أعوذ بالله من الشّيطان الرّجيم، بسم الله الرَّحمن الرَّحيم، والحمدلله ربّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على سيّدنا ونبيّنا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبدالله، وعلى آله الطّيّبين الطّاهرين، وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السّلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته..
حديثي هذه اللّيلة معكم مخصّص للأحداث الأخيرة التي حصلت يوم الخميس الماضي، سنتحدّث ضمن 3 عناوين وخاتمة، لكن إسمحوا لي قبل أن أدخل إلى حديثنا اللّيلة ان أقف عند جمل سريعة.
أوّلاً، أبارك لجميع المسلمين في العالم ولجميع اللبنانيين في هذا اليوم ذكرى ولادة رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ما بات يُعرف بالمولد النبويّ الشّريف، وإن شاء الله نحن سنقيم الإحتفال الموعود بالرّغم من آلامنا وجراحنا وأحزاننا سنحتفل بمولد نبينا رسول الله الأعظم صلّى الله عليه وآله وسلّم، عادةً ما بين 12 و 17 ربيع أول تقام الإحتفالات، نحن إن شاء الله يوم الجمعة عند السابعة والنصف في باحة عاشوراء في الضاحية الجنوبية، ونأمل أن يشارك الجميع وأن يكون الحضور في هذه المناسبة لافتاً. طبعاً يجب أن أتوجّه بالإفتخار والإعتزاز والإكبار بما شاهدناه اليوم من حشود مليونية في اليمن في العديد من محافظات اليمن، هذا الحضور الشعبي الجماهيري الذي قلت سابقاً وأعود اليوم وأؤكّد أنه واقعاً هو حجّة إلهية وأخلاقية وإيمانية على جميع مسلمي العالم الذين ينتمون الى هذا الرسول العظيم صلى الله عليه وآله وسلّم، كما نعتز ونفتخر بالمواقف الكبيرة والشجاعة والعظيمة التي أطلقها قائد أنصار الله في اليمن سماحة السّيد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله.
ثانياً، التعزية بشهداء قندهار الذين قتلهم تنظيم داعش الوهّابي الإرهابي صاحب المنشأ والصّنع والرّعاية الأمريكية والتّمويل الخليجي، رحمة الله على هؤلاء الشهداء المظلومين، للأسبوع الثاني تتوالى هذه التفجيرات الانتحارية.
التعزية بالشهيد مدحت الصالح المقاوم الأسير المحرّر الذي قضى سنوات طويلة من عمره في السّجون الصّهيونيّة والذي قتله الصّهاينة، في هذه الأيّام نتوجّه بالعزاء الى القيادة السّورية، الى الشّعب السّوري والى أهلنا الأعزّاء في الجّولان السّوري المحتل.
وأبدأ حديثي أوّلاً بالتوجّه الى عوائل الشّهداء، عوائل شهداء مجزرة يوم الخميس:
الشهيدة مريم محمد فرحات
الشهيد حسن محمد صبحي مشيك
الشهيد مصطفى منير شبيب
الشهيد حسن جميل نعمة
الشهيد علي بسّام إبراهيم
الشهيد محمد حسن السّيد
الشّهيد محمد جميل تامر
أعزّيهم بفقد هؤلاء الأحبّة والأعزّة وأواسيهم بأصدق مشاعر المواساة وأقول لهم، لقد كان حزنكم حزننا وألمكم المُنا وأبارك لهم نيل هؤلاء الأعزّة وسام الشّهادة، هذا الوسام الإلهي الرّفيع. كما أتوجّه بالدّعاء إلى الله سبحانه وتعالى في أن يعجّل في شفاء جرحى هذه الحادثة وهذه المجزرة الخطيرة. وفي آخر الكلمة أعود لأتحدّث مع هؤلاء الأحبّة، مع عوائل الشّهداء، مع الجرحى، ومع جمهور المقاومة بشكل خاص.
الأحداث الأخيرة يوم الخميس الماضي، هذه أحداث مهمّة وخطيرة ومفصليّة، وتختلف عن كثير من حوادث مشابهة قد تكون حصلت في الآونة الأخيرة، وهي تحتاج الى توقّف وتحليل وموقف لأنه عليه يتحدد الحاضر والمستقبل.
العنوان الأوّل سأبدأ من نقطة أساسية، هناك جهة في لبنان، حزب في لبنان معيّن وسأتكلّم الآن بالأسماء، ورئيس لهذا الحزب، هناك من يريد ان يجعل في الدائرة المباشرة هنا عندنا في جوار الضاحية الجنوبية، أن يجعل أهل عين الرمّانة والحدث وفرن الشباك وبقية المناطق المجاورة للضاحية الجنوبية أن يجعلهم دائماً يشعرون بالخوف والقلق، وأن يعتقدوا دائماً أن جيرانهم في المناطق المجاورة وخصوصاُ في الضاحية الجنوبية هم أعداء لهم، بمعزل إن كان حزب الله أو أمل أو غيرهما، المشهد عام، وأنّهم يريدون اجتياح مناطقهم والسيطرة على أحيائهم واملاكهم وأنهم يريدون اقتلاعهم واجتثاثهم وقتلهم، ولذلك يجب أن يكونوا دائماً مستنفرين نفسياً، أن يكونوا جاهزين لهذه المواجهة، كما أطلق بعض مسؤولي القوات اللبنانية اسم المقاومة على الذين حملوا السّلاح يوم الخميس في هذه المناطق لأنهم يريدون أن يدافعوا عن مناطقهم في مواجهة الإجتياح، أي أنّ هناك من يصنع لأهلنا في هذه المناطق، لجيراننا في هذه المناطق “عدوّاً وهميّاً دائماً”، عندما نذهب الى الدائرة الأوسع على المستوى الوطني، عندما يخاطب هذا الحزب وهذا الشّخص رئيس هذا الحزب عموم المسيحيين في لبنان أو يلتقي بهم، ترى أن كل الخطاب والتوجيه والتعبئة والجهد يتركّز بأنه دائماً يجب أن يبقى المسيحيون في لبنان في دائرة الخوف والهلع والذّعر وأنّ هذا القلق على وجودهم وبقائهم وكرامتهم وحرّيتهم وعلى شراكتهم للمسلمين، ويتم استغلال اي حادثة صغيرة بسيطة قد تحصل بين عائلتين في أي طائفة من طوائف لبنان، قد تحدث بين شابين في أي شارع من شوارع لبنان، أي خلاف على قطعة أرض أو على أمتار أرض يتم استغلال وتكبير هذه الأحداث لإثارة مخاوف المسيحيين وقلق المسيحيين، وقلق الوجود لدى المسيحيين وهذا أمر قديم متجدّد، طبعاً هذه الإثارة الدائمة للمخاوف والبحث عن عدو وصياغة عدو وصناعة عدوّ، الهدف منه أن يقدّم هذا الحزب، حزب القوات اللبنانية وأن يقدّم رئيسه وأنفسهم أنهم هم حمَلَة الرّاية والمدافعين عن الوجود المسيحي وأنهم هم المقاومة المسيحية وهم الذين يحفظون دماء المسيحيين وأعراض المسيحيين ووجود المسيحيين، وتحت هذا العنوان وهذا الشّعار يقومون بشد العصب والاستقطاب والتعبئة ويقومون بالتّحريض من أجل تحقيق أهداف لها صلة بالزّعامة وبحضور هذا الحزب وما يعرضه من أدوار في لبنان على دول خارجية لها مشاريع ومصالح في لبنان، وهنا يصبح المسيحيين في لبنان هم المادّة التي يُراد الاستثمار بها من أجل زعامة شخص، ومن أجل هيمنة حزب، ومن أجل خدمة مشاريع خارجية. حسناً، بالتحديد أنا أتكلّم عن حزب القوّات اللبنانية ورئيس حزب القوات اللبنانية، مضطرّ ان أتحدّث اليوم بعد المجزرة التي حصلت يوم الخميس الفائت، في المناسبة .
نحن من قبل لم نكن نتصدّى كثيراً للشأن السياسي الداخلي اللبناني، بعد الـ 2005 كوننا أصبحنا معنيين بالتصدي بشكل او بآخر، خلال كل الفترة الماضية وخصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية من 10 سنوات أوأكثر، نحن لم نخوض سجالاً مع حزب القوّات ولم نهاجم حزب القوات ولم نتّهم حزب القوّات ولم نقترب من حزب القوّات لا في الإعلام ولا في غيره، غالباً في الشكل العام قد تكون هناك استثناءات، المسار العام في توجّهنا أننا لا نريد أي توتّر مع أي أحد، وأنا دائماً كنت أذكر في الخطابات أننا لا نبتغي توتراً أو اشكالاً مع أحد أو صراع، نحن في لبنان نبتغي الأمن والأمان والسّلام والسّلم الأهلي ومعركتنا الأساسية هي مع الاحتلال الإسرائيلي ومع المشروع الصّهيوني وأطماع “إسرائيل”، وعندما استجد لاحقاً الموضوع التكفيري الذي كان يهدّد المنطقة بأسرها ذهبنا نحو مواجهة هذا المشروع ولم نكن معنيين رغم أنه طوال الوقت من رئيس هذا الحزب مروراً بكل قيادات ونواب ومسؤولين ومواقع تواصل هذا الحزب على مدى السنوات كلها لا يخلو يوماً من السّباب والشتائم والاتهامات والتهويل والتخويف وكلام و..و..و..و.. لم نكن نعلّق عليه أو نرد عليه. لكن أنا أعتقد أن ما حصل يوم الخميس هو مفصل لمرحلة جديدة في التعاطي بما يتعلق بهذا الموضوع في الشأن السّياسي الداخلي ومن هنا سأكمل. طبعاً في السنوات الماضية خصوصاُ ما بعد 2005 وبعد اطلاق سراح رئيس الحزب من السّجن وهو محكوم بأحكام قضائية للذين يطالبون باحترام القضاء وعدم التشكيك بالقضاء، من المعروف أنه خرج بعفو، وإلا القضاء اللبناني في العديد من القضايا أدانه في جرائم القتل التي نُسبت إليه، نحن لن ندخل في هذا الملف وليست وظيفتنا التدقيق في هذه المسائل ولكن هذا هو المشهد الذي كان في البلد. من يومها فيما بعد وخصوصاً في السنوات الاخيرة بدأ هذا الحزب بالعمل على اختراع عدو للمسيحيين في لبنان كي يسير في مشروعه، حسناً، السوريين خرجوا من لبنان، المنظّمات الفلسطينية موجودة في المخيمات وكان الله في عونهم، هو يريد أن يبحث عن عدو، يخترع عدوّ، لذلك العدو الذي يمكنه أن يعمل عليه والذي يستطيع في نفس الوقت أن يعمل عليه بازار وتجارة مع جهات دولية واقليمية ويقدّم نفسه أنه هو قادر على مواجهة هذا العدو وأن يقف في مقابله وأن يتحدّاه ويحاربه ويقاتله، هنا يأتي حزب الله، كون اليوم المستهدف في لبنان بالدرجة الأولى هو حزب الله، وأمريكياً مستهدف، إسرائيلياً مستهدف، وفي بعض الاعتبارات خليجياً مستهدف من بعض دول الخليج، فإذاً نقدّم حزب الله عدوّ ونُحاول أن نُقنع المسيحيين في لبنان أن هذا عدوّكم الذي يريد ان يجتاحكم ويجتاح مناطقكم وأن يحتل قراكم ومدنكم وأن يسيطر على عقاراتكم ويبدل هويتكم و..و..و.. حتى وصل في بعض الأحيان أنه يريد ان يُلبسكم “عِبِيّ”! وهذا الذي عُمل عليه في انتخابات 2009، لذلك ترون حتى في حادثة الخميس، رغم ان المظاهرة أمل وحزب الله، والشهداء أمل وحزب الله، والشهداء الذين سقطوا في البداية هم من إخواننا في حركة أمل، وكل الدلائل تقول أن القوات اللبنانية هم الذين قتلوهم للشهداء من حركة أمل، مع ذلك رئيس الحزب عندما يجري مقابلة كل تركيزه على حزب الله ولا يأتي بسيرة حركة أمل، مع العلم أن حركة أمل شريكة في الاعتصام والشهادة والجراح والمظلومية وفي العدوان عليها، لأن الذي سيتم تسويقه في الخارج هو موضوع المواجهة مع حزب الله.
