السعر أقل من سندويشة فلافل”… طرابلس والشمال تحت خطر “سيليفيا”

لاول مرة، يتنبه مواطنون الى ان تفشي المخدرات في طرابلس والشمال بات يهدد الامن الاجتماعي برمته، واذا قيل سابقا «فتش عن المرأة» فباتت اليوم المقولة «فتش عن المخدرات» في كل مصيبة تقع في طرابلس والشمال.

 

فقد اعتصم امس، عدد من المواطنين الناشطين امام سراي طرابلس مناشدين المراجع المختصة التشدد في مكافحة المخدرات التي تنتشر بشكل واسع بين الشبان وتفتك بعقولهم وتتسبب بارتكاب جرائم فظيعة لا سابقة لها ودون سبب.

 

مأساة حصلت في طرابلس وهزت المدينة، وفي الواقع هي حادثتين خلال اربع وعشرين ساعة، الاولى فتى يذبح جدته التي ترعاه وتحضنه وتصرف عليه، والثانية شقيق يقتل شقيقته فيقتل الوالد ابنه القاتل، وسبق ذلك جرائم في مسلسل دراماتيكي لا ينتهي حسب ما يبدو.

 

فيوم امس، تجمع مواطنون امام سراي طرابلس لرفع الصوت ولمطالبة القوى الامنية كافة بوضع حد لتفشي المخدرات في اوساط الفتيان من عمر ١٦ واكثر، وهي ظاهرة خطيرة تتوسع وتتمدد وتتحول الى خطر يدمّر العائلات، واطلق المعتصمون امام السراي صرخات، موضحين ان هناك رؤوسا كبيرة تقف خلف انتشار المخدرات في طرابلس والشمال، وهي رؤوس محمية يفترض ان تقوم القوى الامنية بملاحقتها واجتثاثها من جذورها، والا ستواصل تدمير المجتمع بأكمله.

 

يستسهل الفتيان في طرابلس الحصول على حبوب المخدرات المسماة «ط» و»كابتاغون» وغيرها من الحبوب المخدرة، وهي حبوب تسبب الهلوسة وفقدان الوعي وتؤدي لمتعاطيها الى ارتكاب الجرائم البشعة على غرار ما حصل مع الفتى أسعد ايوب الذي طعن جدته بطعنات عديدة، وهو يحملق في سقف المنزل بنظرات جامدة، الى حين وصول القوى الامنية وتوقيفه، وعلى غرار ما حصل مع محمد ابراهيم الذي قتل شقيقته ثم ارداه والده بلحظة واحدة باربع طلقات في رأسه، بينما تقول رواية اخرى ان الفتى ابراهيم بعد قتل شقيقته انتحر.

 

المخدرات تقف خلف هذه الجريمتين وجرائم اخرى تحصل في المدينة، بل هي تقف خلف ما يحصل من عمليات نشل وسلب واعتداءات واطلاق رصاص وخلافات فردية متنقلة في انحاء المدينة.

 

الحصول على المخدرات سهل جدا وبأبخس الاسعار، يعني بأقل من سعر سندويشة فلافل، فهل الاسعارالمتدنية للمخدرات متعمّد، وعن سابق تصور وتصميم، بهدف تدمير المجتمع وتفتيته والسيطرة على عقول الشبان وتسييرهم وفق مخططات مشبوهة.

 

المعتصمون امام السراي لفتوا الى ان هذا الاعتصام هو خطوة اولى ستعقبها خطوات متصاعدة لحث القوى الامنية على ملاحقة تجار المخدرات والزج بهم في السجون، وبالتالي لتوقيف المتعاطين واحالتهم الى مصحّات. وبعض المعتصمين اشار الى ان كثيرا من الذين اوقفوا بتهمة تعاطي المخدرات دخلوا السجون مدمنين وتخرجوا بعد اشهر تجار ومروجين. ولذلك، فان القضية باتت تحتاج الى حزم والضرب بيد من حديد على الرؤوس الكبيرة التي لا همّ لها سوى جني الاموال المحرّمة، على حساب الضحايا من الشباب الذين يوقعونهم بأفخاخهم.

 

ليبانون فايلز