استقبل المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، في مكتبه في دار الإفتاء أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين “المرابطون” العميد مصطفى حمدان مع وفد من الهيئة، وتم البحث في الأوضاع المحلية.
بعد اللقاء توجه المفتي قبلان للمسؤولين بالقول: “لأن البلد يهوي عمودياً، وقبل أن نتحول إلى جمهوريات، ولأن اللعبة الدولية تحولت لاعباً خطيراً للغاية بالوضع اللبناني، ولأن وضع البلد يكتنفه الغموض الشديد، وتتربص به الخناجر المتوثبة، ولأن الفوضى لم تعد تحتاج إلى مواد شديدة الاشتعال، أتوجه إلى كل ضمير في هذا البلد، وكل قامة، وكل زعامة، وكل مؤثر بوضعية البلد، بما فيهم فخامة الرئيس ميشال عون، ودولة الرئيس نبيه بري، ودولة الرئيس سعد الحريري، أن أدركوا لبنان قبل فوات الأوان، لأن مشاهد الكارثة الكبرى على الأبواب، تداركوا ولو بجلسة سريعة تجمع الأقطاب اليوم، وقبل أي اعتذار، لتدوير زوايا حكومة إنقاذ، تمنع أنياب قوى دولية إقليمية تنتظر اللعب بالبلد، على طريقة مذابح طائفية وملاعب دولية، تداركوا الآن، لأن النيران تنتظر في الشوارع، وما خلف الشوارع أدهى وأمر”.
وأدلى العميد حمدان بتصريح ، قال فيه: “تشرفنا اليوم بزيارة سماحة المفتي الشيخ أحمد قبلان، ونحن نأتي إلى دار الإفتاء في هذه الأيام الصعبة، وسماحة المفتي دائما نسمع صوته صوت العقل والوجدان الحريص على حماية الوطن اللبناني ككل من دون استثناء، والذي يدعو دائما إلى التنبه من المشاريع الخارجية التي تسعى إلى تفتيت وتقسيم بلدنا وجره إلى واقع لا نريده جميعا، وبالتالي نحن نؤكد دائما أن على الجميع أن يسمع ما يقوله سماحة الشيخ أحمد قبلان”.
وعن الوضع الداخلي، قال حمدان: “رغم كل هذه الأيام السوداء التي نمر بها، وهذه الأزمة العميقة بكل معانيها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لا بد دائما أن نعود إلى المحطات المضيئة والمنيرة في تاريخنا اللبناني والوطني والقومي العربي وهو ذكرى انتصار ال2006 عندما استطاع المقاومون بدعم وحدة اللبنانيين والجيش اللبناني أن يحققوا انتصارا على هؤلاء اليهود في أرض فلسطين، وبالتالي يا ليتنا نعود جميعا إلى تلك الأيام المجيدة التي حققت الانتصار ورفعت رأس اللبنانيين واستطاعت أن تحمي لبنان كل هذه الفترة”.
أضاف: “اليوم نحن نعيش أزمة بنيوية في النظام اللبناني، نحن نرى أن هناك قلة مسؤولية في إدارة ما يتعرض له لبنان من أزمات، أصبحنا وللأسف في زمن عوضا أن نكون محط أنظار العالم، أصبحت إدارة الأزمات الإقليمية على الساحة اللبنانية تدار من قبل تجمع السفراء، وهذا أمر مهين لكل من يدعي سيادة وكرامة ووطنية”.
وتابع: “والأمر المهم أيضا ما شاهدناه أمس أمام منزل معالي الوزير محمد فهمي، هذا الأمر مدان ومستنكر، أهل الشهداء هم أهلنا ودم أولادهم هو دم الوطن ودمنا، ونحن من المتضررين بانفجار هذه الجريمة الكبرى على مستوى الوطن، ولكن ما زلنا نؤكد أن من أخذ أهالي الشهداء إلى هذا الموقع أمام منزل الوزير فهمي، يتآمر على دم الشهداء، بكل وضوح وصراحة على أهل الشهداء الفعليين أن يعرفوا من الذي أخذهم إلى هناك لأنهم سيعرفون بذلك من يتآمر على دم الشهداء لتضييع التحقيق، لا بل من يجر اللبنانيين إلى الدم. نحن مع أهل الشهداء، ومنا من هو متضرر وينزل معهم، ولكن الأماكن التي يجب التوجه إليها للمطالبة بالحقوق معروفة، ومنها وزارة العدل حتى وزارة الداخلية والسرايا الحكومية والمجلس النيابي، هذه أماكن عامة يمكن الذهاب إليها، ولكن أن تذهبوا إلى منزله!! فهذا أمر مستهجن ولا أفهم من الذي دعاكم إلى ذلك، بالإضافة أننا رأينا في الإعلام وجوها مشبوهة تابعة لأحد الأحزاب السياسية التي تسعى إلى إقامة كانتون، ورأينا في مرحلة سابقة كيف كانت هذه الكنتونات تعمل”.
