الرئيس عون: مساحة لبنان تمثل اليوم مساحة العالم بوجود ابنائه في بلاد الانتشار

استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا ظهر اليوم، وفداً يمثل الكنائس الانجيلية في الولايات المتحدة الاميركية، برئاسة المطران رفول نجم، الذي تحدث في مستهل اللقاء شاكراً الرئيس عون على استقبالهم، ومعرباً عن سعادته لزيارة لبنان، وقال:”نحن قلقون جدا على لبنان الذي نحب، والذي ذكر اسمه في الكتاب المقدس 77 مرة. فلبنان بنظرنا يمثل مكانا استراتيجيا مهماً ليس فقط في منطقة الشرق الاوسط بل في العالم بأسره، ونعني ذلك من وجهة نظر روحية وليس سياسية. إننا نؤمن بشدة بأنه معقل قوي وملاذ آمن للكنيسة في الشرق الاوسط.”

أضاف:”نحن نمثل مئات الكنائس، وجئنا لنعبر عن تضامننا مع لبنان ومساعدة شعبه، وقد تمكنا بعد الانفجار المأساوي في مرفأ بيروت من جمع تبرعات سخية وارسلناها الى 256 كنيسة انجيلية في لبنان لمساعدتها على البقاء والاستمرار.”

واشار المطران نجم الى أن الوفد اتى الى لبنان محملاً بالمساعدات لا سيما ادوية ومواد غذائية والكثير من البضائع، التي وزعت في مختلف المناطق من بيروت وصولاً الى بعلبك. وأكد أن “الاهم اننا تمكنا من جمع 55 قسيساً يمثلون 55 كنيسة من مختلف الاطياف، وهدفنا الاساس هو توحيد الكنيسة في لبنان، والعمل على اساس الرحمة والمحبة للمساعدة في اعادة الاعمار. ونحن هنا لنصغي لكم لنكون صوتكم في الولايات المتحدة.”

ثم تحدث المطران جوزف ماتيرا شاكراً الرئيس عون على استقباله مشيداً بمواقف رئيس الجمهورية ومسيرته، واوضح أنه يرأس مجموعة هدفها الضغط لإحداث تغيير ، وهي على ارتباط بتحالف دولي يضم حوالي 3000 قائد شبكة، يمتد الى خمسين او ستين دولة.” وعبّر المطران ماتيرا عن اسفه لما حل بالشعب اللبناني على اثر انفجار مرفأ بيروت، وقال:”بدأنا بجمع الاموال من اجل مساعدة الشعب ونحن هنا اليوم بهدف تقديم الدعم للكنائس الانجيلية التي تشكل اقلية، وسنفعل ما بوسعنا لنقل هذه الصورة الى العالم اجمع”. ولفت الى الطبيعة الروحية لعمل المجموعة التي يرأسها، مؤكداً انها تعمل بعيداً عن اي ارتباط بكيان سياسي، والتطلع الى “ايجاد شراكات تساعدنا على تحقيق السلام للأمم، ونحن نمد لكم يدنا للشراكة والتعاون.”

الرئيس عون

ثم رد الرئيس عون مرحباً بالوفد، مثنياً على العمل الذي تقوم به المجموعة لا سيما ان هدفها مساعدة الشعب اللبناني “ما يدل على التضامن مع لبنان في ظل هذه الازمة الصعبة النتائج وبروح طيّبة تحب مساعدة الآخرين. فهذه المحبة هي من صلب الديانة المسيحية التي تعتبر ان الانسان هو انسان مهما اختلفت ديانته، خصوصاً أن لبنان هو نموذج للعيش المشترك، ويختلف عن غيره من الاعراق والشعوب والدول.”

واضاف:”لا يجب أن ننسى ان مساحة لبنان تمثل اليوم مساحة العالم بوجود ابنائه في بلاد الانتشار، الذين لم ينسوا وطنهم الام. واللبناني عبر ثقافته وحضارته، يستطيع ان يتأقلم في مختلف القارات، وذلك لأن ثقافته تمثل خُصالة الحضارات بسبب انتشاره في اصقاع العالم، واتقانه لمختلف اللغات