كتب المحرّر السياسي:
كرة “جلسة بمن حضر” حاضرة في ذهن القوى السياسية، ولو على طريقة “آخر الدواء الكيّ”، لكنّ الصحيح أيضًا أنّ “محاذير” كثيرة تدفع رئيس الحكومة يصرف النظر ويغضّ الطرف عنها، حتى إشعار آخر، لأنّ “تبعاتها وتداعياتها” قد تكون مكلفة جدًا، وقد تؤدي إلى “الإطاحة” بالحكومة عن بكرة أبيها، وفق ما يقول بعض العارفين.
من هذه المحاذير مثلاً، أنّ جلسة للحكومة “بمن حضر” تصطدم بورقة “القوة” التي يستند إليها مقاطعو جلسات مجلس الوزراء أساسًا، وهي “الميثاقية”، باعتبار أنّ وزراء “الثنائي الشيعي”، أي جميع الوزراء الشيعة في الحكومة، لن يوفّروا “الغطاء” لأيّ جلسة، وتشير التسريبات إلى أنهم رفضوا إبداء أيّ “مرونة”، عبر حضور بعضهم بالحدّ الأدنى، بما لا يكسر “المقاطعة”، ويحفظ “خط الرجعة” في الوقت نفسه.
بهذا المعنى، فإنّ أيّ جلسة حكومية من هذا النوع ستخلق “سجالاً” سياسيًا وطائفيًا جديدًا، لا يبدو محبَّذًا في هذه المرحلة، علمًا أنّ “مفارقة” أخرى تبرز في هذه المسألة، حيث إنّ بعض الداعين لجلسة “بمن حضر” كانوا ممّن “رجموا” رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة يوم مضى بحكومته رغم “اعتكاف” الوزراء الشيعة، ولو أنّ الظروف التي تحيط بالحكومة اليوم مختلفة، علمًا أنّ ذلك يصبّ أيضًا في “صالح” الموقف الحَذِر.
المصدر: lebanon24