الليرة نحو مزيد من التدهور… و3 عوامل مؤثرة!

كتب علي نور الدين في “أساس ميديا”:

 

عاد دولار السوق السوداء إلى مستويات راوحت مساء أمس الأحد ما بين 17,550 و17,650 ليرة للدولار الواحد، بعدما لامس قبل يوم واحد حدود 18,000 ليرة. لكنّ هذا الانخفاض النسبي والمحدود لن يكون سوى استراحة صغيرة في مسار هبوط سعر صرف الليرة في السوق السوداء، خصوصاً أن لا شيء تغيّر في توازنات العرض والطلب، التي أشعلت موجة التراجع الأخيرة في قيمة الليرة مقابل الدولار. باختصار، ستستمرّ ثلاثة عوامل بالضغط على سعر صرف الليرة طوال الأسابيع القادمة بالطريقة نفسها، ولا يبدو أنّ شيئاً ما سيعكس هذا المسار الذي بات يقود البلاد إلى النموذج الفنزويلي، أي إلى نموذج الانهيار السريع وغير المضبوط في سعر صرف العملة الوطنيّة.

 

– وفقاً لعدّة مصادر من داخل كبرى شركات الصيرفة، تبدأ هذه العوامل من كميّة الطلب الكبيرة، التي استجدّت خلال الأسابيع الماضية، على دولار السوق السوداء، من قبل عدة قطاعات كانت تعتمد على مصرف لبنان سابقاً للحصول على الدولار المدعوم من احتياطاته. وبعد توقّف مصرف لبنان عن تزويد هذه الشركات بالدولار، اتّجهت إلى السوق السوداء طلباً للدولار، مساهمةً في دفع سعر صرف الليرة إلى الانخفاض.

 

نسبة كبيرة من المصارف اللبنانيّة لم تتمكّن من إيداع ما يكفي من سيولة في حساباتها في الخارج لتمويل السحوبات، فما كان منها إلّا أن اندفعت مستميتةً خلال الأسابيع الماضية لامتصاص ما يكفي من دولارات من السوق السوداء للحصول على هذه السيولة.