وقال حمدان : “من أجل ذلك، أتوجه إلى أهالي الشهداء، بل أقبل أياديهم، هؤلاء هم شهداؤنا، والدم الذي جرى في جريمة تفجير المرفأ هو دمنا، فلا تسمحوا لأحد بأخذكم إلى المكان الخطأ ليستغل هذا الدم. نحن مع التحقيق وإحقاق الحق لكم ولوطننا، لأنه إذا لم تتكشف وقائع الجريمة فبرأيي أن البلد مهدد بالضياع ونحن مهددون بالضياع، لذلك أنتم يا أهل المرفأ تتحملون المسؤولية، فلا تسمحوا لأحد بأخذكم إلى المكان الخطأ الذي يضيع قيمة دماء شهدائكم”.
واستقبل المفتي قبلان رئيس مجلس الأمناء في تجمع العلماء المسلمين الشيخ غازي حنينة مع وفد من التجمع، شكره على تقديم التعازي بالمرحوم الراحل الشيخ أحمد الزين، مثمنا عاليا “الدور الذي يقوم به سماحته على صعيد الوحدة الإسلامية والوطنية، فضلا عن متابعته الدؤوبة لمساعدة اللبنانيين في ظل الأزمة المعيشية التي يعيشونها”.
وأدلى الشيخ حنينة بتصريح، قال فيه:”تشرفنا اليوم كوفد “تجمع العلماء المسلمين” بزيارة المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان حفظه الله، وكان هذا اللقاء مثمرا بكل معنى الكلمة، حيث شكرنا سماحته على مواساتنا كتجمع علماء مسلمين بوفاة ورحيل سماحة القاضي الشيخ أحمد الزين رئيس مجلس الأمناء، وأكد الوفد مع سماحة المفتي على السعي الحثيث لحمل الحكومة المستقيلة على معالجة مشاكل الناس الاجتماعية والاقتصادية في ما يتعلق بكل الأمور التي يعاني منها المواطن اللبناني من موضوع فقدان الدواء أو المواد الغذائية أو حتى الشح في مادة المحروقات التي أصبحت حاجة يومية لكل مواطن على الأراضي اللبنانية. ومن خلال هذا اللقاء نتوجه لكل المسؤولين في مواقع الدولة اللبنانية على مستوى رئاسة الجمهورية ورئاسة مجلس النواب والحكومة، والنواب والوزراء والقوى السياسية الفاعلة على الأراضي اللبنانية، لأن تدير حوارا في ما بينها لتحقيق مصلحة المواطن اللبناني وإخراج لبنان من عنق الزجاجة التي وصل إليها. ومن هنا نحن نعتبر أن العمل الأفضل هو السعي لتشكيل حكومة، وأن يبادر الرئيس سعد الحريري تقديم تشكيلة وزارية متفاهما مع فخامة الرئيس ميشال عون وأن يكون هذا التفاهم لمصلحة لبنان واللبنانيين، كما أكدنا على أن يقوم القاضي بيطار بنشر التقرير التقني عن انفجار المرفأ ونحن على أبواب السنة الأولى من هذه الكارثة الفاجعة التي أودت باستشهاد المئات من أبناء لبنان والمقيمين أيضا على الأراضي اللبنانية وجرح الآلاف وتهجير عشرات الآلاف من اللبنانيين ودمار بيوتهم ولم يتم التعويض على الكثير منهم حتى الآن، ولذلك نطالب القضاء اللبناني بوقفة وصحوة ضمير أكيدة تحمل همّ ومعاناة ذوي الضحايا الذين يعانون مر فقدان أحبابهم، ولا شك أننا نعيش معهم هذه المصيبة بكل أبعادها. ومن هنا نحن نعتبر أن المرحلة القادمة هي مرحلة عودة المؤسسات إلى دورها الطبيعي في أن تأخذ كل ما يترتب عليها من تحمل أعباء المسؤولية للخروج من هذه الأزمة التي يعاني منها اللبنانيون والمقيمون على الأراضي اللبنانية”.