أقام راعي أبرشية كندا للموارنة المطران بول مروان تابت قداسا في كنيسة مار مارون في مونتريال – كندا، تضامنا مع لبنان وعلى نية ضحايا انفجار مرفأ بيروت، في حضور حشد من أبناء الجالية اللبنانية وعدد من المسؤولين الكنديين.
بعد الإنجيل المقدس، ألقى المطران تابت عظة، فقال: “نكرس ذبيحتنا الإلهية اليوم من أجل لبنان وضحايا مأساة الانفجار الهائل في ميناء بيروت الذي دك الواجهة البحرية لعاصمة لبنان المكتظة بالسكان، ومن أجل عائلاتهم وكل الذين أصيبوا وما زالوا يعانون. أيها الأحبة، في قراءة قداس اليوم من أعمال الرسل، يعرض بولس أمام الوالي ما تحمله من مشقة وصعوبة في سبيل البشارة. ويخبرنا الإنجيل عن القطيع الصغير أي الكنيسة والمؤمنين الذين يجدون خلاصهم في يسوع. إنها دعوة لكل منا الى الثقة والرجاء بالخلاص بالايمان بأن الله فوق كل شيء”.
أضاف: “بعد عام من الكارثة، لا زال أهلنا في بيروت يكافحون للبقاء والاستمرار والتغلب على الصدمة ويصعب إلتئام جراحهم، ولا يزال لبنان كله بلا عزاء. ونحن هنا في كندا نرافقهم ولنا بينهم أهل وأقارب وأصدقاء ومعارف. كل لبنان نادى اليوم بإحقاق الحق، وكل لبناني ينتظر اليوم الحقيقة ثم الحقيقة والعدالة ثم العدالة”.
وتابع: “من غير المقبول أن تستخفوا أيها المسؤولون بمشاعرنا وقد سلمناكم زمام حياتنا وحياة أهلنا ومستقبل أرضنا وأولادنا ووطننا، ومن غير المقبول أن تقفوا مكتوفين يا أصحاب القرار أمام هذه الجريمة، ومن غير المقبول أن يبقى المسؤولون عن هذه الجريمة من دون محاكمة، ومن غير المقبول أن يسقط الظلام وينبلج فجر وكأن شيئا لم يكن. ويل لكم من عدالة السماء، ويل لكم لأنكم تدرون ماذا تفعلون”.
واردف: “نتضامن اليوم مع أهل الشهداء الذين سقطوا ضحية هذا الانفجار، نصلي معهم ومن أجلهم حتى يبلسم الرب جراح قلوبهم ويعوض عليهم فقدان أحبائهم وفلذات أكبادهم، ونتحد مع أبناء وطننا مطالبين بمتابعة التحقيق القضائي ومحاسبة كل مسؤول قصدا أو إهمالا، والوقوف الى جانب من فقدوا أملاكهم وأرزاقهم ومصدر عيشهم وأصبحوا شركاء القدر، والإسراع بإنهاء ترميم ما تهدم أو تصدع ليعود الناس الى بيوتهم ومراكز أعمالهم ومصدر رزقهم”.
ولفت الى أن لبنان “فقد الكثير من مقومات وجوده وجماله وفرادته، وفقدت الدولة اللبنانية بريقها في المنظمات الدولية والإقليمية، نأمل ألا تتقوض دبلوماسيتها بسبب اصطفافات سياسييها، فيدفع اللبنانيون ثمن التهاون من جهة والفساد من جهة أخرى في إدارة شؤون حياتهم. وحتى اليوم نتمنى بشدة أن يبعد الوطن عن الهاوية ويبطئ نزوله إلى العدم، والاتفاق على الإصلاحات التي ستخرج ديموقراطيته البرلمانية من مأزقها وتستعيد قوتها التي جعلته معروفا ذات يوم. هذا مهم بشكل خاص في عصر تواجه فيه ديموقراطيات العالم تحديات كبيرة من الديكتاتوريات والراديكاليين والمتطرفين العنيفين”.
وقال: “مع أملنا أن تتألف حكومة جديدة بشكل عاجل وتتبنى خطط إنقاذ وطنية مستوفية الشروط والمتطلبات الدولية لإنقاذ اقتصاد لبنان، الذي تصنفه السلطات العالمية من بين الأسوأ منذ عام 1850، وتفادي الانهيار الحقيقي تحت وطأة وباء الكورونا الشرس، نؤمن أن الرب هو دائما في بيتنا وفي لبناننا من خلال قديسيه وشعبه المؤمن والمصلي. لذلك، نسأل الله أن يلهم قادته التمييز ما بين السياسة والخير العام والتسلط وخدمة المواطنين، فلا تتسع الكراهية ويهدد الجوع وينخر الألم. لكل هذا نتكل على الرجاء والثقة بحضور الرب في العالم ونسأله خلاص لبنان”.