كتبت “الديار” تقول:تفرغ البلاد من مواطنيها الذين يهاجرون هربا من هذا الجحيم اليومي الذي يعيشونه الى دول اخرى تؤمن لهم الحد الادنى من حقوقهم التي حرموا منها في وطنهم. من سخرية القدر ان يعيش اللبناني بائسا يائسا مشردا مهجرا فقيرا جائعا في وطنه. فالى متى سيبقى اللبناني يدفع ثمن اثام سياسيين لبنانيين دمروا البلد وافسدوا مؤسساته واهدروا المال العام حتى تحول لبنان الى دولة مفلسة منهارة يصعب العيش فيها؟
ذلك ان رئيس الحكومة يتصرف بديناميكية للاسراع في ايجاد حل يخفف قدر المستطاع من حدة الازمة وعليه قرر الذهاب الى فرنسا للتأكيد على المبادرة الفرنسية وعلى الالتزام باصلاحات لا مهرب منها للحصول على مساعدات.
وكان واضحا الرئيس ماكرون عندما تحدث عن خيانات حصلت اخرت التوصل الى تسوية في لبنان ويعني هذا الكلام ان المجتمع الدولي يتعاطى بحذر مع السياسيين اللبنانيين وان الثقة لن ترمم بسرعة لان الحكومة تالفت في لبنان. انما في الوقت ذاته هناك امور معيشية انية يعاني منها اللبناني وهي ازمة البنزين وتقنين الكهرباء والمواد الغذائية وارتفاع اسعارها بشكل كبير الى جانب تقلب سعر الصرف الامر الذي يواصل تهديد الاستقرار الاجتماعي. وعليه الهم الاول للمواطن اللبناني ان تجد الحكومة حلا لهذه المسائل الذي يواجهها يوميا فهو لا يكترث للاجتماعات الدولية والاقليمية بل يريد ان يتحسن وضعه المعيشي انما حتى اللحظة لم يلمس اي تغيير او اي محاولة لمعالجة هذه الملفات. والحال ان اللبناني يريد حلحلة امور بسيطة تسهل عليه العيش في بلده دون ان يعيش الذل والارهاق والجوع والعوز. فاذا كانت الحكومة قد نالت الثقة من مجلس النواب فهذا الأمر لا يضمن انها ستحصل على ثقة الناس اذا لم تلحظ شجونهم ومشاكلهم .
من هنا، يتوجب على الحكومة ان تصارح اللبنانيين في كل ملف وتوضح لهم اي تأخير يحصل كما وضع حل للمشاكل اليومية بدلا من التعتيم وعدم التوجه بالكلام الى الشعب. وقصارى القول ان لقاء ميقاتي-ماكرون مهم ولكن الدعم الفرنسي لن يؤمن المال مباشرة ولا صندوق النقد الدولي بل الدول الخليجية التي لا تبدو علاقات لبنان معها سليمة. من هنا، يعول المواطن اللبناني على ازالة عوائق كثيرة عاشها في السنتين الاخيرتين وتفاقمت اكثر في الاشهر الاخيرة من هذه السنة في حين يعتبر ان الاجتماعات الدولية والاقليمية تأتي نتائجها وان كانت ايجابية ولكن بعد وقت طويل.
الحسم في موضوع المحتكرين والمتلاعبين بالاسعار
بموازاة ذلك، كلما اقترب موعد الانتخابات النيابية كلما سيرتفع سقف المواجهات في البلد الذي يمر بازمات استئثانية وبالتالي يجب الحسم في موضوع المحتكرين والمافيات التي تدير البلاد ولجمها وتقويض السوق السوداء. والحال ان الشعب اللبناني مل من المناكفات السياسية ولا يريد الا حلا جذريا يضع حدا لتجار الهيكل والمحتكرين والمهربين والمتلاعبين بالاسعار الذين حولوا حياتهم الى حياة بؤس.
هل لبنان على مشارف العتمة الشاملة؟
بعد التحذير من العتمة الشاملة نهاية ايلول، عرض الرئيس عون ، مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض واقع المحروقات في البلاد وانعكاساته على وضع التيار الكهربائي والإجراءات الواجب اتخاذها لإيجاد الحلول المناسبة. من جهته، قال وزير الطاقة وليد فياض ان الاوضاع على حالها سيما على صعيد المحروقات والكهرباء.
وفي ملف النفط العراقي يكشف مصدر معني للديار ان الفيول العراقي يكفي لزيادة ? ساعات تغذية ولم يكن يتوقع منه أكثر من ذلك. المشكلة هي في عدم فتح اعتماد جديد للفيول لتكون التغذية بين ? و?? ساعات يوميا بينما يتوقع ان تصل الكهرباء الاردنية عبر سوريا نهاية العام على أقرب تقدير.
ويكشف المصدر ان حزب الله في توجه بضخ كميات من المازوت بأسعار مدروسة ولو رفع الدعم وهناك باخرة ثانية ستفرغ حمولتها نهاية الأسبوع ويتوقع ان تزيد تغذية المولدات ? ساعات اضافية مطلع تشرين الأول.