وفد قواتي جال في زغرتا موفداً من جعجع

جال وفد من حزب “القوات اللبنانية”، موفدا من رئيس الحزب سمير جعجع، في عدد من القرى والبلدات في قضاء زغرتا، وذلك في اطار التواصل مع المناطق. وقد ضم الوفد نائب رئيس مجلس الوزراء السابق غسان حاصباني، أمين سر تكتل “الجمهورية القوية” النائب السابق فادي كرم والموفد الخاص لمنطقة زغرتا سليم المقشر.

 

استهل الوفد جولته بلقاء مع النائب البطريركي على نيابة زغرتا اهدن المطران جوزاف نفاع في بيت الكهنة في زغرتا، في حضور المونسنيور اسطفان فرنجيه، وعدد من اعضاء منسقية قضاء زغرتا.

 

بعد اللقاء، قال حاصباني: “انطلقنا بزيارتنا اليوم من هذا الصرح الكريم بداية، وزرنا صاحب السيادة الذي تشرفنا ان نلتقيه من جديد وبالحديث معه. هذه الزيارة اليوم مع النائب السابق زميلي الدكتور فادي كرم ومنسقية القوات اللبنانية في المنطقة تتمثل أولا بالتشديد على اهتمامنا الكبير بأهل المنطقة والانسان في منطقة زغرتا الذين هم بحاجة دائمة الى التطلع اليهم كمواطنين لبنانيين وكأشخاص لعبوا دورا كبيرا في تاريخ البلد وسيؤدون دورا في مستقبل هذا البلد”.

 

واضاف: “زيارتنا هي بهدف ان نسمع اكثر للناس وكي نتفاعل مع الاخوان والشباب والفاعليات الموجودة في المنطقة كي نستطيع ان ننقل صوتهم لكل من هو مسؤول عن متابعة شؤونهم. وكلنا ندرك ان الوضع في الدولة منهار والدولة تتجه نحو الفشل التام، فما علينا الا ان نتماسك ونشبك أيادينا كي نستطيع اجتياز هذه المرحلة، مرحلة العبور من حالة الانهيار من حالة اللادولة الى مرحلة العبور الى حالة الدولة”، مشيرا الى أن “دور الكنيسة مهم جدا وأساسي في رعاية المجتمع، ليس فقط في رعاية المجتمع والنظر لشؤونه ولكن ايضا الكنيسة هي مؤسسة تنشر الانفتاح وقبول الآخر، كما نحن ننشر التجذر بالارض وننشر التمسك بالدولة وبمؤسساتها وبديمومتها. لذلك، يدا بيد نجتاز هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان ونضع كل الاختلافات الموجودة على المستوى الشخصي بين الناس وبين العائلات وبين القرى وبين المؤسسات وغيرها لنمضي قدما ونتماسك مع بعضنا”.

 

وردا على سؤال عن موقف تكتل “الجمهورية القوية” من الاستشارات النيابية المقررة يوم الاثنين، قال حاصباني: “تكتل الجمهورية القوية يعقد اجتماعا، وقد تعذر علينا ان نكون معهم، وسيصدر قرار بهذا الشأن. ولا اريد ان استبق قرار الزملاء في التكتل لان المداولات لا تزال قائمة. وبعد وقت قصير سيصدر بيان او تصريح في هذا الشأن، او حتى يوم الاثنين تكون الامور أكثر وضوحا، ولكن بشكل عام موقفنا هو اننا نعتبر ان الانتخابات النيابية هي الضرورة والحاجة الملحة، وكل سنة تأخير لاعادة تكوين السلطة ستكلفنا 10 سنوات للاصلاح في ما بعد. هذا ولم نحسب السنوات الماضية كم ستكلفنا بعد ذلك، وان اي حكومة اذا استمرت في طريقة تشكيل الحكومات ومقاربة العمل في الحكومات فلن يكون هناك قدرة كافية على اجتراح الحلول المطلوبة بحجم الازمة التي نحن في صددها”.

 

اضاف: “اعتقد ان الحل الامثل والافضل هو باعادة تكوين السلطة وبتشكيل حكومة يثق بها المجتمع الدولي وساعتئذ نضع الحلول لبدء التنفيذ”.

