كتب شادي هيلانة في “أخبار اليوم”:
في كثير من الحالات، تعتبر العقوبات بمثابة واجب لا بد من الاضطلاع به، على الرغم من محدودية تأثيرها على الأنظمة الاستبدادية نسبياً. لكن ثمة تساؤلا مشروعا حول مدى فعالية أية عقوبات أوروبية محتملة على مسؤولين لبنانيين مفترضين، من خلال تجميد أصولهم في دول الاتحاد الأوروبي مثلاً، فما هي احتمالات النجاح بعد كل هذه “المعمعة” والمماطلة؟ حيث يرى مراقبون للازمة، انّ ملف العقوبات الأوروبية، كناية تهديدات كلامية لا أكثر، وبالتالي لن تصبح قيد التنفيذ، بل ستبقى عقوبات معنوية لمحاولة الضغط على السلطة الحاكمة في لبنان للإسراع بتشكيل الحكومة والتنازل من اجل فتح ثغرة معينة في الملف الحكومي القاتل.
قوة دولية
في الواقع… نعم، فرنسا وعدت وهددّت بأشياء كثيرة، لكن الأفعال على أرض لم تنفذ او لم يكن لها اي تأثير. فقد قدّم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وعوداً بتكفل بلاده بشكل أحادي لإيجاد حلول للأزمة اللبنانية وهو الأمر الذي تعذر عليه.
والأهم من كل ذلك، هو ما صدر أمس في توصية رسمية عن لجنة الدفاع والقوات المسلحة في البرلمان الفرنسي، التي دعت الى إرسال فريق عمل دولي بصورة طارئة، يمكن ترجمة العبارة أيضاً بـ”قوة دولية او عسكر” بالمعنى المجازي تحت سلطة الأمم المتحدة والبنك الدولي، يهدف الى تعزيز الأعمال الإنسانية في مختلف المجالات .
“التدويل” على السكّة
فيما لا يزال الترقب سيد الموقف، يصف المراقبون التحركات الفرنسية والاميركية اضافةً الى انضمام السعودية اليهما، بـ”مواقف بالغة الأهمية”، التي تترافق مع اطلاق شرارة تدويل الوضع في لبنان بتضافر إرادات دول كبرى ومؤثرة الى جانب الفاتيكان.
وفي الموازاة، هناك دعوات، يميناً ويساراً، وشعارات تطلق من كل صوب وجهة، حول التدويل، والحياد، والفصل السابع، وقوات دولية، وقرارات مجلس أمن، والمجتمع الدولي، ومحاكم دولية، وعقوبات قانونية ومالية، وهنا نسأل هل “التدويل” وضع على سكة الالف ميل؟
يهدد الاستقرار
من المعلوم انّ البطريرك الماروني بشارة الراعي قد اعلن، في 27 شباط الفائت، امام الوفود التي امّت بكركي يومذاك، بدعم من بعض المثقفين السنة والدروز، ومعارضي حزب الله بين الشيعة، أنه بات ضرورياً على المجتمع الدولي أن يخلص لبنان من السلاح غير الشرعي الذي يهيمن على كافة قرارات الدولة ويحّل مكانها، وقد توسعت دعوات قوى المجتمع المدني لدعم هذا النداء، الجديد القديم، بينما رفضها حزب الله واعتبرها تهديداً لاستقرار البلاد وأمنها، المصمم على محاربة التدويل أمنياً وحربياً مهما كلّف الأمر.