عدلت الصين للمرة الثالثة سياسة الإنجاب بقرار من الهيئة التشريعية للبلاد حيث سمحت بموجبه للأزواج بإنجاب طفل ثالث، حيث يأتي ذلك بعد التراجع الحاد في معدل الولادات في البلد الأكثر تعداداً بالسكان في العالم.
جاء هذا التعديل في إطار إقرار عدة قوانين يوم امس الجمعة (20 آب 2021)، خلال اجتماع لمجلس الشعب الصيني، وذلك يعتبر تغييراً في سياسة البلاد المتبعة.
وفي بداية أيار، كشفت نتائج تعداد سكاني أجري عام 2020، تسارعاً أكبر من التوقع للشيخوخة في المجتمع الصيني.
والعام الماضي الذي اتّسم بوباء كوفيد-19، انخفض عدد المواليد إلى 12 مليوناً مقارنة مع 14,65 مليوناً عام 2019 حين كان معدل المواليد (10,48 لكل ألف) وهو أدنى مستوى له منذ تأسيس الصين الشيوعية عام 1949.
بعد أكثر من ثلاثة عقود من “سياسة الطفل الواحد”، خفّفت الصين قواعدها عام 2016 ما سمح لجميع الصينيين بإنجاب طفل ثان. لكن ذلك لم يساهم في ارتفاع معدل المواليد.
وهناك أسباب عدة لانخفاض معدل المواليد: انخفاض في عدد الزيجات وزيادة كلفة السكن والتعليم وتأخر النساء اللواتي يعطين أولوية أكبر لمسيرتهم المهنية في الإنجاب.
وفي الجانب الآخر من الهرم العمري للسكان، كان في الصين أكثر من 264 مليون شخص تبلغ أعمارهم 60 عاماً، وما فوق العام الماضي، أي أربعة أضعاف عدد سكان فرنسا.
في آذار، صوت البرلمان على خطة لرفع سن التقاعد تدريجياً على مدى السنوات الخمس المقبلة، ما أثار استياء جزء كبير من الرأي العام.
وتشير الإحصاءات إلى أن 12 مليون طفل ولدوا العام الماضي، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 18٪ عن 14.6 مليون طفل في عام 2019.
يشار إلى أن الصين كانت منذ الثمانيات فرضت سياسة صارمة حددت فيها نسبة الإنجاب بطفل واحد على مع فرض غرامات، وزالإجبار على الإجهاض القسري في بعض الأحيان لمنتهكي قراراتها، لكن في العام 2015 شهد تخفيفاً لهذه القواعد وسمح للأزواج بإنجاب طفلين.