تأبين عضو مجلس بلدية صيدا قبرصلي

أقامت بلدية صيدا و”مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة”، احتفال تأبين عضو مجلس بلدية صيدا محمد قبرصلي، في قاعة مصباح البزري في القصر البلدي للمدينة، في حضور النائبين بهية الحريري وأسامة سعد، مفتي صيدا الجعفري الشيخ محمد عسيران، ممثل مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان الشيخ محمود سمهون، ممثل راعي أبرشية صيدا ودير القمر للروم الكاثوليك المطران ايلي حداد الأرشمندريت جهاد فرنسيس، عضو بلدية صيدا الدكتور عبدالله كنعان، الدكتور عبدالرحمن البزري، المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود، المنسق العام ل”تيار المستقبل” في صيدا والجنوب مازن حشيشو، السفير عبدالمولى الصلح، وحشد من الفاعليات الاجتماعية والاهلية والنقابية وعائلة الراحل والأصدقاء والمحبين.

بعد تلاوة قرآنية لروح صاحب الذكرى والوقوف دقيقة صمت والنشيد الوطني، كانت كلمة تقديم من عضو المجلس البلدي مصطفى حجازي رثى فيها الراحل، متوقفا عند مسيرته ومواقفه الانسانية والوطنية.

وبعد عرض فيديو مصور عن سيرة الراحل، تحدث رفيق دربه في العمل الاجتماعي السفير عبد المولى الصلح فقال: “شرف كبير لي أن اقف اليوم أمامكم متحدثا عن الأخ والصديق محمد قبرصلي (أبو محمود) رحمه الله، هي لحظة مؤثرة بالنسبة لي أن أستحضر بعضا من مآثر وإضاءات شغفه بهذا المجال، والذي رافقه منذ الصغر ولازمه في ريعان الشباب ومعظم سني حياته، مدفوعا بإرادة وعزيمة لا تخفت وبهمة لا تنضب وبحب لعمل الخير ومساعدة الأخرين، ملتزما بالقيم الإنسانية والمجتمعية والوطنية الأصيلة التي صقلت شخصيته”.

وألقى رئيس إتحاد الجنوب عبد اللطيف الترياقي كلمة تناول فيها ابرز المحطات في مسيرة الراحل النقابية فقال: “عرفته رجلا متواضعا، دمثا وسهلا في التعامل، وفي في علاقاته، صلبا في قناعاته، ملتزما في قضاياه، ومن أنبل القضايا العمل النقابي بمفهومه الراقي كالتزام أدبي في الدفاع عن قضايا العمال والفئات المهمشة، وكان يحمل ملف الصيادين بأمانة وإخلاص، فقد انشغل باكرا بهموم الصيادين فاحتلت قضيتهم حيزا كبيرا من اهتماماته ونضاله لتأمين حاجاتهم وتحقيق مطالبهم، ساعده في ذلك الاهتمام فوق العادي للنائبة بهية الحريري بالصيادين والوقوف الصلب والدائم الى جانبهم”.

كلمة بلدية صيدا ألقاها رئيس المجلس البلدي محمد السعودي فقال: “إحدى عشرة سنة، إحدى عشرة سنة في بلدية صيدا ترافقت فيها مع محمد القبرصلي رحمه الله في العمل البلدي. على مدى إحدى عشرة سنة، يوميا عند الساعة الثامنة إلا ربع في مكتب البلدية، يحضر أبو محمود لنشرب سويا قهوة الصباح قبل الإنطلاق إلى العمل اليومي وكان يشاركنا الجلسة الصباحية اسبوعيا تقريبا اعضاء نقابة الصيادين . وين أبو محمود؟”، سؤال كنت أطرحه كثيرا في كل موقف في البلدية، أحتجت فيه إلى المشورة والنصيحة لا سيما في ميادين العمل الإجتماعي، حيث يشهد جميع من عرفوا محمد القبرصلي في الحركة الإجتماعية ومكتبة أطفال صيدا وتجمع المؤسسات الأهلية وغيرها، ومن كلا الطرفين المؤسسات والأهالي، أنه كان سباقا لا يؤلي جهدا لخدمة مدينته وأهله، على مدار الساعة ليلا ونهارا، وفي كل ايام الأسبوع، كان دائما على أهبة الإستعداد للمساعدة في الامور الروتينية والطارئة. وين أبو محمود؟”، السؤال اليوم له معنى مختلف، حيث أنظر إلى وجوه الحضور، وما زلت استغرب عدم وجوده بينهم، لانه رحمه الله كان كما يعرفه الجميع، دائم الحضور في الاجتماعات والنشاطات”.

