مع بدء شهر أيلول، بدأ القلق يقضّ مضاجع مزارعي التفاح في لبنان الذين يعملون لسنة كاملة بهدف جني الثمار في هذا الشهر.
إلا أنّ الوضع مختلف هذه السنة، لأنّ لا شيء يمكنه التعويض على المزارعين في مختلف مناطق لبنان بعد خسائرهم المتراكمة، بفعل ارتفاع كلفة انتاج المحاصيل الزراعيّة على اختلاف أنواعها بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء مقابل تراجع قيمة الليرة اللّبنانيّة.
وموسم التفاح، يعتبر ركنًا أساسيًا في اقتصاد المزارعين وتأمين قوتهم اليومي في المناطق الجبليّة، كمختلف المزروعات: الزيتون، البطاطا، الخضار والفاكهة على أنواعها.
أبو شادي، مزارع لبناني يعيش في جرود جبيل يتحدث لـ “السياسة” عن حال القطاع قائلًا: “أكثر ما فاقم أزمة التفاح هذا العام هو سوء الأحوال الجويّة التي كانت غير مؤاتية، وشكّلت ضربة قاسية للمحصول، إضافةً إلى غلاء أسعار الأدوية اللازمة للتفاح، وهذا ما دفع بمعظم المزارعين إلى عدم شرائها، فمعظم الأسمدة والأدوية والمبيدات تسعّر على الدولار”.
للمياه أيضًا حصة من الأزمة، يقول أبو شادي: “الدني ما عَم تشتي، وأسعار الصهاريج مرتفعة جدًا وهذا يعني أنّ التفاح من دون مياه”.
هذه الأسعار المرتفعة لكلفة التفاح ستدفع بالكثير من المزارعين إلى رفع الأسعار وبحسب أبو شادي، “بلغ سعر صندوق التفاح الذي يزن 20 كيلوغرامًا حوالي الـ 150 ألف ليرة لبنانية في جرود العاقورة وهذا ما يعني أنّ سوق البيع ستكون خفيفة”.