قرداحي يعتذر: ملتزم بالبيان الوزاري وبسياسة الحكومة الخارجية

صدر عن وزير الاعلام اللبناني جورج قرداحي التوضيح الآتي:

أود التأكيد مجدداً على ما قلته في مؤتمري الصحفي اليوم ، بأنني ملتزم تماما بالبيان الوزاري للحكومة ، الذي كنت مشاركاً في إعداده ، وبسياسة الحكومة الخارجية ، خاصة لجهة الحفاظ على افضل العلاقات مع الدول العربية الشقيقة لاسيما المملكة العربية السعودية ودول الخليج واليمن التي أكن لهم ولشعوبهم عاطفة خاصة .. أما بالنسبة للحديث الذي أجرته معي محطة الجزيرة اونلاين ، وبثته منذ يومين ، فيعود تاريخه الى الخامس من شهر آب أغسطس ، في اسطنبول ، اي قبل اسابيع من تشكيل الحكومة وكنت أدليت به بصفة خاصة. تبقى مسألة الاعتذار ، فأنا لدي الشجاعة الادبية لأن أعتذر عن خطأ ارتكبته اثناء وجودي في الوزارة بصفة رسمية .

وجاء اعتذار قرداحي، بعدما ترأس اليوم اجتماعا للمجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع في مقره في الوزارة، حيث تمت مناقشة الواقع الاعلامي وضرورة بلورة رؤية اعلامية مرتكزة على الحرية الاعلامية التي تعتمد المعلومة الصحيحة والدقيقة والمستندة الى مصدر موثوق في سياق إعطاء صدقية مهنية، بعيدا عن تسييس الخبر واحتراما لحق المواطن في الاطلاع والاستطلاع ولدور الاعلام في توجيه الرأي العام نحو التهدئة والحوار وايجاد المخارج للأزمات المتشابكة.

حضر الاجتماع الى الوزير قرداحي: المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة ورئيس المجلس الوطني للاعلام عبد الهادي محفوظ وأعضاء المجلس.

محفوظ

بداية، تحدث محفوظ، فرحب باسم المجلس الوطني للاعلام بالوزير قرداحي الذي “يأتي الى الاعلام من صميم الاعلام نفسه ومن ممارسة المهنة طيلة الفترة الماضية”. وقال:” في هذا اللقاء، شدد معاليه على ضرورة ممارسة الحرية الاعلامية باعتبار ان هذه الحرية هي ثروة لجميع اللبنانيين وللبنان ولموقعه المميز في مسألة الاعلام على صعيد العالم العربي”.

وأشار محفوظ الى ما تعرض له الوزير قرداحي البارحة “من نقد وأحيانا من كلام قد لا يكون في مكانه من بعض المواقع الالكترونية ومن بعض المؤسسات الاعلامية”. وقال:” أنه الاجتماع الاول الذي تم مع الوزير الذي كان أشار الى أنه شارك في البيان الوزاري ووضع المعالم الاساسية للسياسة الاعلامية التي ينبغي تطويرها بمشاركة كل العاملين في القطاع الاعلامي بمن فيهم المجلس الوطني للاعلام، وشدد على انه ملتزم بهذا البيان الحكومي. وطالب المجلس الوطني للاعلام بأن يأخذ هذه المسألة في الاعتبار في أي أمر يتم التعرض فيه الى الحكومة او الى علاقاتها الخارجية. وشددنا على ان النقد مطلوب في هذه المرحلة بالذات بحيث ان للاعلام الدور الاساسي في تصويب الاداء”.

أضاف محفوظ:” لذلك فان المقابلة التي جرت مع معالي الوزير قرداحي كانت سابقة على تسميته وزيرا، وبالتالي لبنان يشدد على الحرية الاعلامية وعلى حق النقد وفي نفس الوقت لبنان يحتكم الى التنوع والتعدد، ولكن منذ أن أصبح الصديق جورج قرداحي وزيرا أصبح ملتزما بالبيان الوزاري الذي يشدد على ضرورة ان تكون علاقات لبنان جيدة مع كل الدول العربية وقد يكون تحديدا مع المملكة العربية السعودية”.

وتابع محفوظ:” لذلك اعتقد، أنه في المجال الحالي يفترض أن يشدد الاعلام المرئي والمسموع والالكتروني على تصويب الاداء السياسي وعلى تصويب المسار وعلى التهدئة تحديدا لانه ليس من مصلحة، لا المملكة العربية السعودية ولا لبنان ولا السلم الاهلي، نبش الماضي واعتباره البوصلة التي تحكم العمل بالنسبة للوقت الراهن. الاعلام هو مجال للحوار وللاعتراف بالآخر ولاخذ هذه المسائل في الاعتبار”.

وقال محفوظ :” كان الهدف من هذا الاجتماع، هو كيفية بلورة رؤية اعلامية تضع وزارة الاعلام والمجلس الوطني للاعلام أساسياتها وتشارك فيها كل القوى والمؤسسات الاعلامية على اختلافها، اذ انه ليس المطلوب ان يكون هناك موقف واحد في الاعلام فالتنوع مطلوب والنقد مطلوب وحتى هذا الامر قلناه في اجتماعنا مع فخامة الرئيس. ولكن الاساءات الشخصية والترويج للاشاعات مسألة لا تخدم المؤسسات الاعلامية ولا المواقع الالكترونية ولا الصحافة المكتوبة”.

