ألقى رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر، كلمة في مؤتمر العمل العربي الدورة 47، قال فيها: “يمر وطننا لبنان بأزمة من أسوأ الأزمات الاقتصادية والاجتماعية منذ الحرب الكونية الكبرى، جراء الإرهاب والحصار الاقتصادي الغربي والقوانين الظالمة التي تفرض على الشعوب. فوظائف العمال تلاشت والقيمة الشرائية للنقد الوطني تدهورت بحيث خسرت الأجور أكثر من 15 مرة من قيمتها، وبلغ صرف العمال في المؤسسات 50 % وباتت ظروف الحياة بائسة لبلد مرفه في الأساس، وكل ذلك ما كان ليحصل لولا العدوان الإسرائيلي الدائم على وطننا من انتهاك أجوائه ومياهه وحدوده البرية واستمرار احتلال أجزاء من أراضيه ومنعه من استثمار ثرواته”.
أضاف: “للمناسبة، نشدد على وحدتنا الوطنية وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة. وهناك حصار من كارتيلات مرتبطة بالخارج على المحروقات والغذاء والدواء، وزاد الطين بلة انفجار الرابع من آب العام 2020 الذي دمر مرفأ بيروت، وكان بمثابة قنبلة ذرية دمرت نصف العاصمة وسقط فيها أكثر من 200 ضحية وزهاء ستة آلاف مصاب وتدمرت آلاف المنازل جزئيا أو كليا، منها مقر الاتحاد العمالي جزئيا، وهنا نشكر المنظمات والهيئات النقابية التي وقفت بجانبنا لإعادة بناء ما تهدم ولا سيما منظمة العمل العربية. كل هذه العوامل أضعفت كيان الدولة، وأتت جائحة كورونا لتعطل الدورة الاقتصادية والسياحية وهي من القطاعات المنتجة جدا. بلد لا كهرباء فيه، وإن أتت فالساعات قليلة والمياه كذلك، والإنترنت ضعيف وبنية العمل غير مهيأة للعمل عن بعد”.
وتابع: “الاتحاد العمالي العام الذي لم يأل جهدا لحمل قضايا العمال العرب وعمال لبنان في مواجهة قضايا الصرف من العمل، والمشاركة في حوارات تخص التأمينات الاجتماعية وصندوق البطالة والحوارات الاجتماعية والتنمية المستدامة ومواجهة سوء عمل الاطفال وإعطاء دور كبير للمرأة. وهنا نشكر لوزيرة العمل في لبنان لميا يمين تعاونها الدائم والمستمر مع الاتحاد العمالي العام ورعايته”.
وقال: “نناشدكم اليوم الوقوف بجانب وطننا الجريح، وننظر بآمال كبيرة إلى اللقاءات القيادية العربية، لمد يد العون ومواجهة المشكلات القاتلة التي يواجهها وطننا لبنان، ولا سيما ما تقوم به الشقيقة الكبرى مصر بتوجيه من الرئيس عبدالفتاح السيسي إضافة إلى دول عربية أخرى. قرأنا تقرير المدير العام، فجاء شافيا كافيا ومتكاملا، ونحن في اتحاد عمال لبنان، نتبنى ونؤكد ما جاء في هذا التقرير الشامل، ولكن العبرة في التنفيذ وتطبيق قرارات مؤتمرات العمل العربية”.
أضاف: “الحرب على سوريا انتهت وهي جزء من معاناتنا، نظرا إلى أن اقتصاد البلدين مرتبط ببعضه. والإرهاب في منطقتنا إلى زوال بإذن الله، ونهوضنا من كبوتنا مسألة وقت. فأمة لديها كل هذه المقدرات يجب أن تتصدر الأمم في التقدم العلمي وفي رخاء شعوبها وحياة حرة أبية لا يصيبها ضيم”.
وختم: “في النهاية سيربح العمال وأرباب العمل والحكومات المعركة بالحوار البناء والتفاهم اللذين بهما تبنى الدول وتنتصر”.