 

من جهته، قال المطران نفاع: “تشرفنا في هذا الصباح الجميل بزيارة دولة الرئيس والصديق العزيز الدكتور فادي كرم، والاكيد ان الزيارة مهمة في هذه الفترة، جعلتنا نشعر ان المسؤولين في هذه الدولة لا يزالون يجهدون لفعل شيء ما. لذلك هذه الزيارة، معنويا رفعت من عزيمتنا وحيويتنا كي نسير نحو الأمام ونشكركم عليها وعلى الافكار التي تبادلناها والرؤى والقراءة للواقع. وشعرنا دولة الرئيس انك تمتلك هما انسانيا جميلا خصوصا وان علاقتنا ليست جديدة، فعندما كنت وزيرا للصحة قدمت كل التعاون مع مستشفى سيدة زغرتا التي نملكها ونضعها في خدمة شعبنا فالكنيسة لديها هم وحيد ان تساعد شعبها في هذا الوقت وهذا ما يؤكد ان منطقة زغرتا تريد ان تكون بيتا للجميع وبابها مفتوح لاي حل او اي خطوة ايجابية ممكن ان تساعد كل لبنان، ونحن لا نرى انفسنا الا جزءا من هذا البلد وجزءا من كل موجوع في هذا البلد خصوصا واننا أحوج ما نكون الى انقاذ البلد كما تفضلت. وأود ان اسمح لنفسي بالقول ان الكنيسة في هاتين السنتين أخذت مكان الدولة في نواح كثيرة ما شكل ثقلا على عاتقنا، الا أننا نعتبره صليبا نحمله بكل فخر”.

 

وأعرب المطران نفاع عن تخوفه الكبير “في مدى استمراريتنا في هذا البلد، ومعكم نرفع الصوت ونقول “ما فينا نكمل هيك” ويجب اتخاذ خطوات عملية وعلى الجميع ان يتحمل مسؤوليته للبدء بالصعود خطوة خطوة نحو الحل. كما اننا نعول على تحرككم ويسعدني ويشرفني ان اقول انه التحرك الاول فعليا لجهة من خارج زغرتا. ويهمني أن أؤكد أن فاعليات زغرتا لم تقصر يوما، ونتمنى كل التوفيق لكم في هذه الخطوة ونشر هذه “العدوى” للآخرين بغية العمل لمصلحة المواطن. اهلا وسهلا بكم، واننا نتمنى الا تكون زيارة يتيمة ننتظركم في بيتكم في اي وقت لمصلحة هذا البلد”.

 

ثم انتقل الوفد الى مقر منسقية القوات في بلدة ارده في قضاء زغرتا، حيث كان لقاء مع كوادر ومسؤولي القوات في المنطقة. وتحدث كرم فقال: “صباح الخير، أرحب بكم فردا فردا، مع كل الظروف التي نمر بها ما زلتم مصرين على ان تقوموا بدوركم امام وطنكم ومجتمعكم واهاليكم”.

 

اضاف: “لقد اتخذنا قرارا على صعيد حزب القوات اللبنانية ان تكون هناك جولة لمسؤولي القوات اللبنانية في كل المناطق اللبنانية للقاء المحازبين والرفاق والاصدقاء والحلفاء وكل من يريد ان يسمع كلمتنا ونسمع له بكل احترام كلمته ورأيه. وفي هذا الاطار منطقة زغرتا هي من الاولويات التي بدأنا فيها هذه الجولة والتي تعني لك الكثير لما لها من ارث ونضال لاجل هذا الوطن، من اجل وجود وبقاء هذا الوطن وبقاء الحرية بهذه المنطقة”.

