فتحت زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتيالى القاهرة باباً للحديث عن الدور المصري المُتجدّد في لبنان والمنطقة والذي بدأ بملء بعض الفراغات في الحيّز العربي خلال المرحلة الانتقالية بانتظار بلورة التسويات الخارجية المتعدّدة الرؤوس والتي قد تُقبل بين يوم وآخر.
لا شكّ بأن مصر قبل سنوات تمكنت من استعادة قوّتها الإقليمية في المنطقة ولعبت، بالرغم من تحالفها مع المملكة العربية والسعودية، دوراً جدياً في التواصل مع القيادة السورية في لحظة الاشتباك الخليجي مع دمشق، إذ حاولت التمايز قدر المستطاع عن دول الخليج لتكون اكثر ليونة وقدرة على التواصل مع كافة الدول العربية في الإقليم.
أما في لبنان، فبالتوازي مع الازمة الاقتصادية بدأت مصر حراكاً جدياً يضع أمامه اولوية الحفاظ على الاستقرار العام بالتعاون مع الفرنسيين بشكل أساسي. ورغم ان المملكة العربية السعودية لم تكن راضية طوال الفترة السابقة عن الواقع السياسي في لبنان، الا أن مصر لعبت أدوارا رئيسية لمحاولة “تركيب” تسويات سياسية داخلية تجنّباً لمزيد من التدهور في الواقع الاقتصادي والمالي.
من هنا تأتي زيارة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى القاهرة للبحث في قضايا أساسية مرتبطة بالواقع اللبناني من أجل وضع أسس لوقف التدحرج الكبير والتلاقي مع الدور الفرنسي الإيجابي في الساحة اللبنانية.
يحاول الجانب المصري لعب أدوار متعددة في لبنان منها دعم رئاسة الحكومة من جهة ودعم الشارع السّني من جهة اخرى والدخول في وساطات مع بعض الدول الممتعضة من الدور اللبناني،خصوصاً وأن لدى القاهرة القدرة على التواصل مع جميع الاطراف في لبنان بعكس دول عربية أخرى وهذا ما يمنحها زخماً اكبر وهامش أوسع للتحرك السياسي وتحقيق تسويات بين جميع القوى السياسية المعنية في الساحة اللبنانية.
لا شك بأن الاستثمار السياسي الذي فعّله ميقاتي بالتعاون مع الجانب المصري سيصبّ خلال المرحلة القليلة المقبلة سياسياً واقتصادياً في مصلحة لبنانومصلحة الاهداف المشتركة بين بيروت والقاهرة والمرتبطة بالحفاظ على الأمن والاستقرار العام في البلاد في محاولة لوضع حد للانهيار الحاصل.
المصدر:lebanon24