لبنان على “كّف عفريت”.. وميقاتي على سكة “التطيير”!

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

يجتاز لبنان محطات صعبة وفي غاية الدقة وسط ظروف إستثنائية على غير صعيد سياسي وأمني وإقتصادي.

 

فيما تصدّر خبر اطلاق الصواريخ من لبنان يوم الاربعاء تجاه  شمال إسرائيل، وما لهُ من تداعياتٍ على الجبهة الداخلية. تلا ذلك توجيه تصريحات نارية من القيادة العسكرية الإسرائيلية تهدد الدولة اللبنانية. ليبقى السؤال الأهم عن الرسائل الموجهة من عمليات إطلاق الصواريخ المتكررة من لبنان، وما إذا كانت بأوامر مباشرة حزب الله او جهات اخرى!؟
وفي هذا السياق، تكمن الخطورة بالغارات التي شُنت من الطيران الحربي الإسرائيلي على أهداف تعتبر اساسية وحيوية لتحمي حدودها، مما يُشكل خرقاً فاضحاً لقرار 1701 الصادر من الأُمم المتحدة بعد حرب تموز 2006، ما يتبعه من خطواتٍ إنتقامية من الجانب الإسرائيلي حتى لا تزيد التوترات. بَيد أنّ هذا لا يلغي فرضية أن تشهد الدولة العبرية المزيد من إطلاق صواريخ مصدرها لبنان في الأشهر المقبلة، تُنسب إلى الجماعات الفلسطينية من أجل منح حزب الله وإيران إمكانية الإنكار المعقول.

 

فيما تسأل مصادر متابعة عبر وكالة “اخبار اليوم” هل يمكن ان تطلق الصواريخ من لبنان من دون موافقة حزب الله؟ وفي السياق الأوسع، قد يعني هذا أنّ الموافقة أو الأوامر جاءت مباشرةً من طهران؟

 

اما على الصعيد السياسي وتحديداً على خط تشكيل حكومة لبنانية، تكشف المعلومات انّ دخولاً دولياً على خط التأليف من أجل تسريعه لا يكون يطول أمده خوفاً من أيّ انفجار قد يحصل في لبنان وهذا التدخل يجري من قبل أكثر من عاصمة دولية وعربية ذات صلة بالملف اللبناني وخصوصاً الفرنسيين حيث ينقل بأنّ هناك ضغوطات تمارسها باريس على سائر الأطراف اللبنانية وطلبت من كل المسؤولين ضرورة أنّ يكون سريعاً هذا ما عبرّت عنه كافة الدول الداعمة للبنان في المؤتمر الدولي الذي عُقِد أمس.

 

وفي الساعات الماضية اثيرت تساؤلات عدة انطلاقاً من كلام مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق بيار رفول بقوله انه “اذا بقي ميقاتي على شروطه بيطير متل ما طار الحريري”، ما يراه المراقبون انها رسالة مبطنة صادرة عن رئاسة الجمهورية، مفادها : القبول بشروط رئيس الجمهورية ميشال عون وإلّا “عنّا ما الك نصيب”.

في المحصلة، وامام كل هذه الوقائع، هل تسيطر الاجواء الايجابية على ما عداها وانّ نشهد على ولادة حكومة في المدى المنظور؟ خصوصا وأنّ الأوضاع الأمنية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية على “كف عفريت” ولا امكانية للخلاص الا بحكومة فاعلة ومتوازنة.