كتبت ليا بو ضومط في موقع mtv:
يبدو انتظار فصل الشتاء، بالنسبة الى الكثير من اللبنانيّين، كمثل انتظار خطرٍ داهم. السبب هو عدم القدرة على تأمين المازوت للتدفئة بسبب الارتفاع الكبير في سعر المحروقات، الى جانب زيادة ساعات التقنين الكهربائي.
يشعر أهالي البقاع، تماماً مثل معظم سكّان المناطق الجبليّة، بثقل موسم الشتاء الذي اقترب. يقول زياد فرنسيس، الذي يقيم صيفاً وشتاءً في بلدته البقاعيّة، إنّ تقنين المولدات يفوق الـ 15 ساعة يوميّاً، في ظلّ انقطاعٍ شبه تام للتيّار الكهربائي وعدم توفّر الإمكانات لتأمين وسائل تدفئة، حتى التقليديّة منها.
يشير فرنسيس الى أنّ الكثير من الأهالي يعتمدون على المغتربين أو حتى المقيمين المقتدرين للمساعدة على تأمين المازوت مجاناً أو بسعرٍ مدعوم. إلا أنّ هذه المساعدات لا تشمل، حتماً، إلا فئة قليلة من الناس.
في المقابل، فإنّ قطع الأشجار ممنوع، علماً أنّ الحطب متوفّر ولكن بسعرٍ خيالي، إذ يتجاوز سعر طن الحطب الثلاثة ملايين ليرة، وهو رقم يفوق إمكانيّات عائلاتٍ كثيرة.
ويضيف فرنسيس: “كان كثيرون يستخدمون البوق الذي يعمل على الغاز، ولكن بسبب غلاء الجرّة الذي بلغ ١٢٠ ألف ليرة والتي ينفد غازها في غضون أيام، فإنّ عائلاتٍ كثيرة ستمضي الشتاء من دون تدفئة، إلا ما توفّر من ألبسة وحرامات”.
حالة أهالي شمال لبنان ليست أفضل. تقول الآنسة ستريدا الزريبي إنّ مولد منطقة القبيّات يقنّن ١٦ ساعة يوميًّا، ومعظم الأهالي غير قادرين على تأمين كلفة التدفئة، علماً أنّ البعض بات يعتمد على التبرّعات، تماماً كما هي الحال في بعض القرى البقاعيّة.
وترى الزريبي أنّ قدرة الناس على شراء الحطب في المنطقة ضئيلة جداً، ولهذا السبب لجأ الكثير منهم الى قطع الأشجار بطريقة عشوائيّة وغير قانونيّة.
برد هذا الشتاء لن يسلم منه الا الأغنياء في لبنان. حتى التدفئة ستصبح رفاهيّة إن لم يتمّ تأمين حلول تبدو صعبة جدّاً، كي لا نقول مستحيلة. ومن المؤكّد أنّ الضرر لن يلحق فقط بحال الناس، وخصوصأً كبار السنّ، بل أيضاً بالثروة الحرجيّة أو ما تبقّى منها.
أعان الله اللبنانيّين، وخصوصاً أبناء القرى الجبليّة.