في أحد الأحياء البيروتية، مولّد كهربائي خاص يستخدمه سكان إحدى البنايات منذ سنوات. فضّلوا “موتورهم” على فواتير أصحاب المولدات، فبذلك يعرفون “ع شو بيدفعو وقديش”.
ومع بدء أزمة المحروقات قبل أشهر، أسرع المشرف على المولد لشراء المازوت بسعر “لقطة”. فاطمأنوا الى أن مخزونهم يكفيهم للفترة المقبلة “بلا وجع راس”.
وبينما كان قسم من السكان يمضي عطلة الصيف في الجبل، تسلل السارق ليلاً الى خزان المازوت، مرة أو على دفعات، ساحباً منه ٣٠٠٠ ليتر.
اكتشف مرافق أحد سكان المبنى المسألة صدفة، عند نزوله من الجبل الى بيروت للاتيان ببعض الأغراض من المنزل. فوجد بقايا مازوت الى جانب الخزان، ليفاجأ بعد المعاينة أن المخزون “طار” ويتضح أنه سرق. اما الكاميرات الموجهة الى محيط المبنى فلم تلتقط شيئاً، لغياب الكهرباء عنها لحظة او لحظات السرقة. فالحرامي “الشاطر” استفاد من الوضع ليقوم بفعلته “ولا مين شاف ولا مين دري”.
وهكذا، فالمخزون الذي اشتراه سكان المبنى “على الرخيص” استفاد منه السارق “على الغالي”. وما على السكان الا اعادة الشراء “على الغالي”. لكنهم هذه المرة سيعمدون الى التقنين في التخزين، خوفاً من عيون السارق و”حربقته” مرة جديدة.