنما العودة مؤكَّدَة. عطفًا أيضًا، لا تغييرًا جذريًا في النظام ولا نهوضًا يُرتَجَى. المشكلة واضحة. نهوض عبر البنك الدولي يحوِّل لبنان إلى دولَة مسلوبَة الموارِد أو عودة إلى الطّغمَة مع استحالة نهوض. في الحالتين لا نهوض للدولة المقعَدَة.

الإستحالة هذه تؤدّي حكمًا إلى تأجيل الإنتخابات. ستاتوكو قاتِل أفضَل من صندوق نقد قاتل. عطفًا أيضًا وأيضًا مجلس نيابي بأكثريّتِه الرّاهِنة أفضل من نسف الأكثريَّة لصالح الصندوق في الإنتخابات. أي مجلس جديد بتوازنات مختلَّة سيكون مشروع حرب أهليَّة. المطلوب الأوَّل في الإستحقاق إذا حصَل رأس حزب الله. بعده رأس التيار الوطني الحرّ. بعدهما رأس لبنان الذي نعرفه. يجب إجتراح حلّ لبناني لإنقاذ لبنان. انتخابات رئاسيَّة مبكِرَة مع الإبقاء على ولاية الرئيس حتى اليوم الأخير. تمديد لولاية مجلس النواب لفترة سنة. الرئيس يتحوّل إلى ناخب أساسي في الرئاسة المقبلة. المجلس يضمن انتخاب رئيس تسويَة. دور محوَري للجيش في الفترة الإنتقاليَّة. ثلاثيَّة تستحقّ البحث الجدّي لإنقاذ البلد.
التبرير جليّ. مَن يجرؤ على التمثّل بوحيد المغنيَّة التي تغنّي مِن سُكونِ الأَوصالِ وهي تُجيدُ؟ لا أحد. الأطراف التي لم تضربها الأزمة هي الأكثر تطرّفًا عند المسيحيين. تحظى اليوم بأكبر نسبَة تأييد. مشروعها ملتَبِس. تحكي عن بناء الدولة. ستبني دويلات حتى بنوايا صافية وتؤسس لشعوب متعددة. وحدها في التَّجييش تغنّي كأنها لا تغنّي. مشروعُها مُمَوَّل بشيكات على بياض ولا نَلومُها في زمن القلَّة.

مؤتمر وطني أبعد من إعادة نظر بإتفاق مار مخايل.لا أحد يجب أخلاقيًا أن يتلكَّئ عن المشاركة في الدعوة إليه وفي تلبيَتِه. تنتُجُ عنه المقترحات الإنقاذيَّة أعلاه.

الدعوة إلى الإنتخابات على لسان البعض طوباويَّة في مكان ومُشيطَنَة في مكانٍ آخَر. قد نصل إلى أيّار من دون توفّر ورق تُطبَع عليه اللوائِح الإنتخابيَّة. من دون توفّر رجال أمن في مراكز الإقتراع. ستكون الإنتخابات عبارة عن توزيع شهادات بكالوريا من دون إمتحانات. حتّى الذين يريدون إسقاط عهد رئيس الجمهوريَّة يجب عليهم الإستعانة بالعهد من أجل مشروع حلّ صُنِع في لبنان. مع انتخاب رئيس جديد للبنان في الشّهرين المقبلين يتجدد دم النظام في عروقه ويستعيد بعضًا من ثقة مفقودة. تذكَّروا. إقتصاد لبنان صغير. لا يحتاج سوى إلى وديعة صغيرة في مصرف لبنان لتدور عجلتُه من جديد. رئيس يكون نتيجة تسوية إقليميَّة صَحيح.

إنما رئيس ثَبُتَ نجاحُه وثَبُتَت مناقبيَّتُه وثَبُتَ تعفُّفَه عن تذوّق الجبنَة . التفتيش عن الإسم ليسَ أُحجيَة. إيجاد الآليَّة أُحجيَة ولكن ليسَت عصيَّة على الحلّ.