كل المواقف الصّادرة عن حزب القوات اللبنانية، البيانات، التصريحات العلنية، التعبئة الداخلية التي تصل أصدائها إلينا، الجلسات الخاصّة، وهناك جلسة خاصّة سأتطرّق لها بعد قليل وقد تثبّتنا من مضمونها، كل ذلك يؤكّد هذا المعنى، وهذا ايضاً ينسجم مع التسليح والتدريب والهيكليات والتشكيلات والهرمية أي أنّ هناك ميليشيا مقاتلة، هذا الذي دائماً ما يردد على مسامعنا المنظمات العسكرية خارج الدولة، السلاح خارج الدولة، هذه واحدة من هذه الشواهد، كل الناس في لبنان تمتلك السلاح، وكثيرون لديهم ميليشيات، هذه قصّة حلّ الميليشيات سالفة، العشائر لديها سلاح، والعائلات لديها سلاح، ونرى السلاح الخفيف والمتوسّط والثقيل، في العزومات والافراح والاستقبالات والمشاكل بين القرى والعائلات، هذا كله مغفول عنه وهناك من لا يرى غير سلاح المقاومة التي تدافع عن لبنان وتواجه “إسرائيل”، هذا دعوه جانباً ، ولذلك ضمن هذه الفكرة، هم ليس لديهم مشكلة أن يفتعلوا أحداث حتى لو أدّت إلى مواجهات دموية، ويحدث إطلاق نار ويسقط شهداء وضحايا من الطرفين لأن هذا يتم توظيفه في خدمة الهدف، حتى لو كانت ستجرّ نحو صدام عسكري واسع، حتى لو جرّت حرب إليها، هم لا مشكلة لديهم في هذا الموضوع. اسمحوا لي أن أتحدّث اليوم بكل صراحة، هذا الخطاب للشعب اللبناني عموماً لأن مصيرنا واحد وبلدنا واحد ولكن أيضاً لأهلنا المسيحيين خصوصاً، أريد أن أُكلّمكم بصدق وإخلاص ومن القلب، لأقول لكم بكل وضوح قناعتنا وأنتم بدوركم بإمكانكم أن تناقشوا بهذا الموضوع وتشاركونا قناعتكم أو لا، البرنامج الحقيقي لحزب القوات اللبنانية هو الحرب الأهلية، لأن الحرب الأهلية هي التي ستؤدي إلى تغييرات ديموغرافية تحصر المسيحيين – مثل الأحلام السابقة – في منطقة معينة لإقامة كانتون مسيحي وإقامة دولة مسيحية وفيتو مسيحي يهيمن عليها حزب القوات اللبنانية، ولا مكان فيها لأحد آخر، هذا رأينا وتحليلنا وقراءتنا لكل التجربة الطويلة مع حزب القوات والمسار الذي يسلكه حزب القوات.
حسناً، يمكن أن يأتي أحد ويقول أننا نتجنّى عليهم، حسناً هم في الـ 2017 ولا أُريد الحديث عن أيام زمان، عرضوا خدماتهم للدخول في حرب أهلية في لبنان مع الوزير السّبهان السعودي المعروف، وسمعت منذ مدّة أنه موقوف أو معتقل، أنا غير متأكد لكن ورد هكذا خبر أنه الآن قيد التحقيق، لأن هناك مئات الملايين اعطيت له لإدارة مشاريع الفتنة في لبنان وفي العراق وهو قام بنهبها. على كلّ، عُرضت خدمات الحرب الأهلية في الـ2017 عندما تم سجن رئيس الحكومة الأسبق الرئيس سعد الحريري وهذا معروف في البلد، يومها رئيس حزب القوات اللبنانية أول من خرج وقال: بما أنّ الرّجل (سعد الحريري) استقال، فليباشر رئيس الجمهورية العماد عون بالقيام باستشارات وتكليف رئيس جديد للحكومة، مستعجل عليه كان! هذا أول غدر بحليفه، حليفه الذي أخرجه من السّجن، غدر به في تلك اللّحظة، بعض حلفاء الرئيس الحريري سكتوا، قد لا يكونوا طعنوه في الظّهر لكنهم خذلوه، حسناً من الذي قام يدافع حينها عن الرئيس سعد الحريري، فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون، رئيس مجلس النواب نبيه بري، حزب الله وجزء كبير من قيادة تيار المستقبل، جزء من قيادة تيار المستقبل أيضًا جلسوا جانبًا، وخذلوا رئيسهم. كلنا جميعا رفضنا واعتبرنا أنّ هذه ليست استقالة لا نقبل هذه الاستقالة ليأتِ إلى لبنان يقدّم استقالته، هذه استقالة تحت الضغط ربّما هذا الموقف فاجأهم وعمل جهد كبير ليبقى الرئيس سعد الحريري رئيس حكومة حتى يتاح له العودة إلى لبنان وإطلاق سراحه، هذه حقائق كلّها معروفة.
من الذي غدر بالرئيس سعد الحريري؟ من الذي كان يريد تأجيج الوضع باتجاه صدام داخلي؟ من الذي عرض خدماته على السبهان حتى يفتعل حرب أهلية؟ معروف. رئيس حزب القوات اللبنانية، لكنّ الأداء الذي جرى من فخامة الرئيس، ودولة الرئيس بري، ومن حزب الله ومن أغلب قيادات تيار المستقبل هي التي فوّتت هذه الفرصة. في جلسات داخلية حصلت قبل أشهر، وهذه سأعود إليها بعد قليل. وأنا تأكدت ولا أريد أن أتّهم وأظن ذهبت وتأكّدت من مصدر واثنين وثلاثة وتوثّقت من الموضوع إنّه يحرض بعض الحلفاء القدامى تفضلوا لنقم بمواجهة عسكرية مع حزب الله لأنّه نحن أقوياء حسب تعبيره، نحن الآن القوات اللبنانية أقوى مما كانت في زمن بشير الجميل، وحزب الله الآن أضعف ممّا كانت عليه منظمة التحرير في زمن بشير الجميل، وفي ظل الوضع الاقليمي الآن حزب الله ضعيف، فهذه فرصتنا نفتح معركة مع حزب الله، طبعًا لم يحصل تجاوب معه هذا سأعود إليه بعد قليل.
ما أودّ قوله هذه العقلية عقلية أنّ المسيحيين يبقون دائمًا قلقين خائفين مذعورين وجالسين على سلاحهم وأحيائهم ومناطقهم، الكلام بلغة الحرب وخطوط تماس زمن الحرب الأهلية التي لم يكن لدينا علاقة بها، هذه كلّها لغة الحرب الأهلية القديمة التي القوات اللبنانية لا تستطيع الخروج منها في الوقت الذي الناس يعيشون مع بعضهم بأمن وسلام وتواصل وتزاور وبلديات تعمل مع بعضها وقوى سياسية منفتحة على بعضها …إلخ. هم مصرّون على هذا التقسيم، وهذه الأدبيات وهذه اللغة لغة الحرب الأهلية القديمة يستحضرونها بشكل دائم هذه العقلية التي حضّرت المسرح لأحداث يوم الخميس. في يوم الخميس هناك تفاصيل حتى لا نغرق بالتفاصيل. من حضّر المسرح لهذه المجزرة ولهذه الجريمة ولهذه الأحداث؟ هي هذه العقلية وهذه الثقافة وهذه القيادة وهذه الإدارة لأنّه قبل ليلة كلّنا سمعنا رئيس هذا الحزب ماذا قال؟ وكلنا عرفنا هناك ناس يقولون لنا ألم تعرفوا؟ نعم عرفنا أنّه بمنطقة عين الرمانة وفرن الشباك وبدارو وغيره هناك استنفار واستدعاء عناصر للقوات اللبنانية وسلاح بالسيارات وسلاح بالشقق .. إلخ. لكن الآن نحن أخذنا تطمينات تحدّثنا مع الجيش، وتحدّثنا مع الأجهزة الأمنية وأخذنا تطمينات. هؤلاء يا أخي قلقون “مدري شو” هذا جهد احترازي، وسأعود لاحقًا للتفاصيل نحن من طالبنا الجيش بالإنتشار بكثافة بكل هذه المنطقة.
هذه الثقافة التي لاحقًا عاد وعبّر عنها رئيس الحزب، وهو منتشي ومنتفخ ومعتبر نفسه عمل إنجاز عندما تحدّث عن ميني 7 آيار مسيحي. وثم جاء “بدو يكحلها عماها”، أُنظروا كلّ اللبنانيين خصوصًا المسيحيين ضعوا كلمة ميني 7 آيار مسيحي، وكيف ما فسرتوها يُدان فيها حزب القوات ورئيس حزب القوات كيفما فسرتوها. لا أريد الدخول بالتفسير، وليس شغلتي جيب النصوص تبعه وفسرها له. لكن أنا أعتبر كلّ ما صدر عن رئيس هذا الحزب وعن مسؤوليه وعن نوابه، وما عملوه خصوصًا يوم الخميس هو تبنّي كامل للمعركة. هم فتحوا معركة، هم ارتكبوا مجزرة وتبنّوها. في اليوم الثاني بدأوا يصلحون ويعالجون رأوا القصة كبيرة والقصة خطيرة ولا تقطع بهذه الطريقة في اليوم الأول شوي سيطلقون المفرقعات أنّهم حقّقوا انتصار، وقاموا بميني 7 أيار مسيحي وهم صدوا وواجهوا، عن ماذا يتحدثون؟ عن وهم لأنّهم جاؤوا وحرّضوا كلّ أهل المنطقة، وقالوا لهم غدًا هناك اجتياح لأحيائكم، وهناك احتلال لأحيائكم واعتداء عليكم. الجيش موجود الجيش يحمي الكل نحن سلّمنا رقابنا ودمائنا وأرواحنا يوم الخميس للجيش اللبناني وللدولة اللبنانية.
سيخرج جزء من جمهورنا ويقول يا سيد هذا صح هذا خطأ هذا الذي جرى ألستم دائماً تقولون لنا الدولة، نحن عندما نقوم بتظاهرة في قلب الضاحية نقوم بإجراءات أمنية، ليس فقط انضباط لكن نظرًا لحساسية المنطقة واحترامنا لمشاعر أهلنا وجيراننا، نحن لم نقم باجراءات أمنية بالمعنى الوقائي، نحن سلّمنا رقابنا ودمائنا للجيش اللبناني وللأجهزة الأمنية.
إذًا هم من حضّروا هذا المسرح، وهم من أخذوا إلى هذا الحادث وفي المقطع اللاحق سأتحدّث بالتفاصيل. هذه المشكلة الآن التي تحتاج إلى حلّ هذا اللغم الذي استطعنا استيعابه يوم الخميس. لكنّه لغم يمكن أن ينفجر بأيّ لحظة وفي أي منطقة من المناطق، وبأيّ وقت من الأوقات لنتحدث بكلام مسؤول وله علاقة بمصيرنا كلّنا جميعًا كشعب لبناني. هذا الموضوع أودّ الدخول لمعالجته هنا عندما قلت سأتحدّث بعناوين.
النقطة الأولى أو العنوان الأول أريد من كلّ الشعب اللبناني أن يسمعني، لكن بهذا المقطع أودّ من أهلنا المسيحيين في لبنان الإصغاء لي. أنا أودّ أن أؤكّد لكم إنّ محاولة تقديم حزب الله كعدو، هذا وهم وخيال وكذب وافتراء وظلم وتجنّي. حزب الله ليس عدو للمسيحيين في لبنان ولا حركة أمل عدو للمسيحيين في لبنان. ولا الشيعة في لبنان عدو، ولا المسلمين عدو نحن خيارنا جميعًا أن نعيش سويًا. ومنذ أغلق باب الحرب الأهلية الناس يعيشون سويًا مع بعضهم البعض، لكن أنا أودّ أن أركّز على حزب الله بالإستدلالات لأنّ التركيز على حزب الله.
أنا أولًا أريد أن أقول لكم هذا ليس صحيحًا، هذا كذب وافتراء وظلم ليس له أي أساس من الصحة. أنا لن أتحدّث بشعارات ولا أتحدّث بنوايا مدّعاة. أنا سأستدلّ نحن أهل منطق وحجة، وبالمقابل من لديه منطق وحجة يتفضل ويقدم دليل لا يفترض نوايا.
