هل تكون ذكرى 4 آب يوم الانفجار الشعبي المُنتظر؟

كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:

من شبه المستحيل الاعتقاد بأن انفجار مرفأ بيروت الكارثي سيزيل الطبقة السياسية المفروضة علينا. لسببٍ بسيط، أن المصالح الضيقة ومصالح النخبة ستوقف أي تقدم مجدٍ.

ويبدو أن الخروج من المأزق الحالي لن يكون سهلاً، لا سيما بالنسبة الى الحصول على دعم خارجي، في ظل الإخفاقات المتتالية، بدءا من تشكيل حكومة جديدة الى تحقيق إصلاحات اقتصادية ومواجهة الفساد، فضلاً عن التوقعات بعدم تقديم الحلفاء الخليجيين على رأسهم السعودية والإمارات دعماً مالياً في محاولة لتقويض نفوذ حزب الله وحلفائه.

ويُظهر التاريخ أنّ تشكيل الحكومات في لبنان ليس بالأمر البسيط في ظل تعقيدات التركيبة الاجتماعية الطائفية والمذهبية، وتجاذبات بين قوى خارجية داعمة للقوى السياسية، على رأسها إيران وسوريا ودول الغرب.

ولم تكن تجربتا حكومة وحدة وطنية برئاسة سعد الحريري في عهد الرئيس ميشال عون ناجحة، إذ سقطت الحكومة الثانية – التي استغرقت تأليف نحو 8 اشهر من اعادة تكليف الحريري بعد الانتخايات النيابية الاخيرة- بعد نحو 9 اشهر على تشكيلها على وقع احتجاجات ضخمة انطلقت في 17 تشرين الأول 2019 . وكانت في حينها تضم ممثلين عن معظم الأحزاب السياسية، كما كان يفترض ان تكون حكومة العهد الاولى لناحية الانتاجية والمضي قدما بالاصلاحات، لكن تبين تسوية الرئاسية للعام 2016 التي اتت بعد فراغ استمر لنحو سنتين كانت هشة شلت المؤسسات وعطلت القرارات.

والخوف تسلل اليوم الى قلوب اللبنانيين في انتظار مصيرهم في كل وقت وكل ساعة، بعدما “حبُلت” سخطاً وامتعاضاً وقرفاً، مع استمرار ارتفاع سعر صرف الدولار الجنوني وانخفاض العملة إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، واحتجاجاً على تردي الاوضاع المعيشية والخدمات الأساسية، وما زال الغليان والغضب الشعبي مستمران، اذ يقوم بين الحين والآخر عدد من المحتجين بقطع الطرقات في المناطق اللبنانية كافة في محاولات بائسة لم تنفع…

والاكيد ان مدينة بيروت التي لا تزال ملامحها تحمل ندوب الحرب الأهلية، والتي انتهت قبل نحو ثلاثة عقود، وتئن تحت وطأة انهيار اقتصادي وتعاني من تزياد الغضب لدى اللبنانيين جراء المماطلة والمحاولات المكشوفة لاقفال ملف المرفأ والتفلت من العقاب، عبر ختم التحقيق ضد “مجهول”.
كل المصائب تأتي، وسط انهيار لم يشهد لبنان مثيلاً له في حقبة تاريخه الحديثة، ونقمة شعبية على كل الطبقة السياسية التي يتهمها المواطنون “بالعجز والفساد”.

فمع التطور اللافت في مجريات الاحداث، هل تكون ذكرى 4 آب يوم الرد الحاسم على الطبقة المجرمة في انفجار شعبي مُنتظر يمتد الى كل الساحات؟