عادت قوافل الهجرة غير الشرعية تشق طريقها في البحر والجو من لبنان وتحديدا الشمال الى اوروبا بحثا عن حياة افضل بعد التدهور السريع الذي شهده البلد على المستويات الاقتصادية والمعيشية ووسط حالة يأس تسيطر على المواطنين من استحالة حصول اية انفراجات رغم تشكيل الحكومة والوعود التي اطلقت وما تزال وهي لم تحد اقله من موجة الغلاء الفاحش..
وعلى الرغم من ان الهجرة باتت مطلب شريحة كبيرة من المواطنين الذين فقدوا الامل بدولتهم وتحديدا جيل الشباب، الا ان توجه اللبنانيين باعداد كبيرة نحو الهجرة غير الشرعية بعدما كانت حصرا بالنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين بات امرا لافتا ما يعطي مؤشرات خطيرة، وينذر بحصول كوارث كما حصل قبل فترة بعد وفاة العديد من ابناء طرابلس والشمال الذين اضطروا الى رمي اولادهم ومن مات معهم في البحر.
فظاهرة الهجرة غير الشرعية التي نشطت قبل عدة سنوات عن طريق البحر مع تعاظم المشاكل على النازحين السوريين، كانت الشمال هي نقطة الانطلاق لكل تلك القوارب، حيث سجل خلال السنوات الماضية مغادرة عشرات الاف الاشخاص من نساء ورجال واطفال وكان بعض الفلسطينيين واللبنانيين قد انخرطوا بينهم ومنهم من وصل الى حيث اراد وبعضهم حجز في معسكرات او اعيد الى بلده فضلا عن اشخاص لقوا مصرعهم.
وتحولت هذه الظاهرة الى مصدر رزق لشبكات تهريب كانت تنشط بين صفوف النازحين وفي مخيمات الفلسطينيين وبين الاحياء الفقيرة في طرابلس وبقية اقضية الشمال وصولا الى مناطق لبنانية اخرى، وقد نظمت ضدها حملات كانت تاتي غالبا بعد وفاة اشخاص او نتيجة ضغوط خارجية تطالب بضرورة الحد من هذه الظاهرة، وهو ما جعل قوافل الهجرة تتراجع نوعا ما، لكنها كانت تعود باشكال مختلفة ومنها عن طريق المطار حث كان ينقل المهاجرين اللبنانيين خصوصا بطريقة شرعية الى دول معينة قبل ان يتم تهريبهم الى اوروبا.
وتشير معلومات لـ “التحري نيوز” الى أن شبكات الهجرة غير الشرعية نشطت في الفترة الاخيرة بعد التدهور الاقتصادي الكبير الذي شهده البلد حيث عادت تلك الشبكات الى عملها لتسجل حضورا لافتا في طرابلس التي غادر منها عدد يتراوح بين 400 الى 500 شخص في اقل من شهرين وفق كل المعطيات، وان كان هناك من جزم بان معظم الذين غادروا خرجوا عن طريق المطار بطريقة شرعية حيث كان مهربين بانتظارهم لادخالهم الى دول اوروبية، الا ان المحصلة واحدة وهي الهجرة ومخاطرها، خصوصا بعد مقطع الفيديو الذي انتشر امس لشاب من طرابلس يناشد الدولة واللواء عباس ابراهيم اعادتهم الى لبنان بعد احتجازهم في بلا روسيا اثناء محاولتهم عبور حدودها من دون معرفة طريقة هجرتهم من طرابلس”.
وتضيف المعلومات “ان شبكات الهجرة تتقاضى مبالغ مالية لا باس بها تصل الى الفي دولار اميركي على كل شخص، وبعض المهاجرين قرروا بانفسهم الانتقال عبر البحر من خلال شراء قارب صيد وتجهيزه بمحرك متطور للانتقال الى قبرص وتوفير بعض الاموال، في حين ان تكلفة الهجرة عبر المطار تبقى اقل حيث يدفع المهاجر فقط ثمن تهريبه من الدولة الت يصل اليها الى اوروبا، وان كان هناك من يخاطر بمفرده دون اللجوء الى تلك الشبكات”.
وكشفت المعلومات ان الهجرة متوقع لها ان تستمر، عبر القوارب للنازيحن السوريين وبعض اللبنانيين والفلسطينيين، وعن طريق المطار طالما ان تلك الشبكات تعمل بحرية وطالما ان هناك وضع اقتصادي سيء يعيشه لبنان”.