سأكتفي بشاهدين وبمرحلتين، المرحلة الماضية عندما ظهرت داعش وجبهة النصرة والإرهاب التكفيري في سوريا ودخلوا إلى جرود عرسال والسلسلة الشرقية في البقاع، من كان حليف هؤلاء؟ من حليفهم؟ من صديقهم؟ من كان يدافع عنهم؟ من اعتبرهم ثوار؟ ومن تمنّى لهم أن يحكموا في سوريا وينتصروا في سوريا؟ من أرسل لهم مال وسلاح وتموين وغداء وغطاهم حزب القوات اللبنانية وآخرون؟
هؤلاء كانوا يشكّلون تهديدًا على كل الشعب اللبناني، وعلى سوريا وعلى المسيحيين خصوصًا نذهب إلى سوريا أيّها المسيحيون في لبنان يمكنكم إذا كنتم منصفين، وإن شاء الله غالبيتكم الساحقة منصفة. يمكنكم سؤال أهل مدينة ربلة في القصير، ويمكنكم سؤال أهالي دير عطية، ويمكنكم سؤال أهل بلودان، ويمكنكم سؤال أهل معلولا المسيحيين، يمكنكم سؤال الكنائس والأديرة في سوريا الذي دافع عنها الجيش السوري نحن كنا معه، ويمكنكم سؤال الرهبان والراهبات ورجال الدين المسيحيين، كيف تصرّف حزب الله مع كلّ هذا الوجود المسيحي؟
إذا جاء أحد يريد أن يقول حزب الله عدو للمسيحيين، ويريدون أن يجتثهم من لبنان ومن الشرق ومن المنطقة ومن.. ومن..، وليذهب ويسأل هذا واقع. من حافظ على وجود المسيحيين في سوريا؟ الجيش السوري وحزب الله وحلفاؤه؟ أو القوات اللبنانية وحلفاؤها الإقليميون والدوليون والمحليون؟ أجيبوني. يوم ما كانت داعش وجبهة النصرة بجرود عرسال والسلسلة الشرقية، وكانت تهدّد كل البلدات المسلمة والمسيحية. من كان مع أهل البلدات المسلمة والمسيحية في بعلبك الهرمل؟ ومن كان مع الثوار بين هلالين الموجودين بالجرود؟
حزب الله كان مع المسيحيين والمسلمين، وحزب القوات اللبنانية مع الثوار بالجرود صح أو لا؟ أتحدّث عن تاريخ ما زال موجودًا، ولا أتحدّث عن مئة سنة. أنا لن أتحدّث عن الماضي، لكن سأتحدّث عمّا شهدناه أنا وأنتم جيلنا وجيل الشباب الذين بعدنا. من الذي دافع عن المسلمين والمسيحيين في بعلبك الهرمل؟ أهل المنطقة من مسلمين ومسيحيين وحزب الله “معليش” ولاحقًا جاء الجيش اللبناني، معليش لأكن صادقًا بعدين، لنكن صادقين لأنّه كان ممنوع الجيش اللبناني، ممنوع أن يدافع، وممنوع أن يدافع، وممنوع يطلق نار، وممنوع أن يردّ جنوده وضباطه وقوى الأمن، وممنوع أن يستعيد أجساد شهدائه، وممنوع ممنوع بقرار سياسي أمريكي وغيره. وهذا موضوع شريك فيه حزب القوات اللبنانية، ما الذي دفع الخطر عن هذا الوجود المسيحي في بعلبك الهرمل والبقاع؟ القوات اللبنانية؟ أم حزب الله؟ هذا عنوان ولا أحتاج أن أفصّل أكثر لأنّه هذا كلّه شهدتموه جميعًا وشاهدتموهم.
خيرة شبابنا وإخواننا استشهدوا بهذه المعارك من شباب البقاع، وشباب الجنوب، ومن شباب جبيل وكسروان، والشمال، والضاحية، وبيروت، وجبل لبنان عندما نأتي بأسماء الشهداء عدد كبير من الشهداء ومن خيرة الشباب، ومن أجمل الشباب هم استشهدوا هم يدافعون عن المسلمين والمسيحيين، وعن كل اللبنانيين المقيمين في هذه المنطقة.
أعود قليلا للماضي الذي عشناه معكم عام 2000 وقبل الـ 2000 بقليل لا يقول أحد السيد يربّح المسيحيين جميلة، لا لا أربّح أحد جميلة هذا ديننا وأخلاقنا، وإلتزامنا، وثوابتنا، ومشروعنا وسلوكنا لكن نحكي وقائع حتى نواجه التضليل. عندما بدأ الاسرائيلي ينسحب من خط الساحل ومن شرق صيدا، كلّنا نعرف ما الذي جرى، وعندما انسحب الإسرائيلي لاحقًا من جزين. وهنا انا أعرف بجو البلد أنّه بين إخواننا وأصدقائنا في التيار الوطني الحر، وإخواننا بحركة أمل، هناك جو سلبي لكن الحقائق يجب أن تقال كما هي. يومها المقاومة الذي كان ومازال الأساس فيها حزب الله وحركة أمل كان يمكنها الدخول إلى منطقة جزين، ونحن لدينا قرى هناك شيعية وقريبة وجوار… الخ.
لم نفعل ذلك يومها، اتفقت أنا ودولة الرئيس نبيه بري وصار تواصل بين قيادتي أمل وحزب الله ممنوع وجود مسلّح من حزب الله أو حركة أمل أن يدخل إلى كلّ منطقة جزين، وهنا لا أتحدّث عن المدينة عن المنطقة والقضاء ممنوع. أكثر من هيك ممنوع دخول مدني، ممنوع أن يرفع علم أمل وحزب الله احترامًا لمشاعر المسيحيين حتى يبقوا في جزين في قراهم، ولا يغادروا ولا يشردوا هذه حقيقة أم لا؟ حتى دخل الجيش وقوى الأمن ومسكوا المنطقة، ونحن وقتها قلنا للجيش أي شخص يدخل مسلح أو يحمل علم اعتقلوه، هذا كان موقف مشترك من حزب الله وحركة أمل.
في كل مكان حضر فيه حزب القوات اللبنانية كان يؤدّي إلى حرب وإلى تهجير المسيحيين، وفي المكان الذي كنا معنيين به حزب الله وحركة أمل بقي المسيحيون بكرامتهم وبيوتهم وأموالهم ولم يمسهم أحد، ويقترب منهم أحد. وحتى العملاء سلّمنا ملفهم للقضاء اللبناني، وحتى الآن هناك الكثير من عوائل الشهداء عندنا يقولون أنتم تساهلتم وتهاونتم، لا نحن اشتغلنا صح. مضى على عام 2000 والانجاز والانتصار عام 2000 21 سنة، وأقول لكم ما عمل في عام 2000 صح.
جاء آيار 2000 كثير من العملاء بالشريط الحدودي كانوا مسلمين ومسيحيين، وهناك ببلدات مسلمة ومسيحية وتورّطوا بدمائنا وبأعراضنا وسجنونا بالخيام، وعذّبونا وعذّبوا أخواتنا واعتدوا على أعراضنا. مع ذلك ما الذي جرى بـ 24 و25 آيار 2000 بالشريط الحدودي؟ من دخل الشريط الحدودي؟ كانوا حزب الله وحركة أمل والحزب القومي السوري وبقية الفصائل التي كان لها علاقة بالمقاومة. هل قُتل أحد؟ هل أُحرق بيت أحد؟ هل هناك دير اعتدي عليه؟ هل هناك كنيسة اعتدي عليها؟ هل نهب مال؟ أبدًا لم يحصل شيء.
في الوقت الذي ترك فيه الاسرئيلي الناس وغادر وفرّ. كل من تمّ توقيفهم سُلموا للجيش اللبناني، أليس هذا منطق الدولة الذي تتحدثون عنه؟ هل منطق الدولة كلام وادعاءات أو ممارسة؟ لم نحاكم أحد حتى من قتلنا لم نحاكمه، ولم نقتله، ولم نقيم محاكم ميدانية. الكل يعرف أنّه بعد انتصار المقاومة الفرنسية أعدموا 10000 عميل فرنسي، ولم يكونوا لا دولة ولا قضاء. محاكم ميدانية المقاومة الفرنسية أعدمت 10000 عميل فرنسي بتهمة العمالة لقوات الاحتلال الألماني. نحن صوص لم نقتل، صوص لم نقتل، لم نحاكم أحد ولم نعدم أحد، ولم نصادر مال أحد.
حزب الله وحركة أمل هذه حقائق أم لا من هو عدو ومشروعه في نخاعه الشوكي اجتياح المسيحيين وإزالة المسيحيين واجتثاث المسيحيين جاءته فرص تاريخية كان لديه حجة ولا أعظم. هؤلاء عملاء “إسرائيل” قصوهم اجتثوهم لم نتصرّف هيك. بالعكس نحن تصرّفنا بكل إنسانية وبكل أخلاق، وهذه أخلاق نبينا وهذا ديننا. أليس الدين المشوّه تبع حلفائكم الذين أنتجوا لنا داعش والتكفيريين والوهابيين. هذا مقطع ومن يومها من عام 2000 إلى اليوم، هذا الجنوب أهل جزين، أهل شرق صيدا، القرى المسيحية مرجعيون، حاصبيا، وبنت جبيل الناس تعيش أمن وأمان وأهل وقرايب وجيران وحبايب، 21 سنة لم يتعرّض أحد لأحد. لم يعتدِ أحد على أحد، ولم يظلم أحد أحد. يحصل حادث فردي في أي مكان يحصل.
حتى القوات اللبنانية اليوم أين هم موجودون؟ موجودون بالقرى في قضاء بنت جبيل ومرجعيون وحولنا ومعنا وبيننا، هل قرّب أحد على أحد؟ أنّك قوات لبنانية وأنت تاريخك كذا.. وكذا.. وكذا..، ولا أريد فتح ذلك التاريخ. أبدًا كل الناس تعيش مع بعضها بالبقاع بعلبك الهرمل، القوات اللبنانية في القاع، والقوات اللبنانية بدير الأحمر، والقوات اللبنانية برأس بعلبك، والقوات هل قرّب أحد عليهم؟ من عشرات السنين يعيشون بالوقائع.
إذًا أيها المسيحيون في لبنان، كل واحد من حزب القوات اللبنانية أو غيرهم لكن الآن تركيزي على حزب القوات، ورئيس هذا الحزب يودّ أن يقدّم لكم حزب الله وحزب الله وأمل والشيعة حتى عموم المسلمين أنّهم خطر وجودي اجتياح واجتثاث. غدًا كلما بدك تعمل احتفال وتمشي بشارع المناطق المسيحية بتعبيرهم ستستنفر، ويرسل مندوبين من عنده من معراب، ويدير ويجيّش هذا ظلم وهذا اعتداء وهذا افتراء ولغم كبير بالبلد.
أنا بنهاية هذه النقطة حتى انتقل للعنوان الآخر أودّ أن أقول لكم إنّ اكبر تهديد للوجود المسيحي في لبنان هو حزب القوات اللبنانية ورئيس حزب القوات اللبنانية، أكبر تهديد لأمن المجتمع المسيحي هو هذا الحزب ورئيسه أكبر تهديد. إذا وجدتم أيضًا تهديد ثاني وثالث ضعوهم، لكن أنا أقول لكم هو الرقم1 أكبر تهديد. اقرأوا التاريخ القريب، وانظروا للحروب التي افتعلوها وخاضوها. طبعًا ولا حرب انتصروا بها، نتائج هذه الحروب تهجير المسيحيين وتدمير قراهم وكنائسهم وبيوتهم وتغيير ديمغرافي، هذا حصل؟ أم لم يحصل؟ لكن هذا كان كلّه بخدمة الكانتون وهذا المشروع ما زال قائمًا.
أنا لا أودّ الحديث عن التاريخ، لكن سأتحدث عن التاريخ القريب والجرائم، وما الذي حصل داخل المجتمع المسيحي ومن قتل ومن اغتيل من ضباط ومن رهبان ومن سياسيين وعقلية الهيمنة والسيطرة والتفرد والدكتاتورية، هذا كله تعرفوه أكثر مني لأنّكم عشتوه. أيضًا أكبر تهديد لماذا؟ لأنّه ذهب وتحالف مع داعش والنصرة، ومن سمّاهم المعارضة في سوريا.
