هل يتراجع التوتر بين امل والتيار؟

قد يكون التيار الوطني الحر شعر في الايام الماضية بحجم المخاطرة الكبيرة التي قام بها بعد تصعيده السياسي والاعلامي ضد حزب الله، اذ كاد هذا التصعيد ان يؤدي الى تشظي العلاقة الثنائية الى درجة لا يمكن اصلاحها من بعدها، من دون ان يؤدي الامر الى تحسين واقع العونيين الشعبي.

المخاطرة الفعلية التي قام بها “التيار” هي قطع خطوط التواصل مع حركة امل وتصعيد الخطاب السياسي ضدها ما يجعل اي تحالف انتخابي بينه وبينها غير وارد، لانه سيؤدي الى كارثة انتخابية وشعبية في ظل عدم قدرة التيار على دفع جمهوره الى انتخاب لائحة تتمثل فيها الحركة.

يرى التيار ان عدم التحالفه مع الثنائي الشيعي سيكون له تبعات سلبية في المعركة الانتخابية المقبلة، خصوصا في بعض الدوائر المشتركة التي يستطيع التيار تعويض خسائره فيها من خلال دعم حلفائه في اللائحة ما يؤدي الى  زيادة عدد الحواصل.

من هنا تؤكد مصادر متابعة ان الاشتباك العوني مع حركة امل سيتوقف تدريجيا وان ما حصل في المرحلة القليلة الماضية كان ذروة الاشتباك السياسي والاعلامي بينهما وذلك من اجل الحفاظ على “خط العودة” في حال حصول اي تقاطعات انتخابية ، خصوصا وأن الخلاف الحاصل لم يؤد الى اي تعديل في مواقف حزب اللهاو سلوكياته السياسية الداخلية التي يشكو منها التيار.

وترى المصادر ان مسار التهدئة الذي بدأ بين رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب سيطال التيار الوطني الحر قريبا وبشكل تدريجي افساحا في المجال امام اي مبادرة انتخابية في المدى المنظور، اذ سيكون التيار من اكثر المستفيدين في حال عقد تحالفا مع حركة امل في دوائر جزين وزحلة وبعبدا وغيرها…

كما ان التيار سيكون مستفيدا من تجنب استمرار الخلاف العميق والصاخب مع حركة امل سيعطل ملف التعيينات وهذا بحد ذاته خسارة سياسية للتيار لا يتمنى حصولها الآن.

 

تتداخل مصالح التيار الوطني الحر وحزب الله في ترطيب الاجواء، او الاصح التخفيف من حجم الاشتباك بين التيار وحركة امل، وهذا ما بدأت مؤشراته الخجولة تظهر، علما ان المحاولات السابقة لتقريب وجهات النظر لم تكن لها نهايات 
سعيدة، بل على العكس من ذلك ، كان مصيرها الفشل وتأجيج الحملات المتبادلة سياسيا وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

المصدر: lebanon24