فادي كرم لـ”أساس”: موقف نصرالله يكرّس المزيد من عزلة لبنان، لأنّه سيزيد الحصار الذي فرضه علينا “حزب الله” من خلال انخراطه في التهريب لمصلحة النظام السوري وتحويل لبنان جزءاً من محور الممانعة
أمين سر تكتّل الجمهورية القوية النائب السابق فادي كرم اعتبر في حديث إلى “أساس” أنّ “موقف نصرالله يكرّس المزيد من عزلة لبنان، لأنّه سيزيد الحصار الذي فرضه علينا “حزب الله” من خلال انخراطه في التهريب لمصلحة النظام السوري وتحويل لبنان جزءاً من محور الممانعة. وأيّ شركة لبنانية تتعامل بهذا النفط ستخضع للعقوبات ولن تستطيع الاستمرار، وإذا تعاملت مؤسسات الدولة اللبنانية بهذه المستورَدات من إيران، فستقع الدولة بمؤسساتها تحت سيف العقوبات، وسيزداد الإفلاس والمعاناة وخنق الشعب اللبناني”.
وقال كرم: “كان الأجدى بالسيّد حسن أن يوقف التهريب عبر الحدود مع سوريا، الذي تسبّب بهذا العقاب الذي وقع على الشعب اللبناني نتيجة تحويله رهينة في محور الممانعة، ووضع أرزاق اللبنانيين ومقوّمات الدولة بتصرّف النظام السوري. هذا ما أوصل البلد إلى هذه الكارثة الجهنّميّة”، مضيفاً أنّه “بعد وقف التهريب يجب ترشيد الدعم بحيث تبقى للشعب اللبناني المبالغ المخصّصة لمساعدته من خلال البطاقة التمويليّة”.
وأكّد كرم أنّ “إيران غير قادرة على تزويدنا بالمشتقّات النفطية، لأنّها تفتقر إليها. فهي تضطرّ إلى تصدير نفط خام، ثمّ تستبدله بالبنزين والغاز والمازوت وغيرها. وهي تمرّ أيضاً بأزمة كبيرة جداً في هذا المجال، وإذا زوّدَتنا بشيء، فهو لن يساوي واحداً في المئة من احتياجات السوق اللبناني. وإذا استطاع “حزب الله” أن يأتي ببعض البواخر، فلن تروي حمولتها عطش السوق للمحروقات. ويبقى وقفُ التهريب الحلّ العمليّ الأفضل لِمَن يبحث عن مصالح الشعب اللبناني”.
ولفت كرم إلى أنّ “توفير المشتقّات النفطية أصبح كتوفير المياه من حيث الأهميّة والخطورة. يحتاج إلى عمل يومي وخطط ودراسات وشركات تعمل على خطوط التجارة الدولية على مدار العام من غير أن تقترف ما يوجب عليها العقوبات. ولا يمكن أن تُحلّ الأزمة بالطريقة التي يتحدّث عنها نصرالله، الذي يبدو كَمَن يطبّق مقولة “دبّر راسك”، فيستفيد هو وجماعته ويرمي سائر الشعب اللبناني في المأساة والمعاناة”.
ورأى كرم أنّ “على الدولة أن تتصرّف كدولة، أو تذهب كلّ منطقة إلى تدبير شؤونها بنفسها، بحكم الأمر الواقع، لأنّ تصرّفات السيّد حسن وسياسته واستراتيجيّته وطبيعة حياته ستجعل في بلدنا طبيعتين للحياة: الطبيعة اللبنانية التي ينتمي إليها أكثر اللبنانيين، وهي استمرارية للبنان الحرّ. وفي المقابل، ستجسّد المناطق التي ينتمي إليها السيد حسن النموذج المخطوف، الذي يسيطر عليه حزب الله ويتّخذ من شعبه رهينة”.