أود أن أسألكم سؤالًا، لو هؤلاء نجحوا وسيطروا على سوريا أين كان المسيحيون في سوريا؟ هل يمكن لأحد أن يجيب؟ الكبير والصغير ليجيب. أنا أجيبكم ما كان بقي مسيحي في سوريا ولا كنيسة، ولا دير ولا رجل دين ولا بطريرك ولا مطران ولا رجل دين ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا ابدا، هؤلاء لو إنتصروا في سورية وموجودين في الجرود في جرود عرسال، هل كانوا سيكتفون بسورية؟ دولة الخلافة السوداء الذين أنزلوا خريطتها ولبنان من ضمنها، خرجوا يقولوا: لم يكلفكم أحد لتدافعوا عنا وتقاتلوا بدل منا، وإذا أتت داعش الى لبنان سنُقاتلها نحن، أنتم حزب القوات اللبنانية كم تتحملون في وجه جبهة النصرة؟ اسألونا نحن، نحن من قاتلنا في سورية، أنت على من تقيس هؤلاء؟ على كل هذا تفصيل، التحالف مع هؤلاء هو تهديد عظيم جداً للمسيحيين في سورية وفي لبنان، أكثر من ذلك، حلفائه الدوليين والاقليميين هم الذين صنعوا ومولوا من 2003 العمليات الانتحارية في العراق التي كان يقوم بها التكفيريون الوهابيون، كانت تديرهم المخابرات السعودية التي هي حليفة حزب القوات اللبنانية، لم تترك لا مسجد ولا حسينية ولا مدرسة ولا شيعي ولا سني، وأيضا لم تترك كنيسة ولا مسيحي، اذهبوا وأنظروا الى عدد المسيحيين الذين تم تهجيرهم من العراق، أين بقي مسيحيين في العراق؟ من هجرهم من العراق؟ الشيعة؟ السنة؟ الأكراد؟ الدولة العراقية؟ الجيش العراقي؟ أو المجموعات التكفيرية الارهابية الوهابية؟ التي اغلب الانتحاريين كانوا فيها سعوديين، والتي كانت تُديرهم المخابرات السعودية، هؤلاء حليف القوات، هذا يشكل تهديد للوجود المسيحي في العراق وسورية ولبنان، هو وحلفائه الاقليميون والدوليون. العنوان التالي، وأختم هذا العنوان لأقول، هذا عقلهم، وهذه ثقافتهم وهذا مشروعهم وهذا هدفهم وهذا ما يعملون عليه في الليل وفي النهار، الذي قاموا به نهار الخميس كانوا يريدون ان يقوموا به فيما مضى، ويمكن ان يقوموا به في أي وقت، ولذلك اليوم يوجد مسؤولية على الجميع، أعود الى المسؤولية في الأخير، اذا خلاصة العنوان الأول، أيها المسيحيون في لبنان نحن لسنا تهديد ولسنا عدو ولا خطر بالعكس نحن عامل إيجابي وسأتكلم بذلك في العنوان اللاحق، وإذا يوجد أحد ويوجد أحد هو اكبر تهديد للوجود المسيحي وللأمن المسيحي ولسلام المسيحيين في لبنان وبقاء المسيحيين في لبنان، هو رئيس حزب القوات وحزبه.
العنوان التالي: نحن كل فرصة لفتح حوار وتلاقي من بداية حزب الله رغم أنه لم نكن معنيين بالشؤون الداخلية، أو تعاون او تفاهم مع أي طرف مسيحي في لبنان نحن كنا دائما نندفع وإيجابيين وحريصين على العلاقة، قبل ال2005 كان لدينا علاقات وصداقات قديمة مع أوساط مسيحية، وقت أحداث 13 تشرين الجميع يعرف ماذا كان موقفنا في تلك الأحداث، يوم الذي خان وطعن في الظهر حزب القوات اللبنانية، خان من؟ خان التيار المسيحي الأكبر والجيش الذي كان أغلب المسيحيين يؤمنون به، حسناً، في 2005 بعد التطورات التي حصلت في ال2006 حصل تطور مهم جدا أسمه الانفتاح بين حزب الله والتيار الوطني الحر، وإلتقينا انا وفخامة الرئيس ميشال عون في كنيسة مار مخايل والآن أنه تقدير الهي أو إتفاق، على كل حال كله أتى ليصب في خانة ان نلتقي في الكنيسة “كنيسة مار مخايل” الذي هم في أدبياتهم خطوط تماس و 6 شباط، حسنا، عملنا تفاهم، نحن اعتبرنا يومها أننا إنفتحنا على أكبر تيار مسيحي، لأنه هذ هي الحقيقة، على التيار الذي لديه أكبر تمثيل مسيحي، لديه أكبر عدد نواب مسيحي، رغم ان الجميع تحالفوا عليه، ومن جملتهم نحن في التحالف الرباعي، هل تريدون شفافية أكثر من ذلك؟ لأنه نحن في التحالف الرباعي لم يكن هناك علاقة بيننا وبين التيار في الأصل، كانت بدايات تواصل، وكان همنا الأساسي هو منع الفتنة الشيعية السنية بأي ثمن، وهذا الذي كانوا يعملون عليه القوات اللبنانية في وقتها، على كل، مع تيار بهذا الحجم من التمثيل نحن إنفتحنا ووقعنا ورقة التفاهم، وبعض بنود التفاهم نحن في الحقيقة كنا نُطمئن المسيحي أكثر ونراعي حليفنا المسيحي أكثر، وأن هذه بداية الطريق، حسنا، وبنينا عليه، وسأتي لاحقاً على ذكر على بعض الذي عُلق عليه، ولكن أول من وقف في وجه هذا التفاهم وطعن فيه وشوهه وخونه، من كان؟ حزب القوات اللبنانية ورئيسه، من 6 شباط 2006 الى اليوم قبل ما أدخل الى الاستديو، الهجوم على التفاهم بين التيار وحزب الله، من قبل قيادات ومسؤولي حزب القوات اللبنانية، بصراحة لماذا؟ هو لا يقبل الآخر، وهو لا يريد حوار مع الآخر، وهو لا يريد المسيحيين والمسلمين أن ينفتحوا على بعضهم، لا يريد المسيحيين والشيعة من بين المسلمين ان ينفتحوا على بعضهم، لا يريد الناس أن تطمئن بعضها الى بعض وترتاح بعضها الى بعض ولا يريد أن تنسى خطوط التماس، ولا يريد أن تنسى الجبهات والمحاور، ويعيد ويذكر فيها وبأساميها، لأن تفاهم مار مخايل كان يعني إلغاء خطوط التماس ليس من الأرض لأنها لغيت من الارض، بل من الوجدان والعاطفة والذاكرة، لنبدأ بالشيء الذي أسماه الرئيس عون وقتها بالسلام الداخلي، هذا كان سببه، والى اليوم من يومها لليوم كل شيء باستطاعة حزب القوات اللبنانية أن يقوم به لكي يسقط هذا التفاهم وينهار ويلغى وينشطب قاموا به، طبعا لم يصلوا الى نتيجة، لم يتركوا مشكلة، حتى يوجد مشاكل قبل ما يخلق التيار الوطني الحر وقبل ما يخلق حزب الله وقبل ما تخلق حركة أمل، موجودة ألغام، دمامل قديمة، مثل مواضيع العقارات مثلا في جبيل وكسروان وفي السلسة الغربية وفي عيون أرغش، ولا أعرف أين، كل ملف يستطيع ان يفتحه ليثير الحساسية والخلاف والخصام بين المسيحيين والمسلمين وخصوصا الشيعة، قام به، من ال2006 الى اليوم، حسنا، انظروا الى سلوكنا في المقابل، عندما حصل تفاهم معراب، هل نحن تكلمنا كلام ضد هذا التفاهم؟ أبداً، بالعكس نحن تكلمنا كلاما إيجابيا، نحن قلنا أنه أي تعاون بين شرائح لبنانية وقوى سياسية لبنانية، أي هدوء في الساحات، أي طمأنينة في الساحات هذا ينعكس على كل البلد، ونحن لم نتكلم ولا أي كلمة ولا بذلنا أي جهد حتى يخرب تفاهم معراب، ولم نكن معنيين في هذا الموضوع نهائيا، لأنه نحن جديا في لبنان نريد سلما أهليا وجديا نريد أمان وأمن، وجديا نريد أن تتعاطى الناس مع بعضها وتنفتح على بعضها.
على كلٍ، حسناً، انا أقول حزب الله ليس فقط لا يشكل تهديدا بل هو عامل ايجابي بالنسبة للوجود المسيحي، أيضا لأنه أطلنا في الكلام ولا زال هناك الكثير من النقاط الأخرى، شاهدان أو ثلاثة، اولاً بعض القيادات المسيحية تقول مثل الرئيس عون وأمس الوزير جبران باسيل، وآخرون يقولون هم ضمانتهم هي الدولة، هذا صحيح، وأنا أقول لكم الدولة هي ضمانة كل اللبنانيين، في الاقتصاد والسلم والأمن الداخلي وفي السيادة و..و..و..و..و..و.. وهي الضمانة، حسنا، نريد حضور مسيحي قوي وحقيقي في الدولة، ما هو المطلوب؟ الحفاظ على المناصفة، نحن نحافظ على المناصفة، كل المسلمون يحافظون على المناصفة، لست أقول فقط نحن الشيعة، لكن لمعلومات الجميع في لبنان عندما فتح لاحقاً بحث المثالثة، وصرنا نُتهم نحن الشيعة أنه نحن نريد مثالثة ولا نريد مناصفة وضحت أنا وسأعيد وأوضح وأذكر، أبدا لا حزب الله ولا حركة امل ولا المجلس الشيعي ولا عالم دين شيعي ولا زعيم شيعي ولا أحد شيعي تكلم بالثالثة، المثالثة فكرة طرحها الفرنسيون في زمن رئاسة جاك شيراك على الإيرانيين، والإيرانيون سألونا عنها، ونحن تواصلنا مع الرئيس بري حتى نعطي جواباً مشتركاً وكلانا رفضنا فكرة المثالثة، رغم إذا نتكلم بالمحاصصة الطائفية نعم الشيعة مصلحتهم المثالثة، والسنة مصلحتهم المثالثة، لكن مصلحة لبنان المناصفة، نحن قطعنا، ولم نتكلم ولم نربح أحد الجميل ولم نأتي على سيرة الموضوع، ولم نبيعها لأي أحد، وبقينا نائمون على الموضوع لوقت تكلم بها غيرنا لكي يتهجم علينا في موضوع المثالثة، هذا شاهد، شاهد آخر، أهم شيء في الحياة السياسية في البلد هو قانون الانتخاب، لأن قانون الانتخاب هو يوصل الذي يوصل الى التمثيل، التمثيل النيابي هو الذي يؤدي الى مجلس نيابي، المجلس النيابي هو الذي ينتخب رئيس الجمهورية وهو يسمي رئيس الوزراء وهو يعطي الثقة وهو السلطة التشريعية وهو.. وهو.. وهو.. وهو..، اذا المدخل لصحة التمثيل وصوابية التمثيل للمشاركة السياسية الحقيقية في الدولة ومؤسسات الدولة هو قانون إنتخاب، حسناً كان يوجد قوانين إنتخاب، نحن كمسلمين قانون ال 60 ليس من مصلحتنا، لعيون حلفائنا المسيحيين أمل وحزب الله مشوا بقانون ال 60، نحن بعض حلفائنا سبونا لأننا مشينا بقانون ال 60، نحن رأينا أنه يوجد مصلحة اكبر، بعد كل هذ الأحداث طمأنة أهلنا المسيحيين أنه نحن وإياكم نريد أن نكون شركاء، هذا القانون يوصلكم الى التمثيل الحقيقي؟ إتكلنا على الله فلنذهب الى قانون ال 60، حسنا بعد ذلك عندما وصلنا الى طرح تعديل قانون ال 60، لأن قانون ال 60 حقق تمثيلا أفضل ولكن ليس تمثيلا كافيا، طرحوا وقتها القانون الأرثذوكسي، كل طائفة تنتخب نوابها رغم انه يوجد محاذير ويوجد خطورة، هل قبلنا نحن؟ وأيضا الرئيس نبيه بري قبل، الذي نسف القانون الارثدوكسي والذي لاحقا ساهم في تبديل بعض المواقف هو حزب القوات اللبنانية، نحن بالعكس نحن أيدنا وذهبنا لنسوق للقانون الارثذوكسي وندافع عنه، لأن حليفنا المسيحي قال لنا: إذا كنتم تريدون ان تساعدوننا لكي يحصل تمثيل مسيحي كامل وصافي، القانون الارثذوكسي، الناس تقول تسألنا، نحن ماذا فعلنا؟ نحن لا نربح جميلة، نحن نقول ماذا فعلنا فقط، حسنا، قانون الانتخاب في انتخابات العام 2018، والذي أوصل الى أفضل تمثيل للمسيحيين في لبنان، في تاريخ قوانين الانتخاب بإجماع المسيحيين، اليوم التيار يريد هذا القانون والقوات تريد هذا القانون والمردة تريد هذا القانون وكل المسيحيين يريدون هذا القانون، حسناً هذا القانون لولا حزب الله وحركة امل هل كان ليحصل؟ يوجد قوى سياسية من المسلمين لم تكن تريد اصلا النسبية، نحن بذلنا جهداً لكي نقنعهم لكي نمشي في هذا القانون، واليوم، المغتربون يريدون أن يقترعوا، فليقترعوا ولينتخبوا، النواب ال 6 الذين مفترض انه موجودون في القانون، نحن مع تطبيق القانون، إذا هذا يريح المسيحيين ويجعلهم مطمئنين ويشعرون أنهم شركاء، إذا نحن كلا، نحن ليس فقط لسنا عدوا ولسنا خطرا بل نحن عامل إيجابي مهم جدا في هذا الموضوع، حسنا بتشكيل الحكومات والتمثيل المسيحي في الحكومات، كل هذا معروف، في إنتخاب رئيس الجمهورية، حسنا نحن إلتزمنا ووفينا، لكي لا يقول أحد بأنني أُربحه جميلة، أبدا نحن قمنا بواجبنا ولا نربح جميلة لأحد وهذا وفاء، نحن بموضوع إنتخاب الرئيس ميشال عون إعتبرنا ان لديه تمثيل مسيحي كبير جدا وهذا في هذه المرحلة يطمئن المسيحيين انهم هم شركاء، رغم أن بعض أصدقائنا وحلفائنا كان لديهم موقف مختلف وتعرفون هذا الموضوع، حسنا، يمكنكم ان تسألوا فخامة الرئيس ورئيس التيار الوطني الحر، هل نحن وضعنا شروط؟ عندما وقفنا مع فخامة الرئيس سنتين ونصف، القوات ينتقدوننا بها، هل وضعنا شروط على فخامة الرئيس؟ شروط سياسية أو إدارية او ظائفية ؟ قلنا له مثلا أننا نريد الوزارات التالية او الموظفين؟ أبدا ولا شرط، حتى عندا راجعونا، سألوننا أيعقل ما فعلناه، ولا شرط؟! ولا شيء؟ نعم ولا شرط، نحن إعتبرنا ان في هذا مصلحة للبلد وهذا وفاء والقصة قائمة على الثقة وعلى الاحترام، هذا الذي حصل معنا في انتخابات الرئاسة، ولكن ماذا فعل حزب القوات؟ عندما يأس وعندما خاف أن يأتي الوزير سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ركض لكي يقوم بتفاهم معراب، وعندما تم تفاهم معراب أخذ حقه، طلب حقه، عندما يقول لك بأنه هو من اتى بالرئيس ونحن، أنت قمت ب business ، هنا أيضا للإنصاف لكي يتكلم الشخص للتاريخ وأنا أعرف انه للأسف الشديد يوجد حساسية مفرطة في السنوات الاخيرة بين التيار الوطني الحر وبين تيار المردة، ولكن أنا لأنني أحب الوفاء وأحب الاخلاق أريد أن أذكر أيضا أنه الوزير سليمان فرنجية بموضوع الانتخابات الرئاسية وقف معنا نحن، نحن الملتزمون بإنتخاب الرئيس العماد عون، وقاتع جلسات الانتخاب بمجلس النواب وقال لنا بأنه لا يذهب إذا لم نذهب نحن، في الوقت الذي لو ذهب به هو ومع بعض الحلفاء الآخيرين أكيد كان سليمان فرنجية الوزير كان ليكون رئيسا للجمهورية، هذا لا يجب ان يُنسى، هذا موقف أخلاقي كبير جدا جدا جدا، وكبير معنا نحن أيضا، حسنا بينما أنت كيف تصرفت؟ على كل، خلاصة هذا العنوان لأقول، نحن عامل إيجابي، أريد أن أقول أكثر من ذلك، أمس يوم الخميس يا اهلنا المسيحيين الكرام في لبنان، يوم الخميس وقبل الخميس وبعد الخميس في كل يوم إذا اعتدت القوات اللبنانية علينا وقتلتنا في الشارع “وضبضبنا” شهدائنا وجرحانا وصبرنا، نكون بذلك نحافظ على الوجود المسيحي ونكون عامل إيجابي لأنه نفوت الحرب الأهلية الذي حزب القوات يريد وقودها أن يكون مسيحيين وأحياء المسيحيين وقرى وبلدات المسيحيين.
النقطة التي تليها، حسنا، أنا أنصح حزب القوات ورئيسه التخلي نهائيا عن فكرة الاقتتال الداخلي والحرب الاهلية، هنا أسمعوني أريد أن أتكلم بوضوح ويمكن أول مرة اتكلم بهذا الاسلوب، أنصحهم وأتمنى المسيحيين في لبنان أن ينصحوهم، المرجعيات الدينية والسياسية والنخب، وهم كثر، ينصحوهم لحزب القوات اللبنانية ولرئيس حزب القوات، أي عمل يؤدي الى إقتتال داخلي يجب أن يشيلوه من رأسهم، أي عمل يؤدي الى حرب أهلية بمعزل لخدمة من، زعامته، حزبه، دولة اقليمية، أو دولة خارجية، يجب أن يشيل هذا من رأسه، لأنه هو يحسب خطأ، ما أريد ان أتكلم به الآن هو توصيف وهو لمنع الحرب الأهلية من أجل سلامة البلد ومن اجل السلم الأهلي ومن أجل الأمن والامن والاستقرار، من أجل أن لا يخطأ أحد، أعود إلى الجلسة التي هو كان يحرض فيها بعض الحلفاء، حلفائه السابقين، انه تفضلوا أن نواجه حزب الله ولنفتح معركة، وأنا تأكدت من هذا المضمون، لو ما أنا متأكد ما كنت لأبني عليه موقف، ماذا قيل، قيل ثلاثة أمور، أولاً، أن القوات اللبنانية الىن هي أقوى من زمن بشير الجميل، وأن لديه 15 ألف مقاتل جاهزون، وهذا إعتراف بوجود هيكلية عسكرية وسلاح ومليشيا، ثانياً، أن حزب الله أضعف من منظمة التحرير في ذلك الوقت، ثالثاً، أن حزب الله الآن في المنطقة ضعيف وهذا وقت أن نخلص من هذه القصة. حسنا، أنا أقول لك، انت حساباتك خاطئة، مثل ما كانت حساباتك خاطئة في كل حروبك، التي خرجت منها خاسرا، أولا في المنطقة لم يأتي يوم منذ سنة 1982 التي تأسس فيها حزب الله كان حزب الله قويا فيه مثل اليوم، وأنا أعرف عن ماذا يتكلم؟ معنا الاقليم والدول ودورنا الاقليمي وأنا انسان متواضع، هم بماذا يوصفون حزب الله وماذا يسمونه، أنا لا أسميه هكذا، أنا أقول مؤثر أقليمي ولكن هم يسمونه أكثر من ذلك بكثير، في حسابات الاقليم والمنطقة أنت مخطىء 100 %، حسنا، بقصة أ|نه القوات الآن أقوى من زمن القوات بشير، هنا أنا لا أعرف، هذه لا يمكنني أن أعلق عليها، النقطة التي تليها، أنه حزب الله أضعف من منظمة التحرير، أنت مخطىء كثيرا كثيرا كثيرا، جدا مخطىء، وحساباتك خاطئة، وإذا كنت باني معركتك على هكذا حساب فأنت مخطىء، أريد أن أقول لكم شيء، لحزب القوات اللبنانية ورئيس حزب القوات اللبنانية، من أجل إذا كنت تريد أن تحضّر الى حرب أهلية وإذا كُنت تريد أن تفرضها علينا، لكي تكون حساباتك صحيحة، ”ليك وليكو” أنا لن أتي لأقول لكم جمهور المقاومة ولا حلفائنا في حركة أمل كم لديهم ولا بقية الحلفاء، ومن حزب الله لا أريد أن أعد، أنا مضطرعد، لا أريد أن أعد لا الأنصار ولا المؤيدين ولا المحبين وعندما أدخل الى الحزب لا أريد أن أعد الطلاب ولا المهن الحرة ولا النقابات ولا التنظيم النسائي ولا المؤسسات المدنية ولا الكشاف، لأنه يوجد بينهم شباب، ولا.. ولا.. ولا..، أنا حابب بس أن تأخذ علم بهذا الرقم، وأنا أول مرة مضطر أن أَكشف هذا الرقم لأمنع الحرب الأهلية، وليس لكي أهدد بحرب أهلية، انتم تعرفونني أنا لا أتكلم بشيء غير موجود، أنا حتى في الحرب النفسية أنتمي إلى مدرسة تقول أن الكذب لا يخدم في الحرب النفسية، الصح والصدق هو الذي يخدم في الحرب النفسية، أنظر فقط حزب الله الهيكل العسكري الذي فيه ونحن لا ننكر أن لدينا هيكل عسكري، ولدينا سلاح ولدينا إمكانات، فقط حزب الله، وأتكلم فقط في الرجال، وفقط باللبنانيين، الذين هم لبنانيين منذ أكثر من 100 سنة وليس فقط منذ 10 سنوات، مدربين ومنظمين ومهيكلين ومسلحين وأصحاب تجربة وأصحاب روحية ولو أشير، ليس إذا أمروا، ولو أشير لهم ان يحملوا على الجبال لأزالوها، أكتب عندك 100 ألف مقاتل، 100 ألف مقاتل، يجب أن تعرف أنه مريم فرحات المرأة المظلومة وحسن مشيك ومصطفى زبيب وحسن نعمة وعلى إبراهيم ومحمد السيد ومحمد تامر عندما نتكلم عن الجميع نتكلم بأكثر من 100 ألف مقاتل، أنت مع من تريد أن تدخل في حرب أهلية؟ مع من تريد أن تقوم بإقتتال داخلي؟ إلى أين تريد أن تأخذ البلد؟ هؤلاء الـ100 ألف مقاتل مع سلاحهم المتنوع والمختلف هؤلاء لم نجهزهم لحرب أهلية ولا لإقتتال داخلي، هؤلاء جهزناهم للدفاع عن بلدنا، ونحرر أرضنا، لكي نحمي مياهنا ونفطنا وغازنا الذي يسرق أمام أعين اللبنانيين، هؤلاء جهزناهم لكي نحمي مدننا وقرانا في بعلبك الهرمل من مسلمين ومسيحيين، هؤلاء جهزناهم لكي نحمي كرامة وسيادة بلدنا من كل عدوان وإرهاب، ليس للقتال الداخلي، ولذلك لم نستخدمهم في القتال الداخلي، قُتلنا في خلدة وضبينا حالنا، وقُتلنا يوم الخميس وضبينا حالنا، نحن أبدا ليسنا ضعفاء، ولسنا عاجزين، ولا خائفين ولا مرعوبين، نحن حساباتنا صحيحة، نحن لدينا ثوابت وأهداف وقضية ورسالة ودين وأخلاق وقيم، لذلك في هذا الموضوع أقول لحزب القوات اللبنانية في المباشر ولرئيسه، لا تخطئوا الحساب، إقعدوا عاقلين، إقعدوا عاقلين، وتأدبوا أيضا، وتأدبوا، وخذوا عبرة من كل حروبكم وخذوا عبرة من كل حروبنا، أقلكم هذا الكلام لكي أختم بهذا العنوان كله، وأقول اليوم يوجد مسؤولية، مسؤولية على الدولة اللبنانية، وعلى المرجعيات الدينية وخصوصا المسيحية، وعلى الشعب اللبناني وخصوصا المسيحيين، أن يقفوا في وجه هذا القاتل المجرم السفاح التقسيمي، والذي هذا مشروعه وهذا هدفه وهذا برنامجه، حتى يمنعوا حربا أهلية، وإقتتال داخلي ويثبتوا سلما أهليا، حتى يثبتوا سلاما في البلد.