 

وتابع: “كلنا دافعنا وكل اللبنانيين قدموا الكثير ليستمر هذا الوطن وان شاء الله سيستمر. وعندما نفكر بمعركة الوجود، نفكر بمنطقة زغرتا وبكم. فأنتم من رجال هذا البلد، من نسائه اللواتي يفكرن بان تبقى مل عائلة وتعيش بكرامتها من دون ذل. للاسف مع السلطة الحالية نحن نعيش في حالة ذل. هذه الحالة فرضت علينا ولا يجب ان نتأقلم معها ولا ان تخضعنا. يجب ان نرفضها، وسنرفضها بصمود. من هنا ومن هذا المنطلق ستكون لقاءاتنا مع بعضنا لنصمد بالدرجة الاولى فكريا، وطبعا نريد ان نأكل ونعيش ونتطبب ونتعلم. وبالتالي سنصمد ايضا اجتماعيا، ولهذا السبب يجب ان نقف كلنا مع بعضنا البعض، وانتم تعرفون ان هذه اللقاءات والارشادات التي صدرت عن رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع وعن كل مسؤولي القوات اللبنانية منذ سنوات، وليس منذ بدء الازمة فعليا، لان المسؤول السياسي يرى للامام لا يقع في المشكلة من ثم يتكلم بها. كان عندنا وزراء على رأسهم دولة الرئيس غسان حاصباني في مجلس الورزاء قبل الازمة التي نعيشها اليوم، وقد نبهنا وطرحنا مشاريع اصلاحية كبيرة لكي لا نصل الى ما نحن فيه اليوم، وذلك رغم ايماننا بأنه لا مجال للانقاذ مع هذه السلطة القائمة ولكن حاولنا لاننا مجموعة اصلاحية وحزب اصلاحي يريد ان يصبح ولا يريد ان يلغي احد. من هذا المنطلق قدمنا العديد من البرامج الاصلاحية قبل ان تنفجر الازمة الاقتصادية والاجتماعية، قدمنا الكثير من النصائح لكنهم كانوا دائما يقولون لنا انتم معرقلون و”تحملون السلم بالعرض”. اليوم وقعنا في المشكل. من يريد ان يبقى في الماضي و”ينق” ويعترض هذا لا يقدم شيء في السياسة. المواطن يعرف كل شيء ولا يريد ان يخبره السياسيين ما هي الازمة، والتي باتت معروفة، هناك سلطة فاشلة فاسدة مرتهنة للخارج لا يمكن ان نعمل معها اي شيء”.

 

وقال: “يجب ان نسير الى الامام. ما هي الطروحات القادمة؟ من هذا المنطلق، لقاءاتنا في المناطق مع الكل لكي نفكر في المستقبل. وهو تغيير هذه السلطة الحاكمة لانه لا امل ولا انقاذ ومع من يأتي في كل المراكز وكل الافكار التي تُطرح اليوم هي استهلاك من رصيد هذا الشعب الصادقين والقادرين والصالح الذين يستهلكوا على جدار هذه السلطة ويتحطم كل شيء على جدار هذه السلطة الحاكمة والمعروفة من هي. يجب ان نذهب بأسرع وقت الى انتخابات وكل يوم هو مهم وكل شخص يقول لم تقترب الانتخابات يستخف بمعاناة الناس والشعب. كل يوم نربحه من احل تغيير السلطة هو انقاذ لنا ويوم لاعادة بناء الدولة اللبنانية”.

 

وختم بالقول: “لا تستسلموا او يخيب أملكم. رغم كل الظروف الصعبة التي نعيشها لا يجب ان نفقد الامل، يجب ان نستمر. ففقدان الامل والعيش على محطات البنزين وتأمين الادوية أمر نرفضه وسنرفضه ولن نقبل به وسنغير الواقع الذي اوصلنا الى هنا. هو ليس الواقع بل عوارض المرض والمرض هو السلطة الحاكمة وان لا تأتي سلطة حاكمة تشبهها وتحمل افكارها وباستراتيجيتها. على كل مواطن ان يدرك ويعرق لنتمكن من الوصول الى الحلول. يجب تشخيص المرض لنتمكن من معالجته. من هذا المنطلق القوات اللبنانية تدعو كل مواطن ان يدرك ويعرف ليتمكن من التمييز ولا يأخذ بالكلام المقال فإذا المواطن لا يعرف لا يستطيع انقاذ نفسه ولن يستطيع احد انقاذنا من الخارج”.