وأمل محفوظ “بالتعاون مع معالي الوزير، تصحيح الاوضاع على اختلافها مع التشديد على الحرية الاعلامية ومع التزام الموضوعية والصدقية في الخبر، على ان تكون المعلومة صحيحة ودقيقة ومستندة الى مصدر موثوق”.

قرداحي

بدوره الوزير قرداحي علق على “الضجة التي اثيرت بالامس حول التصريحات التي وردت في مقابلة كانت اجرتها قناة الجزيرة “اون لاين” في برنامج برلمان الشباب الذي تم تسجيله في الخامس من آب الماضي أي قبل أسابيع من تعيينه وزيرا للاعلام”، وقال:” نحن نجتمع اليوم في المجلس الوطني وامامنا نموذج صارخ عن كيفية تعاطي بعض الاعلام اللبناني وبعض المواقع الالكترونية مع الحريات العامة وحرية الرأي والرأي الاخر والمستغرب ان الذين يدافعون دائما عن حرية الاعلام والرأي والقول هم الذين بدأوا بالهجوم علي أمس و هم الذين ضخموا الامور”.

أضاف قرداحي:” اتهموني عند عودتي من دبي الى لبنان بانني ات لقمع الاعلام واذا بهم اليوم هم يحاولون قمعي وقمع آرائي وإدانتي على رأي قلته قبل أن أعين وزيرا”.

وكرر قرداحي:” ان المقابلة حصلت في الخامس من آب مع شباب يديرون الحلقة، وهم يطرحون الاسئلة. تعاطيت معهم بروح الشباب وبالشفافية والموضوعية المطلوبة، لان هذا ما كانوا يتوقعونه مني اذ كانوا يعتبرون أن الضيف حر و صريح بآرائه حتى يعطوه الثقة او يحجبونها عنه”، وقال:” لم أمنح الثقة، لأن آرائي تختلف عن آرائهم”.

وشدد قرداحي” ان ما قاله في هذه المقابلة سواء بالنسبة لفلسطين أو سوريا او لبنان والخليج او بشأن كثير من الامور، كحرب اليمن من مواقف لا تلزم الحكومة بشيئ، لانني لم أكن وقتها وزيرا فهذه آرائي الشخصية. أما بعدما أصبحت وزيرا فانا ملتزم بالبيان الوزاري للحكومة وملتزم بسياسة هذه الحكومة برئاسة نجيب ميقاتي”.

وعما قاله عن “حرب اليمن”، أوضح الوزير قرداحي انه “لم يكن طرفا فيه، بل قلته
كصديق كرجل ضنين على عودة السلم بين بلدين عربيين وانا ضد الحروب العربية – العربية. وهذا الموقف كررته مرارا وبالنسبة لحرب اليمن. انا قلت ان هذه الحرب عبثية فبعد سبع سنوات حان الوقت لهذه الحرب ان تتوقف”.

وعن تصوير موقفه من السعودية كأنه “موقف معادي”، قال: هذا الاتهام مرفوض وأنا لم أهاجم السعودية ابدا وان اختلفنا في السابق في الرأي حول موضوع سوريا. وكلفني هذا الأمر عملي في mbc ولكنني لم أشتم يوما السعودية”.

وانتقد قرداحي “بعض المواقع” التي وصفته بانه “ناكر للجميل”، وقال:” أنا لست ناكرا للجميل وكررت مرارا، بان الفضل في ما وصلت اليه هو لل mbc”.

ولفت قرداحي الى “أن الامارات بلده الثاني، حتى في المقابلة عندما سئلت عن التطبيع تحدث بالكثير من الايجابية عن سمو الشيخ محمد بن زايد وعن حكمته في ادارة الشؤون وقلت ان (اهل مكة ادرى بشعابها)”.
وقال:”آرائي التي وردت في المقابلة أثارت ردود فعل مختلفة بعضها معارض واكثرها ايجابي ومؤيد، لان اللبنانيين منقسمون حول الكثير من المواضيع وربما يكون كلامي قد شكل احراجا لرئيسي الجمهورية والحكومة او لبعض اصدقائي، لذلك عندما يطالبني أحدهم بالاستقالة فأقول لهم انا الان جزء من حكومة متكاملة متراصة ولا يمكنني ان اتخذ قرارا لوحدي بل مع الحكومة مجتمعة رغم انني لست لاهثا وراء منصب وزاري، الا انني أضع مصلحة لبنان فوق كل مصلحة ولا يجوز ان نظل في لبنان عرضة للابتزاز من أي احد، لا من دول ولا من سفارات ولا من أفراد، وهم يملون علينا من يجب ان يكون في الحكومة او لا يبقى”.
وسأل الوزير قرداحي: ألسنا دولة ذات سيادة لماذا لا يحصل هذا الامر الا في لبنان”.

وقال قرداحي ردا على سؤال: أنا لم اخطئ في حق أحد. فلماذا اعتذر وأنا كنت واضحا في كلامي ولم اتهجم على احد. وعندما سألوني عن مواقفي خلال المقابلة، قلت أنا ضد الحرب العبثية وضد أي حرب بين الاخوة العرب والحرب في اليمن أصبحت عبثية والكثير من الاخوان في الخليج يعتبرونها كذلك وانا قلت موقفي بكل محبة و كإنسان يشعر بالمعاناة والهموم العربية. فهذه الحرب مكلفة ماديا واقتصاديا وبشريا ولم أقل انني مع الحوثيين أو مع السعوديين او ضدهم. فكلامي قلته بمحبة وليس بتحد او عدوانية”.