المقطع الثاني، نأتي قليلا الى الاحداث التي حصلت، نحن في سياق إعتراضنا على أداء وسلوك المحقق العدلي والذي سأعود له في المقطع الثالث وأختم، حسنا، وصلنا الى مكان سأتكلم عنه بعد قليل، ذهبنا الى المؤسسات الدستورية، الى القضاء، الى مجلس الوزراء، وصلنا في الأخير إلى أنه لا يرد علينا أحد، إتفقنا نحن أي حركة امل وحزب الله أنه نريد أن نقوم بتجمع سلمي رمزي أمام قصر العدل، منذ سنة وكم شهر، وأيضا منذ 17 تشرين أي سنتين ونرى العالم كلها تتظاهر وتعتصم وتحتج وتسبنا وتشتمنا وتسب نساءنا وأمهاتنا وأعراضنا وتعلقنا على المشانق وتحرق صورنا، ونحن ساكتون، هل أطلقنا على أحد؟ أقصى شيء ممكن في مكان ما، هناك من غضب وتضارب، بوكس أو عصي أو حجر، ولكننا لم نقتل أحد، نحن يحق لنا مثل بقية الناس، وهذا ليس بتحريض، نحن نريد أن نُعبّر عن موقف ونريد أن نتظاهر أمام قصر العدل، ولكن بعضهم يقول لنا بأننا مخطئون، كيف تنزل الى الأرض؟ كيف تتظاهرون؟ يا أخي البلد كله مظاهرات، كلها إعتصامات، وهذا حقنا الطبيعي، ومع ذلك، هذه تفاصيل ولكن من الجيد ان يعرفها الناس في البلد، شكلنا لجنة مشتركة نحن وأمل، وإتفقنا، أولا، العدد، فليكن 2000 الى 3000، ومحامين نخب شباب طلاب، أن لا نقوم بدعوة شعبية، كل الناس تعرف إذا أصدر حزب الله وحركة امل بيانا مشتركا بالمظاهرة، كل العالم تعرف أين يصبح البلد؟ حسنا، عدد محدد، وقسمنا العدد بين بعضنا أيضا، ثانيا، لا نريد أعلاما حزبية، لا حزب الله ولا حكرة أمل، إذا كنتم تريدون ان ترفعوا علما ما فلترفعوا العلم اللبناني، ثالثا، جلسنا لنكتب الشعارات التي يجب ان تقال على الميكروفون وإتفقنا عليها وشطبنا، لكي لا يجتهد احد بالشعارات، حسنا، شكلنا لجان إنضباط ولم نحمل سلاحا ولم نقم بإجراءات أمنية، سلمنا الموضوع في الكامل للجيش وللأجهزة الأمنية، لان المنطقة منطقة حساسة، هذه ليست في قلب حارة حريك، ولا في قلب النبطية ولا في قلب بعلبك، هذا كله قمنا به، والعالم تجمعت أمام قصر العدل وقالت شعارات وكان الوضع على ما يرام، وإتفقنا حتى الوقت، وبلغنا للدولة أنه سقفه ساعة، الناس تتكلم وتقول هذه الشعارات وتردد وبعد ذلك نمشي ولدينا موقف وعبرنا عنه، لا نريد أن نقتحم مكان ولا نريد أن تحرق ولا نريد ان نضرب ولا شيء على الاطلاق، حسنا، آخر مجموعة كانت تريد أن تذهب من الطيونة على قصر العدل وفي الطريق حصل إشكال ما، فلنفترض أنه يبدو في التلفاز، حصل شعارات مخطئة، أنا لا أجامل، الشباب أُستفزوا خطأ، الذي إستفزهم أخطأ، وهم أُستفزوا، أو إذا هم أستفزوا هم أخطأوا، بعد ذلك بدأ يسقط شهداء من طرف واحد، يقول لك إشتباك؟ إشتباك من يا حبيبي؟ يعني كل المسؤولين، البيان الصحيح هو الذي صدر في البداية عن قيادة الجيش وعن وزير الداخلية، هذا الصحيح، بعد ذلك، حصل مداخلات، أين يوجد إشتباك؟ يوجد من قُتل، سقط شهداء وسقط جرحى، والشهداء الذين سقطوا في البداية هم إخواننا في حركة أمل، حسنا، حدث حالة رعب في الشارع وأعداد كبيرة من الناس لجأت إلى المباني، يوجد إطلاق نار وبقوا ساعات الجيش اللبناني واللجان المشتركة أمل وحزب الله يتعاونوا لكي يستطيعوا أن يسحبوا العالم ويختبئوا في المباني، رجعت الناس الى الطيونة، بقي إطلاق النار، حسنا هنا الجزء الأول، الأجهزة الامنية بالإجماع معطياتها التي أبلغتنا إياها وقتها والشباب الذين كانوا على الأرض أن هؤلاء قُتلوا بلا نقاش برصاص القوات اللبنانية، هناك من يقول أن ننتظر التحقيق لا مشكل في ذلك، نحن بإنتظار التحقيق في كل هذه القصة، الناس إنكفأت، ذهبت الى بيوتها وأتت بالسلاح، وبدأت بإطلاق النار على مبنى او مبنيين يعتقدون أن إطلاق النار يخرج منها، هنا الجزء الثاني، أنا برأيي في الأحداث يوجد جزئين، الجزء الاول الى حين سقوط الشهداء والجرحى والبلبلة التي حصلت، والجزء الثاني هو بعد البلبلة عندما حملت الناس سلاحاً وبدأت بإطلاق النار والعالم مدهوشة، الجيش اللبناني منتشر بكثافة ومع ذلك لا زال يوجد إطلاق نار على الناس، هنا يوجد إلتباسات، يجب أن يذكرها التحقيق ويُجيب عنها بشكل واضح وحاسم.
حسناً، بالنسبة لهذا الموضوع أنا أريد أن أعقّب بعدة نقاط للشعب اللبناني وللمسؤولين في لبنان وخصوصاً للجمهور المباشر، جمهور المقاومة، جمهور أمل وحزب الله.
النقطة الأولى، نحن متفقين أننا نريد تحقيقاً حقيقياً وتحقيقاً جدياً وتحقيقاً سريعاً، لا يبقى أسبوعين وثلاثة وشهرين وثلاثة، نحن نريد جميعاً كلبنانيين ومنهم نحن المقتولين ظلماً نريد أن نعرف هؤلاء الشهداء وهؤلاء الجرحى وهذه المجزرة كيف حصلت!؟ وننتظر التحقيق.
ثانياً، نريد محاسبة المسؤولين الذين قتلوا والذين اعتدوا على الناس وقتلوهم وجرحوهم وظلموهم. هذا بالنسبة لنا محسوم.
النقطة الثالثة، تم تداول فيديو يُظهر أن أحد الجنود يطلق النار على محتجين أو على متظاهرين، ويظهر للوهلة الأولى وواضح أنهم مدنيين ولا يحملون الشباب السلاح، فقتل من قتل وجرح من جرح. قيادة الجيش اللبناني على أثر توزيع هذا الفيديو أصدرت بياناً أن هذا الجندي هو تحت التحقيق وبحضور القضاء المختص وسيكون موقف حاسم وجازم، ممتاز وهذا ما نحن نريده. حسناً، التحقيق من المفترض أنه سيظهر أن هذا الجندي تصرف فردياً أو بأوامر؟ سواءً فردي أو بأوامر يجب أن يُحاسب المسؤول عن قتل هؤلاء الشهداء أياً كان، كبيراً أو صغيراً، وهذه المسألة لا يوجد تسامح فيها على الإطلاق، وأول أحد لا يجب أن يتسامح فيها هو قيادة الجيش اللبناني.
هنا سأدخل إلى نقطة حساسة قليلاً وأعرف أن بعض المشاعر يمكن – الآن الجرح حامي – لا تتحمل هذا الكلام، لكن نحن ليس عملنا أن نتحدث عن ما يحبه الناس ولا يحبه الناس، نحن عملنا أن نتحدث المسؤولية التي يجب أن نتحملها بالدنيا وبالآخرة سنجيب الله عليها. بعدما انتشر هذا الفيديو حصلت أجواء كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي، أنا أريد أن أثبت مبدأً، أريد أن أقول: مؤسسة الجيش اللبناني بالنسبة لنا بالرغم مما حصل وحصل سابقاً وسابقاً وسابقاً، يعني هذا ليس بإدعاء، نحن في 13 أيلول 1993 الجيش اللبناني أطلق النار علينا، في حي السلم الجيش اللبناني أطلق النار علينا، على مستديرة مار مخايل الجيش اللبناني أطلق النار علينا، هذه الحقيقة أنضحك على بعض!؟ مع ذلك – الذي أقوله له سياق تاريخي – نحن هذه المؤسسة يجب أن نكون جميعاً حريصين عليها، حريصين على بقائها، حريصين على قوتها، حريصين على وحدتها، حريصين على تماسكها، حريصين على موقعها عند الناس، ليس لسواد عيون “فلان” أو “زيدان” أو “علتان”، وإنما لأن وجود مؤسسة الجيش ووحدة مؤسسة الجيش وتماسك مؤسسة الجيش هي الضمانة الوحيدة – صدقوني ليس نحن الضمانة الوحيدة – هي الضمانة الوحيدة لوحدة لبنان، هذا الجيش إذا فرط هذا البلد يذهب إلى الحرب الأهلية وإلى التقسيم، مشكل صغير يأخذ إلى حرب أهلية، للأسف، للأسف، لا أُهوّل على أحد. الأمن والسلام في لبنان ووحدة لبنان مرهون بالدرجة الأولى بهذه المؤسسة، لذلك لا أحد يأخذنا يا إخواني ويا أخواتي ويا جمهور أمل وحزب الله ويا محبي المقاومة، لا أحد يأخذنا على المشكل الذي بالأصل أميركا تريده، الشيطان الأكبر تريده، “إسرائيل” تريده، اليوم اسمعوا المسؤولين الإسرائيليين ماذا يقولون؟؟ يراهنون على هذا القتال الذي تريده القوات اللبنانية ولاحقاً أقول الشواهد، التصريحات، مشروع القوات اللبنانية الحقيقي هو جر حزب الله والجيش اللبناني إلى صدام، لأن هذا المشروع الأميركي والإسرائيلي وآخرين، هذا ليس معناه أنه إذا ضابط أو جندي أو قائد كبير أو صغير في الجيش اللبناني ارتكب خطأ أو جريمة يجب أن نسامحه، لا أبداً، لكن يجب أن نضع دائرة على الخطأ، نضع دائرة على الجريمة ونطالب فيها بالتحقيق ونطالب فيها بالمحاكمة ونطالب فيها بالمحاسبة من أجل تصويب الأمور، ليس أن نذهب على ايجاد عداء وتحريض واستفزاز ويصبح هناك مخاوف أنه يمكن أحد غداً هذا الحاجز للجيش اللبناني وهذه النقطة هذا يطلق النار وهذا يرمي “فرقاعات” وهذا يسيء، أبداً، هذا الموضوع ممنوع وغير جائز وحرام، كل ضباط وجنود الجيش اللبناني من كل الطوائف، الجيش اللبناني هم إخواننا وأهلنا وأولادنا وهم الضمانة وجزء من المعادلة الماسية التي نحن متمسكين بها ولا أحد يستهزئ بهذا الموضوع، نحن عندما نقول متمسكين بها لا يغيب عن بالنا أنه نحن ذُبحنا في 13 أيلول 1993 عند جسر المطار، نحن لسنا أناس نظريين ولا ادعائيين، هذه وقائع عشناها نحن وإياكم. لذلك القضاء هو الذي يجب أن يُكمل ويشتغل شغله والتحقيق والمحاكمة والمحاسبة، هذه هي ضمانتنا. هذا المسار الذي نسير به هو مسار صحيح، الآن يسألون – لا بأس سأجيب على الأسئلة – أنه يا أخي نحن قُتلنا في خلدة – قُتلنا في خلدة صحيح – لكن جئنا من أول يوم وقُلنا أنه على الدولة اللبنانية أن تتحمل المسؤولية، نحن لم نترك دم إخواننا على الأرض أبداً، الدولة اللبنانية، الجيش اللبناني، القضاء اللبناني فليتحمل مسؤوليته، بالفعل نحن عندنا معلومات قدمناها للأجهزة الأمنية، الأجهزة الأمنية عندها معلومات جمعوا ملف عند مخابرات الجيش، اعتقلوا مجموعة كبيرة، داهموا مجموعة كبيرة، هناك أناس لاحقاً سَلموا أنفسهم، هناك أناس سُلموا من قبل جهات سياسية مشكورة، في التحقيق أنا أظن أنه تقريباً انتهى التحقيق وخلال أيام قليلة الأمور ذاهبة إلى المحاكمة، هناك 18 موقوفاً ذاهبين إلى المحاكمة، هناك أناس خرجوا لأنه ليس لهم علاقة، ونحن لا نريد أن نبتلي أحداً، نحن نريد الناس الذين اعتدوا فقط، لا نريد لا ابن أخيه ولا عمه ولا أبيه ولا جده، نحن لسنا كذلك، نحن أهل دين وقرآن يقول “ولا تزروا وازرة وزر أخرى”. حسناً، هذه محكمة ستحصل بعد أيام، لأنه أنا وعدت أن هذا الملف سأتابعه أنا شخصياً وأنا تابعته شخصياً، غداً المحكمة ستقول هذا قتل، هذا جرح، هذا أطلق النار، هذا بريء، هذا اعتدا، جيد. يومها أيضاً أنا قلت – في لقاء داخلي وبعد ذلك سُرب – يا أخي إذا الدولة والجيش والمخابرات والقضاء اللبناني لم يتحمل مسؤوليته لكل حادث حديث ونحن لا نترك دم إخواننا على الأرض وكل العالم تفهم ما المقصود بهذا الكلام، والآن بهذا الموضوع نفس الشيء، بخصوص الشهداء السبعة، المسار الصحيح يا أهلنا ويا أهالي الشهداء والجرحى وجمهورنا وأناسنا، المسار الصحيح هناك قضاء، هناك تحقيق، بمعزل عن الملاحظات عن القضاء، هناك تحقيق، نحن نواكب نحن وإخواننا في حركة أمل نواكب لأنه نحن الاثنين مقتولين ونحن الاثنين مجروحين ونحن الاثنين مظلومين، ساعة بساعة ويوم بيوم، التحقيق يصل إلى مكان كل شخص يحمل مسؤولية عن هذه الجريمة سيجد جزاؤه على المستوى القضائي، إذا القضاء سيّس، لعب، خبأ، غطى، أو التحقيق أو ما شاكل نحن عيوننا مفتوحة وإذا الناس لم تحاسب لكل حادث حديث ونحن لا يبقى دم شهدائنا على الأرض، لا أختنا ولا إخواتنا، لا يبقى دم شهدائنا على الأرض.
