وطنية – أحيا “تجمع العلماء المسلمين” مناسبة رأس السنة الهجرية وذكرى عاشوراء بندوة فكرية حاضر فيها: الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ حسين الخشن ورئيس حركة “الإصلاح والوحدة” الشيخ الدكتور ماهر عبد الرزاق. وأدارها عضو المجلس المركزي في التجمع الشيخ حسين حبلي.
الخشن
وقال الخشن: “إن المجابهة مع الدين ومع المفاهيم الدينية في الغالب تتخذ شكلين، الأول المجابهة العلنية، إلحاد، كفر، تكذيب وهذه المواجهة هي التي ابتلي بها النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم، معركة التنزيل، كذبوا بتنزيل القرآن، ولكن ثمة شكل آخر من أشكال الفساد والإفساد والمجابهة مع الدين، وهو المجابهة الخفية والتي تلبس لبوسا دينيا والحال انها تعمل على إسقاط الدين. وهنا تكون المعركة أخطر لأنك تواجه أشخاصا يحملون عنوان الدين وشعاراته، هذه كما يصفها النبي معركة التأويل، وهي معركة خطرة وصعبة جدا، مع أشخاص قد يكونون في الظاهر من الصالحين والمؤمنين ويحملون شعارات الدين بحماسة”.
أضاف: “المعركة هنا هي باسم الدين وتوظف المفاهيم الدينية بتفسير وتحليل خاطئين لمواجهة الدين نفسه، والرموز الدينية الحقة، ولكن ما أرادته ثورة الحسين عليه السلام، فعلا وما بينته الكثير من الأحاديث الشريفة عن أبيه علي عليه السلام، أن مفهوم الاعتزال لا شرعية له عندما تكون المعركة بين الحق والباطل، فلا حياد بين الحق والباطل. عندما يكون هناك مشروع حق ومشروع باطل لا يوجد حياد. طبعا أنتم تستحضرون معي اليوم دعوات الحياد بين المظلومين المضطهدين وبين الظالمين الصهاينة المحتلين، ولو كان المسيح حيا لأخرج هؤلاء الذين يتكلمون باسمه، طردهم من الهيكل لأنهم لم يقفوا إلى جانب المظلومين، لأن لسان المسيح لسان الانتصار للمظلوم، كونوا للظالم خصما وللمظلوم عونا، هذا لسان المسيح، هذا لسان الأنبياء، فلا حياد في المعركة بين الحق والباطل على الإطلاق”.
عبد الرزاق
بدوره، قال عبد الرزاق: “إذا أردنا أن نستخلص الدروس والعبر، النبي صلى الله عليه وسلم علمنا ان الهجرة كلها عبر، ولكن أنا استوقفني درسان أو نقطتان: النقطة الاولى الثقة بنصر الله تبارك وتعالى وبوعده، وهذا ما نحتاجه اليوم، أن نثق بأن الله تبارك وتعالى نصرنا لأننا نحن معسكر الإيمان والحق، مهما فعلت قوى الشر، ومهما تسلحت واستعدت وحاكت علينا من مؤامرات، أن نضع نصب أعيننا أن الله تبارك وتعالى ناصرنا”.
أضاف: “النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي قاد جبهة المقاومة، وجبهة تحرير مكة، وقاد الجيوش وهذه الأمة وواجه. لذلك الدرس الأول علينا أن نستفيد منه هو أن الله ناصرنا، فلنطمئن أن الله معنا، ليس مع أولئك الطغاة وليس مع أولئك المفسدين في الأرض، إنما الله مع المؤمنين الصادقين. هذا وعد الله للمؤمنين، لذلك نعتبر أن إخواننا في فلسطين ولبنان والعراق واليمن، وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي معسكر واحد ضد الظلم والطغيان، هي معسكر لا تحزن إن الله معنا. نعم هذه قضية محسومة، إذا كان النصر هو من عند الله فلما نحزن ونخاف؟”.
وختم: “النقطة الثانية التي يجب أن نتعلمها في الهجرة هي التضحية، وهنا النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا درسا عظيما في التضحية، عندما يترك مكة ويتخلى عنها ويهاجر. يعلمنا أنه كان يتعلق بوطنه ويعلمنا الوطنية الحقيقية، أن نحب أرضنا ونتمسك بها، ضحى بكل شيء، وهنا يقول لنا ان الدين والحفاظ عليه أغنى من المال والأوطان والأنفس. هذه هي الهجرة التي نحن نواجه كل الناس بها، لماذا لم تهاجر حتى الآن؟ لماذا لم تهاجر من الخيانة إلى الولاء الحقيقي ومن الطعن بالأمة والتآمر عليها إلى مناصرتها وقضاياها المحقة؟”.