جاء في “المركزية”:
غابت السلطة الحاكمة في الذكرى السنوية الاولى لانفجار مرفأ بيروت أمس وحضر لبنان وأهالي الشهداء المطالبون بكشف الحقيقة، وتمحورت شعاراتهم وتعليقاتهم حول تحميل “حزب الله” مسؤولية الكارثة التي أودت بحياة أبنائهم وممتلكاتهم ومستقبلهم، فوضعوا “الحزب” في دائرة الاتهام وطالبوا بخروج إيران وعملائها من لبنان. هذا المشهد قابله على الضفة الأخرى، وعلى امتداد بقاع الأرض مؤتمر لدعم لبنان بدعوة من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حضره رؤساء دول وملوك تضامناً مع شعب أغمض حكامه أعينهم عن رؤية الحقيقة، إلا ان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان وضع، الإصبع على الجرح، معتبراً “ان إصرار “حزب الله” على فرض سيطرته هو السبب الرئيسي وراء مشاكل لبنان”، ومؤكداً أن “أي مساعدات تقدم للبنان تعتمد على الإصلاحات الجادة هناك”. فما رأي تيار “المستقبل” بموقفه؟
نائب رئيس تيار “المستقبل” النائب السابق مصطفى علوش أكد لـ”المركزية” ان “الاصلاحات في الدولة لا تشتمل فقط على اصلاحات مالية واقتصادية إنما أيضاً على اصلاحات أساسها تدهور الاقتصاد والمالية”، مشيراً الى “ان عدم وجود سلطة موحدة على مسألة السلاح ومسألة الحرب والسلم ومسألة العلاقات الدبلوماسية والعلاقات السياسية تدخل دون شك في مسألة الاصلاح. فإذا أردنا إصلاحا حقيقيا في البلد علينا ان نبدأ بدولة وسلطة موحدة وسلاح واحد، ومن هناك يبدأ بناء الدولة. اما الاستمرار في الوضع الشاذ الذي هو في الاساس فقدان الدولة فإن اي إصلاح آخر يبقى مرهوناً بالأهواء والتجاذبات”.
واكد علوش “ان لبنان يحتاج الى إصلاح اقتصادي وإداري وإلى كل ما يرتبط بشؤون المالية العامة والشأن العام والتوظيف وغيرها، لكن طريق الإصلاح يبدأ ببناء دولة. وعندما يصبح لدينا دولة موحدة وسلاح واحد، عندها يمكن القول ان الامور الاخرى يمكن ان تصلّح”، لافتاً الى “ان الاصلاحات هي مطالب المجتمع الدولي أيضاً”.
ما هي الخطوات العملية للوصول الى هذا الاصلاح، خاصة وان الشعب اللبناني ملّ التنظير؟ أجاب: “هذا هو التنظير بحد ذاته، فطالما ان الدويلة محتفظة بسلاحها، فإن الجميع سيتحجج بها بعدم امكانية الاصلاح”، مردفاً: “منا وجرّ”.
أما عن الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، فقال: “نؤكد مجدداً، كما أكدنا على مدى سنوات طويلة، ان إقحام لبنان في الصراعات الدائرة في المنطقة، تسبب بدمار لبنان وبالتدهور الدائم لوضعه”.
وختم علوش: “لبنان لا يحتاج الى حرب 2006 ينتصر فيها حزب الله ويرفع فيها شارة النصر لمصلحة ايران. لذلك، أؤكد ان علينا ألا نستدرج العدو الاسرائيلي او ان لا نشجعه على القيام بأي اعتداء على لبنان في هذه اللحظة”.