وأضاف: “أبا محمود في يوم تأبينك، أنظر اليوم إلى الحضور، ونعم، أراك بينهم، أراك في عيون محبيك من أبناء المدينة، وأراك في قلوب أطفال مكتبة أطفال صيدا، وأراك في كل همة مشحوذة في الحركة الإجتماعية والعمل الإجتماعي تعلمها منك شاب هنا أو صبية هناك، أبا محمود، في يوم تأبينك، غائب أنت، لكنك الحاضر الاكبر، سيرتك الطيبة، وجهدك وتعبك طوال هذه السنين، سجل لك حضورا لن يمحوه الغياب”.

كلمة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة ألقتها رئيستها النائبة بهية الحريري فقالت: “الأخ والصديق ورفيق الدرب الطويل محمد هلال محمود قبرصلي، يجمعنا اليوم بغيابه كما كان يجمعنا أيام حضوره معنا، وهو إبن صيدا الأصيل، والمنشغل الدائم بأحلام أهلها وآلامهم والواهب كل سنين عمره لخدمة مدينته وأهلها، من العمال والحرفيين والصيادين الذين كان يعتبرهم بيئته الأولى والأغلى وجمعته بهم قصة عمر طويل من العمل الجاد وكان خير من يجسد الروح الوطنية الصيداوية النقية والمنزهة عن الطائفية والمذهبية والذاتية الضيقة، وهو المشارك في تأسيس وإطلاق الحركة الإجتماعية اللبنانية، التجربة الوطنية الرائدة والاستثنائية مع الراحلين الكبيرين المطرانين غريغوار حداد وسليم غزال، ليكمل بذلك المسيرة التاريخية لأبناء صيدا في حب لبنان والعمل على تقدمه وازدهاره واستقراره، وكل من موقعه وضمن حدود إمكانياته، وفي كافة المجالات الخيرية والتربوية والمهنية على تنوعها واختصاصاتها، والحرفية والصناعية والبحرية والنقابية، ودون أن ننسى تمسك أهالي صيدا والجوار بجذورهم حتى في دنيا الانتشار، ومهما طالت هجرتهم فإن علاقتهم بجذورهم تبقى عميقة ويبقون على تواصلهم وتآزرهم مع أهلهم ومدينتهم في السراء والضراء”.

وأضافت: “طويلة وعميقة وكثيفة كانت الرحلة مع فقيدنا الراحل الأخ والصديق محمد هلال قبرصلي، الذي رافقته على مدى أربعين عاما في مسيرة طويلة مليئة بالتحديات والانجازات، وقد لا يتسع الوقت أو الكلمات لتحديد كل النواحي الإنسانية والإجتماعية والعمرانية والتربوية والثقافية والرياضية والمدينية، التي تشاركت معه في مواجهة تحدياتها وتداعياتها واستهدافاتها، وكان خير رفيق وصديق في صلابته وخبرته، وإيمانه الكبير بالخير والسلام والاستقرار لعموم أبناء صيدا والجوار، ولم يعرف اليأس أو التردد، وكان مقداما معطاء معجونا بالمحبة والوفاء في كل المهام التي تولاها، وكان مخلصا مثابرا في العمل البلدي والقطاعي والعمل الأهلي والرياضي”.

وختمت: “إن مؤسسة الحريري تعتز بحضوره المتميز في مسيرتها، كما نعتز بمثابرته في متابعة هموم الناس في المجلس البلدي لمدينة صيدا، وإننا نتقدم من أسرته الكريمة بخالص العزاء، ونشاركهم مشاعر الحزن والأسى على فقدانه، ونتقدم من أسرة بلدية صيدا رئيسا واعضاء أيضا بخالص العزاء، ولأصدقائه الكثر الذين يشاركوننا في إحياء هذا اللقاء الشديد الأسى والوفاء، وستبقى ذكراه الطيبة تواكب كل أعمال الخير والعطاء في مدينة صيدا والجوار، رحمك الله وأسكنك فسيح جناته أيها الأخ والصديق والرفيق، محمد قبرصلي، أبو محمود، فهذه روحك الطيبة وذكراك العطرة تجمعنا اليوم كما جمعتنا إرادتك الطيبة وأخلاقك العالية على مدى عشرات السنوات، رحمك الله”.

كذلك كانت كلمة لعائلة الفقيد ورابطة آل قبرصلي ألقاها شقيق الراحل وعضو الرابطة احمد قبرصلي.

وفي الختام، قدم السعودي وهلال قبرصلي بمشاركة الحريري وسعد والبزري وحمود درعين تكريميين بإسم البلدية والرابطة الى أحمد قبرصلي ممثلا العائلة، تقديرا لمسيرة الراحل.

بعدها تقبلت عائلة الفقيد التعازي من الحضور يحيط بهم الحريري والسعودي وقبرصلي.