عبوة المياه بـ15000… فهل نتوقف عن الشرب؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

لم تَسْلَم أسعار المياه المعدنية في لبنان من حفلة جنون الأسعار، التي لم تستثنِ شيئاً، فحتى الماء بات اليوم منافساً للبنزين والمازوت، لا بل يفوقهُ قيمةً.

وكم نسأل، لماذا يتوجّب أنّ يكون سعرها مرتفعاً؟ فهي بالنتيجة مياه، ولدينا فائض منها في بلادنا!

فمع الارتفاع الهائل بأسعار السلع بشكل عام، لا سيما الغذائية منها، والتي فاق ارتفاعها التصوّر، طرأت ازمة أسعار غالونات المياه، في محال تعبئة المياه بحيث وصلت الى اسعار خيالية. لكن السؤال هنا، هل يجوز للمواطن اللبناني الذي يعاني من شح في الدواء والغذاء أنّ يشتهي نقطة مياه تروي عطشه في بلد مشهور بثروته المائية بسبب الغلاء من ناحية وجشع التجار من ناحية أخرى؟ بعدما تخطت عبوة مياه الشرب ال 15000 ليرة!

وحلقت أسعار عبوات المياه المعدنية في أجواء المناطق كافة الملتهبة بارتفاع درجات الحرارة، عالياً، فخلال المواسم الصيفية، يُضطّر الناس لشراء المياه من المحال القريبة من أماكن عملهم والأسواق، الأمر الذي يزيد حتماً من أعبائهم المادية.

وعلى رغم ارتفاع أسعار المشتقات النفطية في البلاد خلال فترات وجيزة، تخطت المئة في المئة. وبالرغم من غلاء أسعارها خاصّة في السوق السوداء، الا انّ بلغ سعر عبوة المياه من فئة النصف ليتر ال 3000 الاف ليرة لبنانية، والليتر الواحد 5000 ليرة ما يعادل اليوم ضعف سعر نصف ليتر البنزين تقريباً، خلافاً للمنطق ولما كان عليه الحال قبل أزمة البلاد، حيث كانت أقل بكثير من سعر البنزين والمازوت.

وفي هذا الاطار، يشرح احد اصحاب شركات تعبئة وتكرير المياه لوكالة “اخبار اليوم”، قائلاً : صحيح أنّ ما نبيعه هو الماء الذي لا يكلّفنا شيئاً، إلّا أنّ تكاليف صيانة المعدّات وتكلفة الغالونات، وجميعها بالدولار، كذلك النقل، مضيفا:” يطيّر عمل الشهر كله” من اجل تصليح بسيط لأيّ عطل يُصيب الشاحنة.
ويفيد بأنّ المواطنين غير قادرين على شراء غالون جديد كلّ مرة، بل أصبح الناس يأتون بغالوناتهم المستعمَلة لإعادة تعبئتها، ويفضّلون تعبئة المياه أحياناً كثيرة من النبع مباشرةً.

ورداً على سؤال حول السوق المتفلت بأسعار المياه؟ يجيب: هو نتيجة لزيادة الطلب عليها بشكل كبير بالتوازي مع ارتفاع درجات الحرارة فوق معدلاتها الموسمية في مثل هذا الوقت من السنة.
وكشف انّ بعض التجار عمدوا الى بيع عبوات المياه على مزاجهم بأسعارٍ غير مقبولة خاصة الباردة منها بالتوازي مع فرض تقنين كهربائي جائر .

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة قد حذرت، انه في لبنان يتعرض أكثر من 4 ملايين شخص، بينهم مليون لاجئ، لخطر فقدان إمكانية الحصول على المياه الصالحة للشرب. فهل دخلنا فعلاً مرحلة خطر عدم توفّر شرب المياه الصالحة والغير صالحة فقط لضمان استمراريتنا وبقائنا على قيد الحياة؟