كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
يقول نابليون: “من فتح مدرسة أغلق سجنا…” إنها عبارة تدل على اهمية المدرسة في صقل النفوس وتقوية شخصيات الطلاب، وفتح آفاق المستقبل… وبالتالي لا مستقبل لوطن لا يبني جيلا واعدا!
انما ونتيجة تفشي وباء كورونا واستفحال الأزمة الاقتصادية والانهيار المالي، بات لبنان امام “اقفال جماعي” للمدارس، خصوصا بعدما تبين ان التعليم عن بعد لا يؤدي الى النتيجة المبتغاة، ان كان سدّ فراغا ما فـ”الكحل افضل من العمى”!… وبين كورونا والازمة، الطلاب وحدهم يدفعون الثمن… والاخطر من كل ذلك ان تتفشى الامّية والجهل في بلد منهار اساسا.
وكان من المفترض ان يعاود القطاع التربوي حياته الطبيعية صباح اليوم بعدما كان وزير التربية عباس الحلبي قد حدد عطلة اعياد الميلاد ورأس السنة من 16 كانون الاول ولغاية 10 كانون الثاني، ولكن نظرا لارتفاع اعداد الاصابات بكورونا ومطالب بعض هيئات وروابط الاساتذة تم في عدد كبير من المدارس ارجاء العودة.
وفي موازاة ذلك، تقول رولا ف. ام لصبي في 14 من العمر وفتاة في العاشرة، حين اقارن بين ما تعلمه ابني في الصفوف الابتدائية وما تعلمته ابنتي اجد ان الفرق كبير ففي السنتين الاخيرتين، تم حذف الكثير من المواد والدروس وربما كان العلم في حده الادنا. وتضيف: العودة الى الـ ON LINE دونه صعوبات عدة بدءا من التقنين القاسي للكهرباء واشتراك المولد اضف الى ذلك بطء الانترنت الذي لا يلبي الحاجة… لذا لا خيار امامي الى الاتكال على الله وارسال اولادنا الى المدارس مع التأكيد على اجراءات الوقاية.
ما تعبر عنه رولا هو لسان حال معظم اولياء الامور الذين يبحثون عن مستقبل افضل لابنائهم من خلال العلم… ولكن امام تحقيق هذا الهدف عقبات عدة في بلد الازمات، لبنان! امام هذا الواقع، هل القطاع التربوي في لبنان آيل بدوره نحو الانهيار؟!
يقول الامين العام للمدارس الكاثوليكية الاب يوسف نصر عبر وكالة “أخبار اليوم”: ما آل اليه الواقع التربوي همّ يومي بالنسبة الينا، نفكر فيه باستمرار ونحاول معالجته بحثا عن الحلول.
ويقر نصر بالازمة، ويشير الى ان هناك تراجعا في المستوى التعليمي، اضف الى “الفاقد التعلمي” perte d’apprentissage الذي حصل بسبب التعليم ON LINE.
وهنا يشرح نصر الى ان المؤسسات التربوية الخاصة حاولت تعويض ما فات مع بداية العام الدراسي الحالي، فقد اقلعت في الاشهر الثلاثة الاولى من العام الدراسي، وعملت بشكل جيد، واعادة الـ NORMALISATION الى الطلاب اي التكيف مجددا مع البيئة المدرسية، ثم انتقلت الى المرحلة الثانية وهي العمل على معالجة الفاقد التعلمي.
ويشدد على ان المهم اليوم هو استمراية العام الدراسي، قائلا: اننا امام تحدٍ كبير اما ان نتابع العام الدراسي ونتابع العمل بمسؤولية، فنعود الى استكمال الدراسة لنعوض ما خسرناه او – لا سمح الله – نخسر كل شيء، اي نزيد الطين البلة ونتراجع الى الوراء اكثر فاكثر.
ويضيف: التحدي الكبير، ونحن اليوم في مكان مفصلي، فاما ان نخطو خطوات نحو الامام فننقذ الطالب اللبناني والمستوى التربوي، والا سنكون امام كارثة تربوية كبيرة .
ويذكّر الاب نصر كنا قد اعلنا العودة الى المدارس بدءا من اليوم، وجزء كبير من المدارس اعادت فتح ابوابها التزاما بهذا القرار. ولكن في المقابل كل مدرسة فيها اكثر من 10 اصابات بين صفوف المعلمين، لان لا بديل عنهم وخشية من الفوضى في المدرسة، قررت الاقفال لمدة اسبوع، وهذا تدبير استثنائي.
ويلفت ايضا الى انه قبل عطلة الاعياد ايد التعليم لغاية 23 كانون الاول وتمديد العطلة الى 17 كانون الثاني لانه كان من المتوقع ان ترتفع اعداد الاصابات خلال فرصة الاعياد على غرار ما حصل العام الماضي ولكن للاسف صدر القرار بشكل مختلف. ويختم الاب نصر: هذا الاسبوع مفصلي، ونصر على ان تكون الانطلاقة الاثنين المقبل قوية لا بل قد يرتفع عدد المدارس التي ستفتح ابوابها حتى قبل نهاية الاسبوع.