متحوّر “دلتا” يحطّ في لبنان.. موجة وبائيّة جديدة بانتظارنا؟

لا يلبث اللبناني أن يخرج من مصيبة حتى يدخل في نفق مصائب جديد!

فبعدما “هلّل وطبّل” لانخفاض إصابات كورونا “العاديّة” وبدأ يعود تدريجيًا إلى حياته الطبيعيّة، يمكن القول اليوم “يا فرحة ما تمّت”.

لأن متحوّر “دلتا” يطلّ برأسه في لبنان، حيث أنّ إجمالي المصابين بالمتحوّر الهندي محليا أصبح نحو 35 شخصًا.

حتى الآن ما زالت كل المعلومات المتعلّقة بـ “دلتا” مُبهمة، وللاستفسار أكثر حول الموضوع، يشير رئيس لجنة الصحة النيابية الدكتور عاصم عراجي في حديث لـ “السياسة”، الى أنه “لمعرفة ما إذا كان الشخص مصابًا بـ “دلتا” أم لا يجب أن تكون نتيجة الـ PCR إيجابيّة، وعليه يتم إجراء فحصٍ معيّن غير موجود في المختبرات اللبنانية لأن ثمنه باهظ ويُجرى في مختبرات معيّنة، فيتم إرسال عيّنات من الفحص إلى الخارج لمعرفة ما إذا كانت الإصابة بالمتحوّر أم لا”.

وبالتزامن، حسب عراجي فـ “الجامعة اللبنانية بدأت بالعمل على الموضوع عبر تحضير مختبرات خاصة بهذا الفحص”.

عوارض دلتا لا تختلف كثيرًا عن عوارض كورونا. هذا ما يؤكّده عراجي، منبّهًا من أنه “أخطر من كورونا لأنه سريع الانتشار، حيث أن الشخص باستطاعته أن ينقل العدوى لأكثر من 10 أشخاص”.

اللقاح يحمي.. ولكن!

ووسط كل هذه السوداويّة، لا ينكر أحد أن عددًا كبيرًا من اللبنانيين تلقّى لقاح كورونا والعملية تسير بجديّة، فما مدى فعاليّة اللقاح؟

عراجي يشدّد على أن “لـ اللقاح أهمية كبيرة في مواجهة “دلتا” وتحديدا لمن تلقّى الجرعتين فالحماية ستكون أكبر”، مضيفًا أن “لقاح “أسترازينيكا” يؤمّن حماية بنسبة %80 وبدوره لقاح “فايزر” يؤمّن حماية بنسبة %91، كما أنّ اللقاح بالمجمل يخفّف من العوارض ويمنع المصاب من الدخول الى المستشفى”.

أمّا بالنسبة الى وضع “دلتا” على الأرض، فيؤكّد عراجي أنه “حتى الآن ما زالت الأمور تحت السيطرة، ولكنّ إصابات كورونا الإجمالية ارتفعت في اليومين الأخيرين، وهذا يعني أن التخوّف من الانتشار موجود دائمًا ومن المحتمل أن تزداد أعداد الإصابات تباعًا”.

وعليه، ارتفاع اصابات “دلتا” لا يمنع إقفال البلد مجددا، أما الأهم حاليًا وفق عراجي فهو اتّباع كل الاجراءات الوقائيّة (غسل اليدين، كمامة، تباعد اجتماعي، التخفيف من التجمعات…)

إذًا، هاجس متحوّر “دلتا” يقلق اللبنانيين من جديد، وأيّ استخفاف في السلوك الشخصي من الوافدين والمقيمين يُنبئ بموجة وبائيّة جديدة وقاسية.. لبنان بغنى عنها!

كتبت ميليسّا دريان في “السياسة