المقطع الأخير واعذروني قد أطلت عليكم قليلاً لأنه حدث كبير وخطير ومفصلي، موضوع المرفأ والتحقيق والقاضي والذي حصل حتى الآن. أيضاً هناك مجموعة أسئلة تطرح على مواقع التواصل الاجتماعي، في الخطابات السياسية، في التواصل معنا، سأجيب عليها بدون هذا سؤال وهذا جوابه، سأعطي الأجوبة فتعرف الأسئلة. نحن معنيين بهذا الملف، ملف التحقيق بالمرفأ، أولاً لأننا نعتبر كل الشهداء شهداؤنا وكل الجرحى جرحانا وكل البيوت بيوتنا، هذا بالمعنى الوطني، بالمعنى الخاص نحن عندنا شهداء وعندنا جرحى من حزب الله، لكن بالنقطة المهمة جداً أنه من أول لحظة نحن تم استهدافنا إعلامياً وسياسياً وتتذكروا لا يوجد داعي أن أعيد، لذلك نحن حريصون جداً جداً جداً جداً جداً جداً على معرفة الحقيقة فيما حصل في هذا التفجير، الموضوع يعنينا جداً، لأنه هناك أحد يقول لنا يا أخي لا القاضي الأول ولا القاضي الثاني اقترب منكم، لا أحد اتهم حزب الله، لا أحد رفع دعوى على نائب منكم أو على وزير منكم ولا على مدير منكم لماذا تحملون السلم بالعرض، أليس هذا السؤال موجوداً؟ الآن أًصبح أقوى بعد المجزرة. نحن أولاً جداً معنيين بمعرفة الحقيقة لأن هناك 200 شهيد، هناك آلاف الجرحى، هناك أحياء دمرت، لا يمكنني أن أقول ليس لي علاقة، إذا لم يقترب صوبي فليس لي علاقة، ما هذا المنطق!؟
ثانياً، نحن عندما نرى أن مسار التحقيق ذاهب إلى مكان غير الحقيقة وغير العدالة حتى لو لم يكن هناك أحد من حزب الله متهم، أيجوز لنا أن نصمت!؟ للذين يسألونا لماذا تتكلمون، أنا أسألكم لماذا أنتم صامتون؟ عندما نأتي ونذكر الملاحظات تقولون لنا صح، نقول استنسابية تقولون صح، هناك مخالفات بالسلوك القضائي – أنا لم أتحدث عنها لأن هذا تفصيل تقني – تقولون صح، فلماذا أنتم صامتون؟ لماذا نحن نتكلم؟ الآن ذنبنا أننا نتكلم!؟ عندما شاهدنا في مسار التحقيق أن التحقيق ذاهب إلى مكان فيه استنسابية، فيه استهداف سياسي لفرقاء، حلفائنا وأصدقائنا، لكن الأهم منا ومن حلفائنا هي الحقيقة والعدالة للشهداء وللجرحى وللعائلات التي يُلعب بمشاعرها ويتم استغلالها وأول المستغلين لها هو حزب القوات اللبنانية، من أول يوم، لما حولوا حادثة التفجير من ملف وطني إلى ملف طائفي أصبح موضوع مسيحي ومسلم وساروا به في الإعلام هكذا وفي القضاء هكذا وبالإجراء هكذا وبالمتابعة هكذا، كلا نحن معنيين ومسؤولين لآخر لحظة بهذا الملف ليصدر القرار الظني وحتى يذهب إلى المجلس العدلي وحتى يصدر قرار من المجلس العدلي، خذوا علماً نحن هذا الملف لن ننكفأ عنه لحظة من اللحظات. نعم أيضاً دعوني لا أتواضع وأقول، هناك بعض الناس يعتبرونا تورطنا، لا نحن لم نتورط نحن نقوم بمسؤولية أخلاقية وسياسية حقيقية، نحن كُنا الأجرأ لأن هناك الكثير من الناس لم يستطيعوا أن يتحدثوا مثل ما نتحدث لماذا؟ لأن هناك ترهيب، من يوم الحادثة هناك ترهيب وهناك تهديد للناس أننا سنسجنكم ونجركم إلى السجن وهناك صور وأسماء وهناك أميركا وفرنسا وهناك غرب وهناك جو طائفي محتقن جداً، لا أحد يجرؤ على الكلام فنحن نتكلم، نحن نأخذ الموضوع بصدرنا، نحن نأخذ الموضوع بصدرنا حتى حقاً يعرف أهل الشهداء حقيقة الذي حصل، ولذلك هم دائماً كانوا يتواصلوا معي أقول لهم أنتم تجلسون مع القاضي فليقول لكم، لا يريد أن يقول بالعلن فليقول لكم أنتم عوائل الشهداء أنتم معنيين بالدم الذي سقط، هذه سنة وعدة أشهر لماذا لا يجب أن تعرفوا الحقيقة؟ لماذا التقرير التقني لا يصدر؟ ولذلك نحن تحملنا هذه المسؤولية وسنبقى متحملين لهذه المسؤولية.
حسناً، قالوا يا أخي أنتم لا أحد اقترب منكم ولا أحد متهمكم، أصلاً لا أحد من حزب الله له علاقة بهذا الملف، بكل صدق أقول لكم نحن عندما بدأنا نأخذ مواقف بهذه القضية لم يكن أحد قد اتهمنا ولا أحد اقترب منا ولا أحد كان يركب لنا فيلم، حتى يوم قناة الـMTV استضافت الشاهد المسكين، أهله يعرفون أنه مسكين، هو يعرف أنه مسكين، وصار يتلقن – لا أريد أن أسمي أنتم تعرفون من – يريد أن يشهد، شيء سخيف جداً، وأنا مرة تحدثت عن هذا الموضوع وقلت يا ويلاه مسكين حزب الله إذا النيترات له ليس عنده مخازن، مخازن التي يقول الإسرائيلي أنها تضم 150 ألف صاروخ ليست قادرة أن تضم ألفين أو ثلاث آلاف طن نيترات أمونيوم فليبقوا في العنبر، مسكين حزب الله ليس عنده أماكن، مسكين حزب الله ليس عنده مجاهدين، مسكين حزب الله ليس عنده شاحنات، وذهب وبحث ونزل على الميناء فصادف هذا الرجل شفاه الله وعافاه، هذا الكلام معقول!؟ بعد ذلك القاضي، المحقق العدلي كيف تصرف مع هذا الموضوع؟ بدل أن يحاسب الـMTV ومقدم البرنامج وأن هذه شهادة زور وكلام فارغ ولا يركب بمكان ولا يقبل بمكان وضعه بالملف ولذلك نعم إذا جاء أحد بعد ذلك يقول لنا يا حزب الله هناك من يركب لكم ملفاً هو له محل، هذا الذي تريده أميركا وهذا الذي تريده “إسرائيل” وهذا الذي تريده قوى غربية وهذا الذي تريده قوى إقليمية، ويُركب الملف أنكم أنتم تسيطرون على الميناء والمرفأ وأنتم تدخلون، كلام فارغ كلياً. لكن ليس هذا الذي دفعنا لنكمل، نحن أكملنا كما بدأنا تماماً، كلا لسنا خائفين نحن، أيريد أن يتهم فليتهم وليأتي بدليل، أياَ كان يريد أن يتهمنا فليقدم دليلاً، فليقدم حجة، فليقدم شهود زور هذا الموضوع لا يُخيفنا، لكن سأقول لكم اليوم، هذا قبل الخميس وقبل الكلام بمجلس الوزراء، نحن أكثر من جهة تحدثت معنا لما سمعوا ملاحظاتنا وطمنونا، قال قطعاً جزماً بالقرار الظني ليس هنالك شيء له علاقة بحزب الله، يا أخي أنتم لماذا قلقون؟ نحن لسنا قلقين، لكن هذا لا يُغير الموقف، نحن من أول يوم في الملف لليوم ولآخر يوم السبب ليس أنه يركب فيلم لحزب الله أو لا يركب فيلم، السبب أن هناك مسار لن يؤدي إلى الحقيقة وإلى العدالة وستضيع دماء الشهداء ودماء الجرحى.
