حقيقة انفجار المرفأ في مذكّرات رئيس دولة كبرى!

كتب انطوان الفتى في “أخبار اليوم”:

بين مشكلة حصانات، ونوايا ظاهرة وكامِنَة، واحتجاجات بين الحين والآخر لأهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت، هل بات من الأجدى إراحة الأهالي والشعب اللبناني، وعَدَم إضاعة وقتهم بالمسارات اللبنانية التدميرية، التي تعوّدنا عليها منذ سنوات؟ وهل بات ضرورياً الإعلان عن أن لا إمكانية للحصول على الحقيقة المرتبطة بأسباب انفجار مرفأ بيروت؟

مذكّرات

لا شيء داخلياً يشجّع على القول إن الحقيقة ستكون بمتناول هذا الجيل من اللبنانيين. فهل يُرَحَّل الكشف عن الأسباب الحقيقية لما حصل في 4 آب 2020، الى كتاب مذكّرات أحد رؤساء الدول الكبرى في العالم، مستقبلاً، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ربما؟

لا نيّة

شدّد مصدر واسع الإطّلاع على أن “حقيقة ما حصل في 4 آب 2020 متوفّرة منذ العام الفائت، ولا تحتاج الى اختلاف في الآراء حولها. وتظهر بعض تفاصيلها من خلال حَجْم الإنفجار، وكمية الدمار التي أحدثها”.

ولفت في حديث الى وكالة “أخبار اليوم” الى أن “لا نيّة داخلية، لا قضائية، ولا سياسية، بالتركيز على الأهمّ، الذي تتوفّر تفاصيل إستخباراتية داخلية وخارجية كثيرة وموثوقة حوله، وهو المعلومات عن الجهة أو الجهات المتورّطَة بإدخال نيترات الأمونيوم الى مرفأ بيروت، وعن الأطراف التي كانت تستعمله، وكيف، ولماذا. وبالتالي، لا حاجة الى الغَرَق في الكلام السياسي، وفي عدد من الشكليات، لأن كل شيء معروف”.

أوهام

ورأى المصدر أن “المجموعة التي تعمل على هذا الملف اليوم، تتعامل مع السطحيات الظاهرة في الملف، وليس مع الباطن الذي لا بدّ من العودة إليه. فلا يُمكن الإكتفاء بالتركيز على اللّف والدوران حول الإنفجار بحدّ ذاته فقط، وفي اليوم الذي حصل فيه حصراً، فيما تفرض الأصول العودة الى الجهة أو الجهات المسؤولة عن إدخال نيترات الأمونيوم الى لبنان قبل سنوات، مع وضع احتمالات وجوب التوسّع في هذا الإطار، على الطاولة، وأمام الجميع”.

وأضاف:”لا نيّة للعمل على تلك الأمور، ولا لكشف الحقائق في شأنها. “القصة طويلة” كثيراً، ولا بدّ من وقف الضّحك على الناس، والامتناع عن بيعهم مجموعة من الأوهام”.

للتاريخ

وأكد المصدر أن “انعدام القدرة على إعلان الحقيقة رسمياً، هو الذي يُبقي الشعب اللبناني عموماً، وأهالي الضحايا خصوصاً، غير مرتاحين. فإعلان الحقيقة يعني أن الدولة اللبنانية تقول بنفسها إنها غير موجودة، وإن شعبها يسقط ضحيّة غيابها”.

وختم: “لن تُعلَن الحقيقة، إلا بعد عقود ربما، ومن خلال الإفراج عن المعلومات تدريجياً، كما يحصل بكلّ الملفات الحسّاسة حول العالم، في العادة. وتأخير إعلانها ينسجم مع واقع أن الجيل اللبناني الذي عانى من انفجار مرفأ بيروت، ومن مفاعيله، والذي خسر من خسرهم وما خسره بسببه (الإنفجار)، سيكون ميتاً بعد عقود. ومن تبقّى من الذين عاشوا المأساة، لن يتذكّروا الكثير عنها في المستقبل، وهو ما يعني أن لا مجال لأي محاسبة. فضلاً عن أن الظروف الإقليمية والدولية ستكون تغيّرت مستقبلاً، وهو ما سيجعل الحقيقة للتاريخ فقط”.