اعتذار الحريري بات محسوماً، والإعلان عنه مسألة وقت.. والفرنسيون يرشحون ميقاتي لخلافته

على وقع الانهيار الاقتصادي والاجتماعي الذي يعانيه لبنان، تستمر أزمة تشكيل الحكومة في ظل إصرار رئيس الجمهورية ميشال عون على دفع الرئيس المكلف سعد الحريري نحو الاعتذار من خلال المسار المتبع بين الجانبين منذ 9 أشهر.

خيار اعتذار الحريري بات جاهزاً
تتحدث مصادر سياسية عن أن الرئيس المكلف سعد الحريري اتخذ قراره بالاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة وأبلغ به رئيس المجلس النيابي نبيه بري بعد عودته من القاهرة، لكن بري طلب منه أن يتم الاتفاق على بديل له أولاً كي يكون هناك حد أدنى من حكومة توافقية حتى لا تدخل البلاد في مرحلة فوضى

والاتفاق على بديل للحريري غير مؤمّن حتى اللحظة؛ إذ إن الرجل يكمل مشاوراته مع رؤساء الحكومات السابقين ومفتي الجمهورية للتفاهم حول شخصية توافقية، وبات إعلان الاعتذار مسألة توقيت فقط.

وبدأ عون بإجراء مجموعة من الاتصالات حول الاسم الأوفر حظاً لخلافة سعد الحريري، خوفاً من وجود خطة لمنع تسمية أي شخصية بعد تنحِّي الأخير، في ظل الحديث عن أن أحد السيناريوهات هو مقاطعة نواب السُّنَّة لأي استشارات نيابية مقبلة.

مصادر مقربة من الحريري تقول إنه اجتمع بالهيئة القيادية لتيار المستقبل بالإضافة لرؤساء الحكومة السابقين، وأبلغهم بقراره بالاعتذار، لكن أكد لهم أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري طلب منه عدم تقديم اعتذاره قبل تقديم تشكيلة من 24 وزيراً إلى رئيس الجمهورية وقيام الأخير برفضها، وذلك كمخرج نهائي للأزمة.

وحول اعتبار اعتذاره هروباً من الأزمة، يؤكد نائب رئيس تيار المستقبل الدكتور مصطفى علوش أن الأمور وصلت لحائط مسدود ويجب تحميل المسؤولية للفريق المسؤول عن التعطيل وهو فريق رئيس الجمهورية وصهره جبران باسيل، وبحسب علوش، فإن الأمور يجب أن توضع بمكانها وليتحمل الجميع مسؤولياتهم.

مَن يخلف الحريري؟
خلال لقاء الحريري مع رئيس البرلمان نبيه بري، اقترح الأخير أن يكون المرشح رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي وأن يحظى بدعم من الحريري، إلا أن الحريري طلب من بري استمهاله حتى يناقش الأمر مع رؤساء الحكومات السابقين.

وفي السياق ذاته، يقول الصحفي والمحلل السياسي منير الربيع إن ميقاتي هو مرشح الفرنسيين منذ انفجار مرفأ بيروت ومجيء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وخاصة أن مدير المخابرات الفرنسية برنار ايمييه هو صديق شخصي لميقاتي، لكن عون يرى أن الميقاتي لا يختلف كثيراً عن الحريري.

زيارة السفيرتين والتمهل
يؤكد مصدر دبلوماسي” أن خطوات اعتذار الحريري كانت ستجري خلال أيام، لكنه انتظر ريثما تعود سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية دورثي شيا ونظيرتها الفرنسية آن غريو من زيارتهما للمملكة العربية السعودية.

يقول الصحفي والمحلل السياسي منير الربيع إن زيارة سفيرتي أمريكا وفرنسا في لبنان إلى السعودية تعتبر خطوة غريبة ونادرة الحدوث، وإن هدف الزيارة هو مناقشة الملف اللبناني واستكمال البحث الذي بدأه وزراء خارجية فرنسا والسعودية وأمريكا قبل أيام في روما.

فيما يشير المحلل السياسي جوني منير إلى أن واشنطن وباريس طلبتا من سفيرَتيهما في لبنان زيارة السعودية، بعدما جرى التمهيد جيداً لذلك؛ لأن الأمريكيين والفرنسيين يريدون أن يحصل التواصل مع السعودية عبر سفيرتين في لبنان، كإشارة واضحة على التركيز الأمريكي والفرنسي على الملف اللبناني وأهمية الدور السعودي فيه.

يضيف أن الزيارة تتمحور حول هدفين؛ الأول إعادة تسويق سعد الحريري لدى السعودية. والثاني العمل على إصدار إعلان نوايا يتعلق ببرنامج مساعدات الجيش اللبناني.

ويستبعد الربيع أن تؤتي زيارة السفينتين -على أهميتهما- ثمارها ولن تحقق شيئاً في جدار الفيتو السعودي على الحريري؛ لأن هذا الملف عمل عليه سابقاً قادة دول فرنسا ومصر وقطر وتركيا والإمارات ولم يحقق أي خرق.