حسناً، أنه اذهبوا إلى المؤسسات، ذهبنا إلى المؤسسات، لم ندع جهة قضائية إلا وتحدثنا معها وقلنا ملاحظاتنا وقالوا لنا صحيح وسنرى ماذا نفعل ولم يفعلوا شيئاً، وتحدثنا بالإعلام ولم يفعل أحد شيئاً ولم يسمع أحد ويقول لك حزب الله مسيطر على البلد والاحتلال الايراني والكلام السخيف، حزب كبير نحن وحركة أمل نتحدث مع القضاة ونتحدث مع الجهات المعنية المسؤولة بالدولة، نعم صحيح هذه الملاحظات صحيحة عجيب القاضي كيف يفعل ذلك، اذهبوا وعالجوا؟ لا أحد يرد على أحد لأنه لا أحد مسترجي أن يعالج، هنا الترهيب والتهديد، أنه إذا أحد طالب بتغيير القاضي هذا تهديد أما أميركا تهدد إذا تغيروا القاضي نُقل أنه نقطع عنكم المساعدات، أو لا أعرف من في فرنسا يطلب من مسؤولين لبنانيين أن هذا القاضي ممنوع أن يقترب منه أحد، ومرجعيات دينية وسياسية في البلد تحمي هذا القاضي فهذا القاضي ماذا يصبح، يصبح ديكتاتور، لا يعود يهمه لا قانون ولا ضوابط ولا جهات إدارية ولا ثغرات ولا استنسابية ولا تسييس لأنه معتبر الدنيا كلها معه وهناك رأي عام مجيش معه، أهذا يخدم العدالة؟ نحن ذهبنا إلى المؤسسات، لا أريد أن أعيد الملاحظات التي ذكرتها سابقاً أنتم جميعاً أصبحتم تعرفوها، لكن أريد أن أضيء على إضافة صغيرة وواضحة، على التسييس وعلى الاستنسابية، أنا تحدثت آخر مرة، أكثر أحد يتحمل مسؤولية بهذه الجريمة هم القضاة، القاضي الذي أذن بإدخال النيترات إلى المرفأ فيما يقال لأنه لولا لم يأذن كان النيترات بقيت بالسفينة وكانت السفينة ذهبت إلى مكان آخر أو غرقت في البحر. الأجهزة الأمنية الذي بعض مسؤوليها الصغار مسجونين، رئيس المرفأ المسجون، رئيس الجمارك المسجون والذين يحملونهم مسؤولية وأنا أريد أن أدافع عنهم اليوم، هؤلاء لو ما القاضي أذن يدخلوهم؟ ما كان أدخلوهم، إذاً القاضي هو الذي يحمل المسؤولية، والقاضي الذي احتفظ فيهم في الميناء، كل هذه السنين القضاة هم من يحملون المسؤولية. سؤال لكل الشعب اللبناني، هؤلاء القضاء هل قُطع لهم مذكرات توقيف مثل ما فعل برئيس الحكومة السابق وبوزراء ونواب وآخرين؟ أبداً، طُلب اعتقالهم؟ لم يطلب اعتقالهم، سُرب أنه صدر عليهم ادعاء؟ لم يُسرب، لاحقاً تبين أنه ادعاء لكن عند من؟ أنه خذوا هذا الملف يا مجلس القضاء أو يا النيابة العامة التمييزية انظروا ماذا ستفعلوا، تم التشهير فيهم؟ لا، الآن اذهبوا وأجروا استطلاع رأي عند الشعب اللبناني واسألوهم من هم القضاة الذين أذنوا بإدخال النيترات أو الذين أذنوا بإبقائها؟ فليقول أحد الأسماء، لا أحد يعرفهم، لا أحد يعرف صورهم، أهالي الشهداء ذهبوا جمعوهم وأخذوهم عند سياسيين وأمنيين احتجوا أمام بيوتهم وهم ليسوا لهم علاقة، أرأيتم أهالي شهداء ذهبوا إلى بيوت هؤلاء القضاة الذين أذنوا بإدخال السفينة وحافظوا على النيترات بالمرفأ؟ أبداً، هذا ما تسموه؟ هذا قضاء نزيه؟ هذا تحقيق نزيه؟ هذا سلوك نزيه؟ هذا يوصل إلى العدالة؟ نحن يا أخي تحدثنا مع القضاة وآخر شيء وصل بنا المطاف وذهبنا إلى مجلس الوزراء، أين نشكي؟ خاطبنا ولم يمشي الحال، على رأي أخونا “أبو راجح” “أحلى من الكل” أنه بتاريخ القضاء اللبناني ترفع دعوى تبقى جمعة واثنين وشهر واثنين وسنة وسنتين وثلاثة حتى يُجاوب عليها، بموضوع المحقق العدلي الحالي تُرفع دعوى كف يد يومين ويُجاوب عليها، يُرفع استئناف يومين ويُجاوب عليها، تذهب إلى التمييز ثاني يوم يُجاوب عليها، أف أف ما هذا النشاط؟ ما هذه الحيوية؟ ما هذه السرعة؟ ما هذا الاهتمام؟ هذا لماذا؟ هذا لأن هناك ترهيب، لم يأخذ حتى فرصة أن يُناقش، يقرأ الملف يا أخي، الاجراءات الادارية الروتينية بالقضاء اللبناني تأخذ أسابيع، 24 ساعة ويصدر القرار لماذا؟ لأن هناك سفارات وهناك مرجعيات وهناك سياسة. ولذلك نحن لم نقم بمظاهرة بمئات الآلاف، نحن لم ننزل العالم كلها إلى الشارع، نحن قمنا بتجمع رمزي وهذا حقنا الطبيعي وأقل من حقنا الطبيعي وحتى إذا طلع من عندنا شباب بهذا التجمع أو بهذا الانتقال شتموا هذا لا يسمح لأحد أن يقتلهم، أصبح لكم سنتين وثلاثة تشتمونا وتقولون كلام لا يُحمل وحملناه، فلذلك نحن ذهبنا إلى هذا المسار.
على كل حال، بهذا الموضوع الآن هو بعهدة المسؤولين، رئيس الجمهورية، رئيس مجلس الوزراء، رئيس مجلس النواب، مجلس الوزراء، رئيس مجلس القضاء الأعلى، كان هناك حجة أنه ليس هناك قضاء أعلى الآن اكتمل مجلس القضاء الأعلى الحمد لله، نحن أيضاً الليلة لكن الليلة نتحدث وبين يدينا أعزاء استشهدوا، بين يدينا عشرات الجرحى، هناك الألم والحزب دخل ليس فقط على بيوت الشهداء بل على كل البيوت، نقول يا دولة القانون والمؤسسات، أيتها المؤسسات الدستورية هذا هو حقيقة الحال تصرفوا وتحملوا المسؤولية، لا تقولوا لنا معكم حق وسنرى ماذا نفعل، انتهى، الوقت انتهى، يجب أن تعلموا، يجب أن تعالجوا هذا الموضوع لأن الاستمرار بهذا الموضوع لا يخدم البلد على الاطلاق.
الخاتمة مع عوائل الشهداء والجرحى والناس وجمهورنا، نحن بالشدائد عادة – كل الناس حتى غير المؤمنين بالشدائد يعودون إلى الله سبحانه وتعالى فكيف بالمؤمنين – نلجأ إلى الله، نلوذ به، إلى كتابه، إلى كلماته، الله تعالى يخاطبنا ويقول لنا “ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء” – مريم وإخوانها الشهداء – “بل أحياء ولكن لا تشعرون” هذا يُسلينا، هذا يُئنسنا، هذا يُريحنا، أن شهداءنا عبروا بوابة، هم لم يموتوا، هم لم ينطفئوا، هم انتقلوا من دار إلى دار، من سجن إلى قصر، “ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس” – شهداء – والثمرات – ولكن ما المطلوب؟ – “وبشر الصابرين” – ليس فقط اصبروا بل لكم البشرى إن صبرتم – الذين – من هم الصابرين الذين لهم البشرى؟ – “الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون” أولئك – هؤلاء الصابرون، هؤلاء المحتسبون، هؤلاء الذين يسلمون لأمر الله ومشيئته – “أولئك عليهم” – انظروا البركات – أولاً “صلوات من ربهم” والصلاة من الله بركة ورحمة وعطاء وجود وكرم ومغفرة ورضوان، ورحمة “وأولئك هم المهتدون”، هؤلاء هم أهل الهداية الحقيقية، الهداية ليست لقلقة لسان. أهالي شهدائنا كلهم الشهداء السبعة سمعناهم هذين اليومين وسمعهم الشعب اللبناني وسمعهم العالم، عبّروا عن صبرهم وعن بصيرتهم وعن وعيهم وعن احتسابهم وعن مسؤلياتهم الوطنية والتاريخية وكانوا بمستوى المسؤولية وكانوا بمستوى المسيرة وكانوا بمستوى هذا الانتماء، شهداء حزب الله وشهداء حركة أمل. الجمهور وتعاونه وانضباطه ولملمته للجراح وصبره رغم كل الاستفزاز الذي كمل بعد ذلك، الاستفزاز على مواقع التواصل الاجتماعي والانتفاخ الذي ظهر على جماعة القوات ورئيسهم، كل هذا قوبل بالصبر وبالبصيرة وبالحكمة وبالوعي من أجل مصلحة البلد.
الذي أريد أن أقوله لعوائل الشهداء وللجرحى ولهذا الجمهور، أولاً الاقتصاص من القتلة تحدثت عنه هذا مسار ونسير به، لكن الشيء الآخر الذي أريد أن أضيفه بختام الكلمة، هؤلاء الشهداء عندما يسقطون مظلومين هم مثل شهداء المقاومة تماماً يخدمون نفس الهدف، نفس الهدف، لكن أحياناً يكون الرد على دمائهم مختلف من أجل أن يخدم نفس الهدف، شهداؤنا في المقاومة بمواجهة العدو الصهيوني وبمواجهة التكفيريين لماذا استشهدوا؟ استشهدوا من أجل أن تعود الأرض، يعود الأسرى، يُحمى البلد، الناس تعيش في بيوتها بأمن وسلام واستقرار وطمأنينة وعز وكرامة، صحيح أو لا؟ واستشهدوا لأن هذا من أعلى المصاديق في سبيل الله، أقول في سبيل الله يعني هذا في سبيل الله وإلا الله ليس بحاجة لا لقتالنا ولدمائنا ولا لسلاحنا ولا لصبرنا ولا لدموعنا ولا لشيء، في سبيل الله يعني في سبيل عيال الله، خلق الله، أمنهم، أمانهم، سلامتهم، كرامتهم، طمأنينتهم، حريتهم، أرضهم، أموالهم، أعراضهم، سقطوا هؤلاء الشهداء وسقط لنا آلاف الشهداء وآلاف الجرحى، ليس خمسة هنا وستة هناك، نحن اليوم نريد أن نحافظ على الهدف الذي استشهد من أجله آلاف الشهداء، ما هو الهدف؟ لبنان بلد آمن، أمان، سلم أهلي، مستقر، مع محاسبة القتلة، أبداً لا أتجاوز محاسبة القتلة، أبداً، لكن الهدف الذي لا يجب أن نضيعه، عدونا يريد حرب أهلية، أميركا تريد حرب أهلية في لبنان مثل ما أشعلت حروباً في كل المنطقة، في سوريا وفي العراق وفي اليمن وأفغانستان وفي كل الدنيا تشعل حروباً أهلية، والآن تستكمل في الحروب الأهلية، داعش تشتغل بالبرنامج الأميركي في أفغانستان بلا لا نقاش فيه. حسناً، هذا الهدف الذي تحقق في لبنان اليوم على مستوى – بالحد الأدنى – في مواجهة الإسرائيلي، شهداء المقاومة إلى جانب شهداء الجيش وشهداء الشعب، هم حققوا هذا الانجاز، شهداء المقاومة إلى جانب شهداء الجيش وشهداء الشعب في مواجهة التكفيريين، هذا الأمن والأمان والسلم الأهلي والعيش المشترك عدونا يريد أن يسلبه. اسمعوا اليوم المسؤولين الإسرائيليين الذين هم قلقون من امكانية حرب معنا، وهنا نسيت أن أقول عندما كنت أتحدث عن حزب القوات وحساباتهم الخاطئة أنه إذا أشعلتم حرب داخلية وأهلية وجُرت العالم، نحن لا نريد أن نُجر، لكن لنفترض جدلاً أن العالم جُرت، من سيساعدكم؟ “إسرائيل” التي تقف على اجر ونص وتعيش قلق وجود؟ الأميركي الذي هرب من أفغانستان ويدرس كيف يذهب من المنطقة؟ أو السعودي الذي لا يعرف كيف ينتهي من مصيبته في اليمن؟ انتبهوا لحساباتكم – هذا نسيت أن أقولها في الموضوع الاقليمي. على كل حال، عدونا الإسرائيلي ماذا يقول؟ يقول الذهاب إلى حرب مع حزب الله هذا موضوع مكلف، هذا معناه أنه كل يوم يجب أن نتحمل 2000 صاروخ، إذاً الرهان على ماذا؟ على حرب داخلية، اقتتال داخلي، يا لبنانيين افتحوا أذانكم واسمعوا الإسرائيليين، تفضوا قليلاً واسمعوا ما يقول الإسرائيلي، وأول ناس يجب أن يسمع ماذا يقول الإسرائيلي هو جمهورنا.
لذلك اليوم مسؤوليتنا – هذا كلام شعبي أو غير شعبي هذا ليس الموضوع عندي موضوعي ومسؤوليتي الشرعية ومسؤولية كل الإخوان المسؤولين في حزب الله وحركة أمل وعلمائنا وقادتنا ونخبنا اليوم مطلوب صبر أكثر من أي وقت مضى وبصيرة أكثر من أي وقت مضى ووعي أكثر من أي وقت مضى وانفتاح اسلامي مسيحي أكثر من أي وقت مضى وانفتاح المناطق والمدن والأحياء على بعضها أكثر من أي وقت مضى ولملمة الجراح أكثر من أي وقت مضى، لتفويت آخر لغم أو سلاح أو عبوة أو خيار يملكه العدو.
هذا الذي أحببته أن أقوله الليلة تقبل الله شهداءكم وشافى الله جرحاكم وآجركم الله على الصبر والبصيرة، وهذا كله ستجدونه في الآخرة وبالدنيا، هذا سيُزهر نصراً لا تتوقعوه وفرج لا تتوقعوه، ولكن دعونا نُكمل مع بعضنا بهذا الوعي وبهذا الصبر وبهذه البصيرة.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.